رغم تحذيرات “الصحة العالمية”.. حكومة الانقلاب تتجاهل خطورة “أوميكرون”

- ‎فيأخبار

رغم حالة القلق التي تسود العالم بسبب ظهور متحور «أوميكرون» واتجاه أغلب الدول لفرض إغلاقات وتشديد الإجراءات الوقائية والاحترازية، تتجاهل حكومة الانقلاب هذه الأزمة، وتزعم أن مصر لم تصل إلى ذروة الموجة الرابعة حتى الآن، وأن معدل الإصابات يشهد تراجعا وفق تعبيرها، وتسمح بتخفيف الإجراءات الوقائية والاحترازية، وتقيم الأنشطة والحفلات الفنية التي يحتشد فيها عشرات الآلاف، مما يؤدي إلى انتشار العدوى وإصابة الملايين بالفيروس.  

كانت منظمة الصحة العالمية قد طالبت بضرورة عودة الالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية، ودعت دول العالم إلى الاستمرار في تنفيذ تدابير الصحة العامة الفعالة للحد من انتشار فيروس كورونا بشكل عام، باستخدام تحليل المخاطر والنهج القائم على العلم، بجانب زيادة بعض القدرات الصحية والطبية العامة لإدارة الزيادة في الحالات.

وشددت منظمة الصحة العالمية، على أن اللقاح وحده ليس كافيا للقضاء على جائحة كوفيد-19، بل سيكون إضافة كبيرة للأدوات المتاحة حاليا، مشيرة إلى ضرورة اتباع الإجراءات الوطنية والمحلية، لضمان عدم عودة تفشي المرض بعد ظهور اللقاح.

وقالت إن "اللقاحات لا تعني نهاية جائحة كـوفيد-19، مُعبّرة عن قلقها من الاعتقاد المتنامي بأن الجائحة قد انتهت، وأكدت المنظمة أن الكثير من الأماكن في الوقت الراهن تشهد معدلات عالية للغاية لانتقال الفيروس، بما يضع ضغوطا هائلة على المستشفيات ووحدات العناية المركزة والعاملين في المجال الصحي.

في المقابل، زعم حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة صحة الانقلاب أن متحور فيروس أوميكرون لم يصل مصر حتى الآن.

وقال عبدالغفار في تصريحات صحفية إنه "من السابق لأوانه الإشارة إلى قلة فعالية أي لقاحات أمام المتحور الجديد لكورونا، موضحا أنه وفقا لكافة البيانات الأولية التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، فإن المتحور الجديد ليس بالخطورة الكبيرة، ولكنه أسرع في الانتشار فقط بحسب زعمه".

 

الإجراءات الاحترازية

من جانبه أكد الدكتور شريف حتة، أستاذ الطب الوقائي أن الإجراءات الاحترازية، من ارتداء كمامة وتباعد اجتماعي، والتهوية الجيدة، ونظافة الأسطح أهم من اللقاح، مشيرا إلى أنه توجد احتمالية حدوث إصابة رغم تلقي اللقاح، لكن عند اتباع الإجراءات الاحترازية، فإن نسبة حدوث العدوى والإصابة تكاد تكون معدومة.

وقال «حتة» في تصريحات صحفية إن "الأطباء عند صنعهم لقاح كورونا لم يؤكدوا أن أخذه لمنع العدوى، مشيرا إلى أن جميع اللقاحات لكل الأمراض المنتشرة وليس فيروس كورونا فقط، لا تعطي مناعة من المرض بنسبة 100%".

وأوضح أن الدافع وراء عدم الالتزام بالإجراءات، هو أن معدل انتشار فيروس كورونا قد سجل انخفاضا خلال الأسابيع الماضية، بعد أن كاد يصل لأكثر من ألف حالة في كثير من الأيام، وربما يكون ذلك هو ما دفع البعض للتخلي عن الإجراءات الاحترازية، بالإضافة إلى أن هناك فئة من الناس، لديها حالة إنكار لوجود الخطر، وهؤلاء يستندون إلى أن حالات كثيرة كانت ممن يتبعون الإجراءات الاحترازية، وافت بعضهم المنية، بينما لا يُصاب كثيرون ممن لا يلتزمون بها، وهؤلاء يشكلون خطرا كبيرا ويسهمون في نقل العدوى".

ولفت «حتة»  إلى أن هناك تهاونا من جانب المواطنين بالنسبة لاتباع الإجراءات الاحترازية، وتهاونا من حكومة الانقلاب أيضا في متابعة تطبيقها، مشددا على ضرورة تشديد الإجراءات من جديد، حتى يتم تطعيم 60% أو70% من الشعب، بالإضافة إلى ضرورة منع حكومة الانقلاب للحفلات الغنائية والتجمعات، لأنها أشياء غير ضرورية، ويؤدي الاختلاط والزحام فيها إلى زيادة معدل الإصابات،

وأضاف أن المواطن حينما يرى تلك المشاهد يتوهم أن كورونا قد انتهت، ويتراخى في اتباع الإجراءات الاحترازية، مطالبا بالتنبيه على الأطفال خاصة في المدارس وجميع المواطنين بالعودة للالتزام بالإجراءات الاحترازية، والحفاظ على النظافة الشخصية، وغسل الأيدي، وارتداء الكمامات.

