يحاصرهم بمعبر رفح.. مراقبون: وساطة السيسي ومطالب غزة لا يلتقيان

- ‎فيسوشيال

قال المحلل السياسي الدكتور فايز أبو شمالة إن قوافل المساعدات المصرية لغزة عبارة عن بطاطس، وغزة لديها فائض بطاطس يكفي قارة إفريقيا، وعلب سردين، وفي غزة كل عشرين علبة سردين بدولار.. و"فراخ مجمدة"، وهكذا مواد غذائية.. شكرا يا مصر، يا قائدة الأمة العربية.. يا مصر، غزة بحاجة إلى حشوة صاروخ، وعلية متفجرات، وقذيفة مضادة للدبابات، فهل تقدرون على ذلك"؟

وجاء تعليق "أبو شمالة" بعد أن وصلت قافلة الأزهر الإغاثية للأشقاء في غزة الإثنين، تحمل 150 طنا من المواد الغذائية، وشارك فيها مجموعة من علماء الأزهر، يحملون رسالة تقدير ومودة من شيخ الأزهر تضامنا مع الأشقاء ومشاركتهم روح النصر على العدو الغاشم، حسب بيان الأزهر.


وبالتزامن مع قافلة "الأزهر" وقافلة "تحيا مصر" أكد وزير خارجية الانقلاب، في لقائه رئيس السلطة محمود عباس، إن "مصر ستتحرك لإحياء المسار التفاوضي الذي يهدف لتحقيق سلام شامل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، وهو مطلب نادت به المباردة العربية التي انطلقت في 2001 أي قبل 20 عاما وما زالت "مبادرة"!
ولأن "حجم الدمار كبير وفادح" بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي أكدت أن الاحتلال سعى لتدمير البنى التحتية لقطاع غزة، خلال عدوانه الأخير الذي استمر 11 يوما، سارعت حكومة القطاع إلى إطلاق حملة "حنعمرها"، في مبادرة شارك فيها نحو ألف شاب وشابة في غزة لإزالة آثار العدوان الأخير.


ولم يمنع ذلك بعض الفلسطينيين في غزة من رفع علم مصر، آملين بأن يستمر فتح معبر رفح، المنفذ الوحيد لهم الذي لا يفتح خلال العام إلا أيام معدودة على أصابع اليدين، إلى الأبد والسماح للعالم بزيارة غزة.
وأشار الصحفي الفلسطيني أدهم أبو سلمية إلى أن الصهاينة العرب يذرفون دموع التماسيح الكاذبة على غزة وأهلها، وكأن المقاومة جلبت لها الدمار والخراب، في محاولة مفضوحة لتبرير جرائم الاحتلال الذي هو أصل المشكلة، وكأن غزة كانت "باريس"، وكأنها لا تعيش في حصار خانق منذ 15 عاما واحتلال ظالم منذ 73 عام، ويمارس عليها القتل بأشكاله كل يوم".
وأضاف الناشط حسن عبدالرحمن: "الدعم الحكومي لغزة مشروط بركوع المقاومة أو عن طريق الراكعين عباس وشركاه وأمريكا تقول بصراحة سنبعد حماس عن إعمار غزة والحكومات سترسل مخابراتها للبحث عن الانفاق باسم الإعمار ما نرجوه الدعم الشعبي المباشر للمقاومة بأي وسيلة كانت المهم أن يصل الدعم ليد المقاومة".

ترحيب صهيوني

وحملت إشارات من قادة الاحتلال وإعلامه ترحيبا من الصهاينة بوساطة السيسي فوزير الدفاع الصهيوني بيني جانتس زعم قائلا: "كلما عملنا مع السيسي كلما كان باستطاعتنا أن نراقب المواد الداخلة إلى غزة".
وقالت صحيفة"يسرائيل هيوم": "الاستخبارات الإسرائيلية تؤكد أن الحرب على غزة دلت على أن وساطة مصر تخدم مصالحنا الإستراتيجية، حيث تمكنت مصر من منع استهداف تل أبيب بالكثير من الصواريح في بعض محطات الحرب واقنعت حماس بعدم إطلاق الوصلة الختامية من الصواريخ التي تنهي بها عادة الحروب". 
وقال الناشط د. محمد ضاهر العريفي: "حاول السيسي صهيوني إدخال سيارات الإسعاف المخابراتية للرصد ففشل ويحاول الآن الدخول بحجة إعمار غزة لمعرفة أماكن الأنفاق وما تحت الأرض".
أما المحلل زكريا مطر فقال: "قلتها وأكررها لا تثقوا بالسيسي فمن تنازل عن أرضه وانتهك عرضه وتنازل عن مائه وغازه وقتل شعبه وبنى سجونا بها مائة ألف من خيرة الشباب ولم يبن مدرسة أو مستشفى ويجبن أن يذكر اسم أم الرشراش ويكذب ويبدد ثروات بلده ويمتهن شعبه ويحارب دينه ويهدم منظومة قيمه فلن يكون مخلصا أبدا لغزة  والأقصي..".
وقال حساب "نحو الحرية": "الثقل السياسي للسيسي هو ثقل تجسسي بحت، كان واضحا منذ البداية السيسي مسرع لحفظ ماء وجه إسرائيل من هزيمتها النكراء".

اتصال بايدن
ورغم حملة الهجوم على بايدن التي قادتها اللجان الإلكترونية للسيسي خلال ديسمبر 2020 وقت الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي أطاحت بدونالد ترامب الذي خصّ السيسي بعبارة "الديكتاتور المفضل"، إلا أن تحولا في موقف اللجان وتضخيما من شأن الاتصال الذي تكرر بين السيسي وبايدن خلال الأسبوع الفائت.
وفي الوقت الذي يلقي أعضاء بالكونجرس اللوم على بايدن في حجم القتلى -280 شهيدا و9000 جريح – للحرب الأخيرة على غزة، وعدم تردد الأكاديمية والباحثة في شؤون الشرق الأوسط عبير كايد في مطالبة إدارة بايدن بـ"تصحيح الخطأ التاريخي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، يرى الباحث حسن عبدالرحمن أن "السيسى يعتبر أن اتصال بايدن مرتين عليه فى أسبوع هو صك شرعية جديد له ولنظامه بعد تهميش الإدارة الأمريكية له شهور مما أربكه وأضعفه أمام الجيش وأنا أقول له الشعوب التواقة للحرية إذا ثارت ستمزق كل الصكوك والمعاهدات والغرب عبد للمصالح سيركع لإرادة الشعوب وبالتالي نهايتك يا سيسى اقتربت".