محاولات بُذلت من أطراف خليجية ومصرية لإحباط استضافة قطر لمونديال كأس العالم 2022، فمشكلة دول الحصار هي في المكانة التي نالتها الدوحة عالميًّا، والتي أهّلتها لتكون مركزًا عالميًّا، على الرغم من قلة عدد سكانها وضيق جغرافيتها.
ولفت نظر المراقبين عدم تأليه الإعلام القطري للأمير الشيخ تميم بن حمد حاكم البلاد، على عكس ما جرى في مصر من التطبيل الإعلامي للسفيه السيسي، عند استضافة كأس الأمم الإفريقية، وكأنه فتح "عكا" أو وجد "كنز علي بابا"، الذي يسدد الديون التي راكمها العسكر على كاهل المصريين.
السيسي المنتفخ!
وكانت أولى خسائر جنرال إسرائيل السفيه السيسي في هذه البطولة، حالة العشوائية التي ظهرت بها البطولة في مباراة الافتتاح، خاصة خلال كلمة السفيه السيسي في افتتاح البطولة، والتي جاءت مثيرة للسخرية لتشابه لهجته فيها بلهجة “متعاطي الحشيش".
الأمر الذي جعل وقتها هاشتاج “خطاب السيسي” يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من كلمته، ودفع الأذرع الإعلامية للانقلاب لاتهام قناة “بي إن سبورت” بالوقوف وراء هذه الفضيحة.
وكشفت قطر عن شعار بطولة كأس العالم 2022، والمقرر أن تستضيفها كأول دولة تحتضن هذا الحدث العالمي في الشرق الأوسط، وأوضحت الصفحة الخاصة بالبطولة معاني الشعار وما يرمز له.
وظهر الشعار على شكل إشارة "لا نهاية"، والتي قالت الصفحة الرسمية للبطولة على تويتر، Road to 2022، إنها ترمز إلى "الإرث المستدام الذي سيبقيه كأس العالم 2022 في قطر والمنطقة".
أما الرقم 8 في الشعار فهو يرمز إلى عدد الملاعب التي ستحتضن البطولة في عام 2022، وقد ظهر على الشعار سمة الـ"كاشيدا"، والتي قالت الصفحة إنها إحدى سمات الخط العربي وتستخدم لإضفاء "لمسة جمالية على الكلمات وتحقيق التوازن بين أطوالها".
وأشارت الصفحة إلى أن الشعار استوحى من "الشال الصوفي التقليدي الذي يرتديه الناس حول العالم، وفي المنطقة العربية والخليج على وجه التحديد، بأشكال وتصاميم متعددة خلال فصل الشتاء".
وكانت قطر قد فازت بحق تنظيم المونديال عام 2010، وواجه المسئولون عن ملفها العديد من الاتهامات بـ"الرشوة والفساد"، خلال مرحلة إقناع الاتحادات بالتصويت للملف القطري، لكن الاتحاد الدولي بقي متمسكًا بمنح حق الاستضافة لقطر رغم المطالبات بسحبه منها.
ومن المقرر أن تنطلق البطولة في 21 نوفمبر من عام 2022، ويسدل الستار عنها في 18 ديسمبر من نفس العام، لتكون بطولة العالم الأولى التي تقام في الشتاء في تاريخ المسابقة.
صفعة جديدة
ولم يقتصر حصار قطر الذي فرضته أربع دول بقيادة السعودية والإمارات على مجال السياسة، بل طال أيضا قطاع الرياضة، مستهدفا ملف استضافة الدوحة لكأس العالم 2022 عبر حملات تشويه واتهامات سعودية إماراتية لسحب هذه الاستضافة، بعد التشكيك في قدرة قطر على تنظيمها بمفردها.
ومن جهته؛ يؤكد الإعلامي القطري جابر الحرمي أنه لا ينبغي عزل الحملة المتعلقة باستضافة كأس العالم عن جذورها التاريخية التي تعود إلى ما قبل الحصار، وتحديدا إلى ديسمبر 2010 الذي شهد حدوث أمرين حفّزا تنظيم هذه الحملة ضد قطر.
ففي 2 من هذا الشهر، أعلن الفيفا عن فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022، وتلك تزكية لمكانتها الدولية وخاصة في المجتمع الكروي، والأمر الثاني انطلاق قطار الربيع العربي الذي كان حدًّا مفصليًّا بين من انحاز للشعوب كقطر، ومن دعم الأنظمة القمعية مثل الإمارات والسعودية.
وأشار إلى أنه في عام 2012 نُشرت مقالات تتهم قطر بدعم الإرهاب ودفع رِشا لمسئولين في الفيفا للفوز بالاستضافة، وعندما عجزوا عن إثبات ذلك وظّفوا ما سموه سوء معاملة العمالة في قطر، ففتحت الدوحة أبوابها لكل المنظمات الحقوقية للتحقق من سجلها في معاملة العمال، بينما رفضت الإمارات السماح لهذه المنظمات بزيارتها.
ووصف الحرمي قرار الفيفا الأخير بتنظيم قطر النسختين القادمتين من بطولات كأس العالم للأندية بأنه "صفعة جديدة لدول الحصار التي اختارت طريق التآمر وإفشال قطر"؛ لأنه شهادة لها بأنها تمتلك بنية تحتية مؤهلة لذلك، وتحترم وعودها بإنجاز التزاماتها في مواعيدها.