 

لقاحات كورونا

وقال الدكتور محمد علام، نائب مدير مستشفى النجيلة في مطروح للعزل الصحي سابقا، إن "هناك فهما خاطئا لوظيفة اللقاحات، موضحا أن وظيفتها ليست منع العدوى، بل تقليل الأعراض الشديدة وتقليل نسبة الوفاة بسبب المرض".

وأشار «علام» في تصريحات صحفية إلى وجود نسبة كبيرة من الأشخاص يعتقدون بشكل خاطئ أنهم أصبحوا بأمان تام بعد حصولهم على اللقاح.

 وحذر من أن هذا الاعتقاد يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالفيروس خاصة ممن حصلوا على اللقاح، وهو ما ظهر في عدد من الدول الأوروبية، فمع تلقيح عدد كبير من المواطنين بدأت القيود التي فرضتها الدول تقل، بل تم منعها في بعض الأماكن، ما أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد المصابين، رغم حصول أكثر من 60% من سكان تلك الدول على اللقاح .

وكشف «علام»  أن هناك مرضى في مصر أُصيبوا بالفيروس بعد الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح، لأنهم لم يتلتزموا بالإجراءات الاحترازية الوقائية.

وطالب بزيادة التوعية وفرض الإجراءات على أرض الواقع، بالإضافة إلى دور الإعلام في التوعية بصحة المواطنين، فضلا عن فرض عقوبات مشددة على من لم يلتزم بتلك الإجراءات، كما يجب محاسبة القائمين على الحفلات والتجمعات المدنية، خاصة في فصل الشتاء، حيث إن الكثير من الأرواح تزهق بسبب تفشي المرض.

 

متحورات جديدة

وأضاف «علام» أن القلق الآن يكمن في ظهور متحورات جديدة مختلفة جذريا عن الفيروس الأصلي الذي ظهر في ووهان في الصين، وهذا يعني أن اللقاحات، التي صممت باستخدام السلالة الأصلية، قد لا تكون فعالة، وأن هذا الفيروس قد يكون عزز قابلية الانتقال، وعزز القدرة على الانتشار من شخص لآخر، ولكنه قد يكون قادرا أيضا على الالتفاف على أجزاء من جهاز المناعة، فنحن ننتظر دراسات أو خروج منظمة الصحة العالمية بمعلومات كافية عنه.

وأشار إلى أن تراجع أرقام الحالات الجديدة والوفيات لا يعني انتهاء الجائحة، مؤكدا استمرار حالات الإصابة والوفيات.

وأعرب «علام»  عن أسفه لوجود بعض الفئات التي تغلق آذانها أمام التحذيرات، وهو ما يشكل خطرا لغياب الاستعداد لديهم للالتزام بالتعليمات وبالإجراءات الوقائية، خاصة هؤلاء الذين ينزلون إلى الشارع لكسب الرزق، فلا يستطيع أحد أو أية تعليمات أن تمنعهم من ذلك، ما يؤدي إلى انتشار العدوى على نطاق واسع.

ونصح المواطنين لمنع انتشار العدوى، بضرورة تجنب الأماكن المزدحمة، والحفاظ على مسافة مناسبة مع الاخرين والالتزام بغسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون أو تطهيرهما بالمطهرات الكحولية لمدة 20 ثانية على الأقل، كما يجب استخدام المطهرات لتنظيف الأسطح المختلفة بالمنزل ومكان العمل يوميا، بما في ذلك الأبواب والمقابض والطاولات ودورات المياه وأجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة والمفاتيح، لأنه عندما يعطس أو يسعل الشخص المصاب دون أن يكون مرتديا الكمامة يخرج الفيروس عبر الرذاذ المتطاير، وينتشر في المكان المحيط به من مقاعد وطاولات، وعندما يلمس شخص آخر هذه الأشياء ثم يلامس عينيه أو أنفه أو فمه قد يصاب بالعدوى، حيث يمكن أن يظل فيروس كورونا نشطا لمدة 48 ساعة على الأسطح، لذا ينصح بتجنب لمس العينين أو أي جزء من الوجه قدر المستطاع، كما أنه من الضروري أن يستخدم كل من يلاحظ أن لديه أعراضا تشبه أعراض الإنفلونزا المناديل الورقية لتغطية فمه وأنفه خلال العطس والسعال، وأن يتخلص منها عقب استعمالها بشكل فوري، مع الالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون والمطهرات.