ورقة: القضية الفلسطينية في عهد الرئيس مرسي تنفست الصعداء

- ‎فيتقارير

أشار مراقبون إلى أن القضية الفلسطينية تنفست في عهد الرئيس محمد مرسي -الذي تحل ذكرى استشهاده في 17 يونيو 2019 هذه الأيام- الصعداء وارتوت بماء السماء، وما جرى من انتكاسات -تمثلت في الهرولة نحو العدو واعتماد التطبيع العلني خليجيا ومغاربيا- بعد الانقلاب طمس القضية.
ورأوا أن حكم الشهيد د.محمد مرسي كان زاوية الارتكاز ومنصة الانطلاق لثورة أهل القدس.
وفي ورقة بحثية بعنوان "الرئيس مرسي والقضية الفلسطينية" نشرها موقع "الشارع السياسي" في  14 يونيو 2022، قالت إن "الرئيس محمد مرسي متعلقا بالقضية الفلسطينية، وناصرا لها ومنحازا لها، داعيا لنصرة الفلسطينيين بكل الوسائل، من أجل استعادة بيت المقدس وتحريره من أعداء الأمة، تلك الحالة التي لم تنفك يوما عن الرئيس مرسي، كانت مثار اهتمام وترحيب، بل وقلق أيضا من أعداء الأمة، سواء من الصهاينة أو المتصهينيين العرب".
وأضاف أن مرسي كان "يعدُّ القضية الفلسطينية هي أم القضايا العربية والإسلامية، وأنها محور الارتكاز في الصراع الحضاري، خاصة مع الكيان الصهيوني".
واستشهدت بحواره مع وفد فلسطيني في مارس عام 2012، قال مرسي "القضية الفلسطينية تستقر في عقل كل مصري ووجدانه، وإن فلسطين ليست فقط تاريخا وعقيدة وجزءا أصيلا من تكويننا، ولكنها تعد حجر الزاوية للأمن القومي المصري، وإن الوقت قد حان لتقديم دعم أكبر ومساندة حقيقية يشعر بها الفلسطينيون".

 

مرسي في الرئاسة

وعن كلمة الرئيس مرسي التي خلدها التاريخ، “لن نترك غزة وحدها، ومصر اليوم مختلفة تماما عن مصر الأمس”، قالت الورقة البحثية
"كانت هذه الجملة أبرز ما صدح به الرئيس الشهيد محمد مرسي، في أثناء العُدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2012، وأكثر مواقف مصر التاريخية الأشد وضوحا ومساندة للشعب الفلسطيني وقال أيضا “قلوبنا جميعا تتوق إلى بيت المقدس” “يا أهل غزة أنتم منا ونحن منكم”.
وأشارت إلى أن كلماته هذه "دفع في سبيلها ثمنا باهظا من سنيّ عمره حتى انتهت به رحلته شهيدا صامدا، بعد أن عاش بكيانه كله مدافعا عن فلسطين وقضيتها، وداعما لمقاومة الاحتلال، فالقضية الفلسطينية، نقطة بدايتها كانت في قلبه، وأن نهايتها كانت في آخر لحظات حياته؛ حيث قضى شهيدا في قاعة المحكمة مدافعا عن موقفه من المقاومة الفلسطينية، التي كان يُحاكم متهما بالتخابر معها".
وعن الموقف بشكل عام قالت إن "مرسي لم يكتفِ بلغة الخطابة؛ بل تحرك على الأرض من خلال إرسال رئيس وزرائه في حينها هشام قنديل، على رأس وفد رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء والقيادات المصرية الدبلوماسية إلى قطاع غزة، وتبع زيارة رئيس الوزراء المكلف من مرسي، وصول شخصيات من الجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب لمؤازرة غزة، وعقدهم لقاء فيها، مطالبين بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي، وخلال زيارة قنديل لغزة التي كانت تُقصَف من الاحتلال ".
وأنه عمليا أيضا "أمر الرئيس مرسي بفتح معبر رفح البري الذي يربط القطاع بمصر على مدار الساعة، مع السماح لمئات المتضامنين العرب والأجانب، والقوافل الإنسانية والطبية، بالوصول إلى المستشفيات الفلسطينية".
 

