بدأت انتخابات نيابية وبلدية في البحرين، اليوم السبت، لكن على نفس سيناريو المسرحيات الانتخابية التي جرت في مصر عقب الانقلاب العسكري على الدكتور محمد مرسي في يوليو 2013، حيث دعت كافة أحزاب المعارضة إلى مقاطعتها، وزعمت السلطات أن هناك تمويلًا خارجيًّا ودولًا تريد للبحرين عدم الاستقرار.
ومن المفترض أن يُدلي 365 ألف ناخب بأصواتهم لاختيار 40 نائبًا من بين 293 مرشحًا، بينهم 41 سيدة، في 40 دائرة انتخابية، فضلًا عن اختيار أعضاء 30 مجلسًا بلديًّا من بين 160 مرشحًا.
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن الانتخابات تجرى وسط أجواء قمعية لن تفضي إلى انتخابات حرة، في حين تنفي الجهات الرسمية ذلك، متهمة إيران بإشعال الفتن وتأجيج الاحتقان بين السنة والشيعة في البحرين.
ويرى مراقبون أن البحرين أصبحت تابعة بشكل مطلق للسعودية، خاصة بعد أن استعانت حكومة البحرين بالمملكة لقمع الاحتجاجات التي طالبت بإقامة ملكية دستورية عام 2011.
وأكد برلمانيون بريطانيون أن الانتخابات لن تكون حرة في ظل دعوة جمعية الوفاق البحرينية لمقاطعة الانتخابات في بلادها، وفي ظل إسقاط الحكومة الجنسية البحرينية عن بعض معارضيها البارزين، مثل الشيخ عيسى قاسم.
ويرى ناشطون سياسيون بحرينيون، إلى جانب منظمات حقوق الانسان، أن الأخبار والأحداث التي تجري في البحرين لا تبشر بخير، وأن الوضع نحو الأسوأ منذ العام الماضي.
عائلة آل خليفة
ووفقًا لوكالة رويترز البريطانية، فإن عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين أحكمت السيطرة على المعارضة، منذ أن قامت المعارضة بانتفاضة فاشلة عام 2011. وأرسلت السعودية قوات للمساعدة في سحق الاضطرابات، في مؤشر على القلق من أن يُلهم أي تنازل تقدمه البحرين لتقاسم السلطة الأقلية في السعودية.
وتعتبر السعوديةُ البحرين المجاورة لها والمكونة من عدة جزر ولا تمتلك ثروة نفطية هائلة مثل دول الخليج الأخرى، حليفة مهمة في حروبها بالوكالة مع إيران في الشرق الأوسط.
وحلت البحرين، التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي، جماعات المعارضة الرئيسية، ومنعت أعضاءها من خوض الانتخابات، وحاكمت عشرات الأشخاص، وصفتهم جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان بالنشطاء، في محاكمات جماعية.
مسرحية انتخابية
يقول أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية: إن وضْع حقوق الإنسان في أسوا مراحله الآن، وإن الانتخابات الصورية تأتي في أجواء من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وسحق كافة أشكال المعارضة والمراقبة.
ويقول ناشطون، إن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة منع المعارضين من الترشح لعضوية مجلس النواب، وذلك على غرار ما يفعله نظام الانقلاب في مصر في كل مسرحية انتخابية، وآخرها مسرحية انتخابات الرئاسة التي اعتقل واعتدى ومنع فيها نظام الانقلاب كافة المرشحين لمنافسة الجنرال الفاشل.
وأشارت وكالة رويترز- في تقرير لها وقت مسرحية انتخابات السيسي- إلى أن الإقصاء المستمر من قبل نظام السيسي لمن أعلنوا عزمهم منافسته في مسرحية الانتخابات، جعلت قائد الانقلاب هو الشخص الوحيد الذي يترشح، الأمر الذي جعل تلك المسرحية أشبه بكابوس نتيجة زيادة السخط الشعبي عليه من جانب، وخوفه من حدوث انقلاب عليه من جانب آخر.
وسخرت الوكالة من الإجراءات التي يتخذها السيسي ونظامه ضد أي مرشح في أي مسرحية يقرر إجراءها، وذلك في الوقت الذي يتعهد فيه النظام بضمان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة.
