استغرقت ساعات.. هل كان لزيارة “شيطان الإمارات” دور في إعدام معتقلين مصريين في نهار رمضان؟

- ‎فيتقارير

في سابقة غريبة حتى على غلاة الديكتاتورية العربية وأحط أنواع البشر، تم قبل أيام، على دفعتين، إعدام عدد من الأبرياء المتهمين في هزلية كرداسة، وهم صائمون في نهار رمضان ، الواقعة المروعة حدثت بعد ساعات من الزيارة المشؤومة للشيطان محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، فهل كانت رسالة طمأنة دموية للشيطان من مخاوف ما يدور عن المصالحة، أو إثبات حسن نوايا من العسكر؟!
واستقبل السفاح السيسي ولي عهد أبو ظبي الشيطان محمد بن زايد، الذي وصل إلى القاهرة قبل إعدام الأبرياء بيومين، في زيارة قصيرة لم تستغرق سوى بضع ساعات، اطمئن على أن وكيله السفاح السيسي على عهده في قمع المصريين واعدامهم.

علاقات شيطانية
في نهاية العام الماضي 2020 أعاد السفاح السيسي اتهام جماعة الإخوان المسلمين، دون أن يذكر اسمها، بمحاولة زعزعة الاستقرار وتدمير الدولة عبر إثارة الشارع والتشكيك فيما ادعى أنها "إنجازات النظام"، مؤكدا أنه لن يتصالح مع "من يريد خراب مصر" على حد قوله، لكن من دون أن يوضح سياق المصالحة المذكورة ومن عرضها!
ويبدو أن مؤشرات التقارب التركي مع نظام السفاح السيسي مؤخرا، شجعت مراقبين على القول بأن جماعة الإخوان المسلمين ربما تبدي هي الأخرى استعدادها للمصالحة إذا كانت في صالح المصريين، عبر سياق كانت أبرز ملامحه الرغبة في التخفيف عن آلاف المعتقلين بالسجون وذويهم.. فهل استبقت الإمارات رياح المصالحة وطلبت من السفاح السيسي تعهدا بطعم الإعدام؟
في وقت سابق قال إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في لقاء مع "الجزيرة مباشر" إنه "إذا عرض على المعارضة المصرية، ونحن جزء منها الحوار مع النظام، بما يتضمن المعتقلين والمختطفين وأصحاب الدم ويحسن أحوال الشعب، لن نرفض، وإذا رفضنا نكون مخطئين بالتأكيد".
إلا أن ما حدث كان ردا دمويا من الإمارات على بوادر رياح المصالحة، وقامت مصلحة السجون، التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الانقلاب بتنفيذ أحكام الإعدام بحق 17 ممن صدرت ضدهم أحكام بالإعدام شنقا فيما يعرف بواقعة اقتحام مركز شرطة كرداسة، وذلك في شهر رمضان المحرم، رغم عدم صدور بيان من سلطات الانقلاب بالعدد الذي تم إعدامه أو تفاصيل ما حدث.

أبوظبي والإعدام
ومع اندلاع شرارة الربيع العربي في تونس وانتقالها إلى مصر، حملت الإمارات العربية المتحدة لواء العداء للقوى والتيارات السياسية التي وصلت للحكم في تلك البلدان باعتبار أن الأنطمة التي ثارت عليها شعوبها كانت تربطها علاقات وثيقة بنظام الحكم في الإمارات.
كان المخلوع مبارك يمثل ونظامه العسكري ركزية أساسية لحكام الإمارات وحليفا قويا لهم في المنطقة، كما كان لزين العابدين بن على رئيس تونس المخلوع وعائلته استثمارات قُدرت بمليارات الدولارات في إمارة دبي، بحسب ما كشفت وثائق مسربة بعد هروبه، وجاء السفاح السيسي ليكمل مسيرة ديكتاتورية ترعاها الإمارات.
وقالت منظمة العفو الدولية إن إعدام متهمين في قضية الهجوم على مركز شرطة كرداسة دليل مخيف على تجاهل سلطات الانقلاب للحق في الحياة، ولالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وأضافت المنظمة أنه عبر تنفيذ الإعدامات خلال شهر رمضان، فقد أظهرت سلطات الانقلاب تصميما على الاستمرار في استخدام عقوبة الإعدام بشكل متصاعد، وقالت إنه من المقلق للغاية أن يتم استخدامها بعد محاكمات غير عادلة، حيث تعتمد المحاكم على الاعترافات المُنتزعة تحت التعذيب، وفق المنظمة.
وفي الحالة المصرية ومنذ اليوم لثورة 25 يناير وإزاحة مبارك عن السلطة بعد 18 يوما قضاها المتظاهرون في ميدان التحرير، انتظرت الإمارات حتى ينقشع غبار الثورة ومن ثم تُعيد ترتيب أوراقها من جديد في داخل الشأن المصري من خلال رجال مبارك في الدولة العميقة، لضمان عدم صدور أي أحكام ضد الرئيس المخلوع عبر تقدم منح اقتصادية وهبات قدرت بنحو 10 مليارات دولار مقابل الافراج عنه.
ومع وصول الرئيس الشهيد محمد مرسي إلى سدة الحكم في 30 يونيو 2012، اعتبرت الإمارات أن وصول الإخوان إلى الحكم يمثل لها ضربة قوية لمشروعها السياسي الرامي إلى التخلص من حركات الإسلام السياسي في المنطقة، ومن هنا ناصبت مصر الجديدة العداء الشديد.
وفتحت أبوظبي أبوابها لرجال مبارك الفارين مثل أحمد شفيق ورشيد محمد رشيد، كما حاولت محاصرة نظام الحكم الجديد في مصر من خلال وقف المساعدات الخليجية التي تم الإعلان عنها بعد رحيل مبارك، كما قامت باعتقال العشرات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذي يعملون بأراضيها أو المؤيدين لهم وإخضاعم للإخفاء القسري واستغلالهم كورقة ضغط على الرئيس الشهيد محمد مرسي، ثم بعد ذلك التخطيط للانقلاب العسكري عليه بدعم كامل من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في 3 يوليو 2013.
وكانت الإمارات أول من باركت الانقلاب العسكري واحتفت به بعد دقائق من بيان قائد الانقلاب، وبعدها قدمت عشرات المليارات بالتعاون مع باقي دول الخليج وتحديدا السعودية والكويت لتمكينه من السيطرة على الأوضاع التي تلت الانقلاب مرورا بترشح السفاح السيسي لمسرحية الرئاسة وفوزه بها في مشهد هزلي أعاد إلى الاذهان حقبة مبارك، ولا زلت تقدم الدعم للسفاح السيسي رغم فشله في كل الملفات في مصر.