القدس في القلب

أما خطابه الثاني، فقال فيه "نفوسنا تتوق إلى بيت المقدس، وأقول للمعتدي، خذ من التاريخ الدروس والعِبر، أوقفوا هذه المهزلة وإراقة الدماء، وإلا فغضبتنا لن تستطيعوا أبدا أن تقفوا أمامها، غضبة شعب وقيادة".
واسترشدت بما كشف عنه رئيس الحركة الإسلامية  في الداخل الفلسطيني، الشيخ رائد صلاح، من "أن الرئيس محمد مرسي كان يعتزم إطلاق مشاريع لنصرة القدس والأقصى، وقال صلاح خلال حديث له في برنامج “بلا حدود”، على قناة “الجزيرة” في أكتوبر 2013 إن ”خطوات جادة بدأت في أثناء حكم الرئيس مرسي، لإقامة سلسلة مؤسسات أهلية تتولى مهمة نصرة القدس والمسجد الأقصى” وأضاف “يبدو أن بعض عناصر الدولة العميقة عرقلت دخولي إلى مصر أيام الرئيس مرسي، لإطلاق مشاريع نصرة القدس” وأشار إلى أن الرئيس مرسي كان يجري اتصالات، للاطمئنان على ما يجري بالمسجد الأقصى المبارك، وفي القدس عامة.
وأضافت أنه "كان هناك إعداد لقطاع واسع من الأئمة حتى يكونوا صوت القدس والأقصى المبارك لبناء تعبوي للجماهير المصرية والعربية، وكان هناك إعداد لعدة مؤسسات واعدة مهمة جدا، كل منها تتولى مهمة من المهمات لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك".
واستقبل عمليا الرئيس الشهيد محمد مرسي "وفدا للمقاومة الفلسطينية في قصر الرئاسة إبان توليه منصب الرئاسة؛ فضلا عن تقديم الدعم اللوجستي للمقاومة خلال العام الذي تولى فيه حكم بلاده".
وأضافت أنه "لأول مرة، قامت رحلتين من مطار القاهرة إلى مطار العريش، ومنه إلى غزة لدعم الشعب الفلسطيني، الرحلة الأولى كان يتقدمها الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب وعدد من النواب والمسئولين، والرحلة الثانية كانت زيارة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل لدعم الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهكذا انطلق الرئيس الشهيد في مواقفه وتصريحاته التي سبقت ثورة يناير من عقيدة راسخة، لتحريض الأمة وحكامها على مقاومة الكيان الصهيوني الغاصب ومقاومته؛ وبعد توليه منصب رئيس حزب الحرية والعدالة ثم توليه رئاسة مصر".
ولفتت الورقة إلى ان الرئيس مرسي "كان يتعمد ألا يذكر اسم الكيان الصهيوني في كلامه، وكان يكتفي بالحديث عنهم بصيغة المجهول، وكان من أشهر تصريحاته في ذلك عندما سأله إعلامي مصري عن موقفه من معاهدة السلام مع إسرائيل فقال بلهجة واثقة يتجاهل فيها ذكر “إسرائيل” “نحن 90 مليونا فلا يمكن لخمسة مليون في أي مكان أن يخوفوا التسعين مليون".

مستخلصات
وخلصت الورقة إلى أن "سياسات ومواقف الرئيس مرسي جاءت ثابتة وواضحة، ضد الكيان الصهيوني وداعمة لثبات وصمود الفلسطينيين، الرئيس مرسي، انتقل بالقضية الفلسطينية، من الهزيمة النفسية والانصياع لمقررات الصهاينة وأهدافهم ومشاريعهم العنصرية الاستعمارية في فلسطين، من مواقف الهزيمة والتطبيع والعمالة، إلى ممرات الشجاعة والصمود تجاه القضية الفلسطينية بمجملها".
وأوضحت أن الرئيس مرسي وقف "مدافعا عن القضية الفلسطينية بكل شجاعة وإقدام، قبل رئاسته وخلالها وعقب الانقلاب عليه، داعما لفلسطين والأقصى والقدس، مهددا الصهاينة بغضب مصر قيادة وشعبا، وهو ما زلزل أركان الكيان المغتصب واستجاب فورًا لمطالب الرئيس مرسي، الذي لم يعهد الانكسار أمام عدو، وتمسك بالثوابت تجاه فلسطين حتى بعد انقلاب يوليو 2013، حيث واجه عددًا من الاتهامات من بينها “التخابر مع حماس”، إلا أنه كان يقف يؤكد من داخل قفص الاتهام أن دعمه للمقاومة حق وواجب يفخر به، وأن هذا الدعم لا يصح أن يتحول لتهمة يحاكم عليها.
 

https://politicalstreet.org/5203/