بعدفشل المفاوضات الثلاثية.. هل تصبح الحدود السودانية الإثيوبية ساحة لتصفية الحسابات؟

- ‎فيتقارير

 أعلنت وزارة الخارجية بحكومة الانقلاب استدعاء القائم بالإعمال الإثيوبية فى القاهرة احتجاجا على تصريحات دينا مفتى المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية بشأن علاقة القاهرة بأديس أبابا.
وكان "مفتي" قال إن مصر حولت بلاده إلى خطر قائم هروبا من مشاكل داخلية تفوق سد النهضة معتبرا أنها بمثابة قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
وعد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية مجزرة رابعة وملابسات وفاة الرئيس الشرعى للبلاد الدكتور محمد مرسى على يد االمنقلب  السفيه عبد الفتاح السيسى كأمثلة على أزمات نظام الانقلاب الداخلية وحاجة السيسى إلى الهروب منها وتعليقها على شماعة سد النهضة على حد تعبيره.

المفاوضات الثلاثية 
وتأتى هذه التصريحات في وقت تشهد المفاوضات الثلاثية مع السودان ومصر بشأن السد جمودا منذ أشهر طويلة رغم دعوة الاتحاد الإفريقي إلى اجتماع يعقد اليوم الأحد في محاولة جديدة للتوصل إلى اتفاق حول برنامج ملء وتشغيل السد.
وقال الدكتور محمد سليمان الزوارى، الباحث السياسي إن هذه التصريحات خارج السياق تماما وهى نتيجة لبعض تصريحات التى خرجت عن السيسى قبل ذلك وزعم فيها أن ثورة يناير من ضمن الأسباب التى أدت إلى بناء سد النهضة.
وأضاف أن هذه التصريحات من الأساس خاطئة من السيسي وما كان يجب أن يصرح بها لأنه يعبر عن ضعف الدولة المصرية والآن فمصر بالرغم من مرور عدة سنوات على الانقلاب لكن لا تزال المشكلة الرئيسية هي المصالحة الاجتماعية والمجتمع المنقسم، مؤكدا أن الخطأ الرئيسي يقع على سلطات الانقلاب.
موقف ضبابي للسودان
وقال محمد أحمد ضوينا الأكاديمي والمحلل السياسي السوداني، إن موقف السودان كان ضبابيا فى بداية التفاوض ولكن الآن أصبح دور السودان واضحا وثابتا لأنه أعلن سحب التفاوض وتجميد مشاركته فى مفاوضات سد النهضة وأعلن رسميا أنه لابد من أن تلتزم إثيوبيا بمقررات الدول الثلاث وألا تمضى فى ملء السد.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة "مكملين"، أن هذا كان موقفا صريحا وواضحا للدولة السودانية وقبلت وضع جدولة وبرنامج وأنه لابد لهذه القضية أن يتم تدويلها والاستجابة لتقرير الخبراء فى الاتحاد الإفريقي. 
وأوضح أن تضارب آراء الخبراء والفنيين السودانيين هو الذي أخر ملف سد النهضة والذي كان من المفترض أن يحسم فى السنة الأولى والثانية بين الدول الثلاث ولكن الخبراء فى السودان قالوا هناك فوائد كبيرة لسد النهضة في السودان ويفيد كثيرا من ناحية الزراعة والطمي ووفرة المياه وتبين بعد ذلك أن هذا الأمر ليس صحيحا وتجربة ملء السد الأولى أثبتت ذلك وكذلك حدث فيضان في السودان لم يحدث قبل سنوات طويلة نتيجة لتجميد إثيوبيا الماء فى السد وفتح البحيرة في زمن معين. 
وأشار إلى أن السودان يشهد عدم استقرار سياسي واقتصادي وبالتالي يكون هناك بعض التضارب في الرأي واتخاذ القرار، وهو الوضع الموجود في الدول الثلاث، إلا أن المستفيد الأول من هذه الأوضاع في مصر والسودان كانت إثيوبيا لأن إطالة فترة التفاوض وتضارب آراء الخبراء هنا وهناك أفاد إثيوبيا كثيرا وأتاح لها المضي في تحقيق أهدافها وملء السد، والآن يمضى العمل بوتيرة سريعة لإكمال المراحل الأخيرة له.
تدخلات الانقلاب
بدوره رأى ياسين أحمد رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية أنه لا يمكن إنكار تدخلات مصر فى هذا الموضوع وخاصة عندما كانت إثيوبيا تقوم بإنفاذ القانون فى إقليم تجراى ضد متمردي الجبهة الشعبية، كانت مصر والسودان تجريان مناورات عسكرية سمتها نسور النيل إشارة إلى سد النهضة كأن النيل و ملك لمصر والسودان.
وأضاف أن التصعيد الإعلامي المصري الذى رأيناه كان يدفع الأشقاء فى السودان نحو الحرب بالوكالة ومصر تسعى الآن وتتبنى إستراتيجية الحرب بالوكالة مع إثيوبيا من خلال إقحام السودان في هذه الحرب.  
وأوضح أن هذه التصريحات تأتي ردا على وزارة الخارجية بحكومة الانقلاب في اليومين الثالث والرابع من النزاعات الحدودية بين إثيوبيا والسودان عندما خرجت وزارة الخارجية المصرية بتصريح تؤيد فيه السودان وتدفع السودان لكي يدافع عن أراضيه وتتهم إثيوبيا أنها اغتصبت أراضى سودانية في حين أننا نعلم أن مصر هى التي تحتل حلايب وشلاتين.  

https://www.facebook.com/qisat.alyawm/videos/423161322161268