طال عمره.. من يؤلف لـ “تركي” أشعاره التي يغنيها عمرو دياب؟

- ‎فيتقارير

إن لم تكن شاعراً أو أديباً وكل مميزاتك في الحياة أن سعودياً منحك الله خزائن من الرز، وقربك من ولي الأمر، فلا تبتئس بذلك ففي ظل بلد يحكمه العسكر بالحديد والنار منذ انقلاب 30 يونيو 2013، ستجد ضالتك في مناخ يسوده الفساد من رأسه حتى أخمص قدميه، يكفي أن يوصلك أحدهم بعدد من الشعراء المغمورين أو حتى المشهورين وتتعرف على تسعيرة الغنوة الرومانسية مثل “برج الحوت”، أو الغنوة التي تثير الشجون مثل “هدد”، والدفع نقداً بالدولار على حسب عدد الكلمات أو الأبيات.

تظل ظاهرة السرقات الشعرية، أحد الظواهر السيئة الموجودة فى الأوساط الثقافية، خاصة فيما يخص الكتابة والإبداع، فالعديد من الشعراء تعرضوا لعملية سطو على على منتجهم الشعرى، سواء من مجهولين، أو محسوبين على الوسط الثقافى، وسط فجاجة وبجاحة من السارقين، سرقة الشعر والتى رغم وجودها منذ عهود قديمة حتى إن أحد كبار شعراء العصر العباسى “المتنبى” اتهم بسرقة بعض من قصائده، من آخرين، ومع ذلك لكنها أكثر انتشارا فى الوقت.

قصيدة للبيع

وكشفت حوادث سابقة أن شهادات مزورة وليس شعراً أو أغاني فقط يتم تداولها في مصر، على قفا من يشيل خصوصا إذا كنت سعودياً وترغب بشراء أو تزوير شهادات من الدبلوم وحتى الدكتوراه، مع شهادة خبرة بـ 5000 جنيه فقط، وفي تهمة خاصة وردت في كتاب يناقش ظاهرة تزوير الشهادات، صنف كتاب ألف قبل ما يقارب 31 عاما ويدعى مصانع الدبلومات أو diploma factory يضع فيه المؤلفان الطلبة من الخليج والهنود والصينيين كأكثر الجنسيات إقبالاً على الشهادات المزورة.

وتساءل الكاتب السعودي فهد عامر الأحمدي :”كم نسبة المسئولين الذين يحملون في بلادنا شهادات غير نظامية؟ومتى تظهر لدينا جهود مماثلة لفحص الشهادات القديمة التي عُينوا على أساسها”، وربما أعاد المستشار السعودي تركي آل الشيخ ما فعله الفنان عادل إمام في فيلم “مرجان أحمد مرجان”، ويشتري بالريالات الفائضة لديه قصائد وأغاني من شعراء مصريين، مثل قصيدة الحلزونة التي باعها شاعر مغمور هو نفسه مؤلف قصيدة “السنونو”، وتقول بعض كلماتها :”الحلزونة والحلزون اتقابلوا في ثقب الأوزون..الحلزونة تاهت جوة متاهة..والحلزون كمان استناها..هربت وقعت جوة البير..السما بتمطر مسامير..والحلزون مكبوت وأسير..الحلزونة انتحرت فجاة..والحلزون خبطتو عربية..عدت في ميدان التحرير..ميدان التحرير.. ميدان التحرير…ميدان التحرير”.

استفز الفنان المصري عمرو دياب، جمهوره، بعدما نشر صورةً له مع مستشار الديوان الملكي السعودي تركي آل الشيخ، وأثارَ “دياب” غضب مصريين على مواقع التواصل الاجتماعيّ، سيما بعد الأزمة الأخيرة مع جماهير الأهلي المصري وإعلان “آل الشيخ” سحب استثماراته من مصر.

برج الحوت

وطرح عمرو دياب ألبومه الغنائي الجديد “كل حياتي”، حيث شارك “آل الشيخ” في كتابة أغاني الألبوم الجديد من بينها “هدد” و”كل حياتي” و”ملاك الحسن” و”يا ساحر”، وعلّق عمرو دياب على الصورة بالقول: “في زياره لحبيبي أبو ناصر للاطمئنان عليه (يا ساحر )”، لكنّ نشر “الهضبة” لصورته مع “آل الشيخ” لم يرُق للمصريين، الذي هاجموا الفنان المصريّ، واستغربوا نشرها في هذا التوقيت بالذات، بينما وصف آخرون عمرو دياب بأنه أصبح خُلخال في قدم “آل الشيخ”.

فيما ذكّر مغردّون عمرو دياب، بزميلته الفنانة آمال ماهر، التي اقتحم الأمن شقتها وأغلقها بالشمع الأحمر، بعد سجالها مؤخراً عبر مواقع التواصل مع “آل الشيخ”، وقالوا إن الأفضل له أن يطمئن على صحتها،  ويقول الشاعر الكبير إبراهيم داوود، إن السرقات الشعرية، موجودة فى كل بلاد العالم وليست مصر فقط، وأنها عبر الزمان كانت هناك العديد من ظواهر السرقة.

وأكد إبراهيم داوود، أن الشاعر الحقيقي لا يسرق، لأنه أمام براح وخيال إبداعي كبير، يستلهم منه شعره، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يقتبس الشاعر جزءا من قصيدة لينسبها إلى صاحبها كما يفعل العديد باقتباس كلمات لمحمود درويش، وبات السؤال الآن، متى يكشف عن أن الشعر الذي يضع تركي آل الشيخ عليه اسمه هو في الحقيقة نتاج قريحة شعراء مصريين، اشترى كلماتهم بالمال؟