مطالبات دولية بالتحقيق في وفاة الطفل الفلسطيني “ريان” على يد جنود الاحتلال

- ‎فيعربي ودولي

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها "تدعم إجراء تحقيق شامل وفوري في الظروف المحيطة بوفاة الطفل ريان ، وإنه من المفجع أن نعلم بوفاة طفل فلسطيني بريء".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، خلال المؤتمر الصحفي "كما كرر الرئيس بايدن والوزير بلينكن عدة مرات، يستحق الفلسطينيون والإسرائيليون على قدم المساواة العيش بأمن وأمان والتمتع بمقاييس متساوية من الحرية والازدهار".

كما أصدر ممثل الاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية وقطاع غزة والأونروا بيانا مماثلا، قال فيه إنه "صدم من الوفاة المأساوية لريان" وبموجب القانون الدولي، يتمتع الأطفال بحماية خاصة، ويجب على السلطات الإسرائيلية أن تحقق بسرعة وبشكل كامل في ملابسات هذا الحادث من أجل تقديم الجناة إلى العدالة.

كما رددت القنصلية العامة للمملكة المتحدة في القدس الدعوات لإجراء تحقيق في وفاة ريان.

وقال براد باركر، كبير مستشاري المناصرة والسياسات في الحركة الدولية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، لموندويس في بيان إن "الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يعيشون في سياق شديد العسكرة ، حيث تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلية بقتل الأطفال وتعذيبهم واحتجازهم بشكل غير قانوني مع الإفلات من العقاب".

وأضاف "لا تعرف القوات الإسرائيلية حدودا وهي تحاول السيطرة على السكان الفلسطينيين المحتلين الشباب بشكل لا يصدق من خلال الترهيب والتهديدات والتوغلات الليلية والعقاب الجماعي وغرس الخوف، وتحظر المعايير الدولية لحقوق الطفل والقوانين الإسرائيلية الخاصة اعتقال الطفل البالغ من العمر سبع سنوات ومحاكمته، ومع ذلك يتجاهل جنود الاحتلال المدججون بالسلاح هذا الواقع بشكل صارخ، ويطاردون ويحتجزون الأطفال الفلسطينيين الصغار بشكل روتيني، ويزرعون الخوف في نفوسهم ويضمنون عدم وجود أماكن آمنة لهم للنمو والازدهار".

ووفقا للمركز، قتل 22 طفلا فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة على أيدي جنود ومستوطنين إسرائيليين منذ بداية العام.

وتوفي صبي فلسطيني يدعى ريان يبلغ من العمر سبع سنوات يوم الخميس عندما توقف قلبه، بعد أن طارده الجنود الإسرائيليون وأرعبوه أثناء مداهمتهم منزله.

وأعلن عن وفاة ريان ياسر سليمان (7 سنوات) بعد ظهر الخميس في مستشفى بيت جالا الحكومي، بعد وقت قصير من سقوطه فاقدا للوعي بالقرب من منزله في بلدة تقوع في جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وتقول عائلة ريان إن  "قلبه توقف وانهار على الأرض بعد أن ركض خوفا من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين داهموا منزله ، بحثا عن راشقي الحجارة المزعومين في البلدة".

وقال محمد عادل سليمان (27 عاما)، ابن عم ريان، "بعد ساعات فقط من دفن الطفل ريان في القرية بالأمس، ذكر الجنود الإسرائيليون أن عددا قليلا من الأطفال رشقوا الحجارة عليهم في القرية".

وأضاف محمد  "لم يكن هناك شيء يحدث في القرية في ذلك الوقت، لا اشتباكات ولا شيء، عندما داهم الجنود الإسرائيليون المنازل في البلدة، زاعمين أنهم ألقوا عليهم الحجارة من قبل بعض الصبية المحليين".

وتابع  "اقتحموا القرية وبدأوا في البحث عن منازل الأطفال ،  فتشوا بعض المنازل قبل أن يأتوا لتفتيش منزل ريان، بعد رؤيته هو وإخوته بالقرب من المنزل، ريان هو الأصغر بين ثلاثة أولاد: علي 8 سنوات وخالد 10 أعوام".

وأوضح محمد  "جاءوا إلى المنزل وبدأ الجنود يطرقون الباب بقوة، مشيرا إلى أنه في هذه المرحلة، كان الصبية الثلاثة داخل المنزل، ويزعم أن الجنود أرادوا اعتقال علي وخالد، زاعمين أنهم رشقوا الجنود بالحجارة".

وقال محمد  "حاول عمي جاهدا منع الجنود من أخذ الأطفال، وكان هناك صراخ في جميع أنحاء المنزل، خرج ريان من غرفته ليرى ما يحدث، وعندما رآه الجنود بدأوا يصرخون في وجهه أيضا".

ولفت محمد إلى أن ريان كان خائفا، وبدأ يركض عبر المنزل بينما كان الجنود يطاردونه في محاولة للقبض عليه ، ركض ريان إلى الشارع ، حيث انهار.

وأكمل محمد، الذي يعيش في الجوار "سمعت بعض الناس يصرخون، فخرجت من منزلي لأرى ما يجري، كان بعض الناس يقولون إن طفلا سقط من المنزل بينما كان الجيش يطارده، عندما رأيت ريان ملقى في الشارع، حملته ثم خلعت ملابسه للتحقق من وجود جروح، لكنني لم أر أي نزيف أو إصابات"، مستبعدا التقارير الأولية التي تفيد بأن ريان سقط، مما تسبب في وفاته.

وواصل محمد  "كان فاقدا للوعي، حاولت إيقاظه بسكب بعض الماء على وجهه، حاولت تحريك وجهه ثم يديه، لكن جسده كان يعرج، ولم يكن يتحرك".

هرعت العائلة بريان إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، حيث أعلن عن وفاته بعد فترة وجيزة، وقال الأطباء للعائلة إن سبب الوفاة نوبة قلبية.

وقال محمد إن "شعورا بالحزن والغضب والكراهية يخيم علينا في القرية الآن بعد استشهاد ريان"  مضيفا أن والدة ريان نقلت إلى المستشفى عدة مرات منذ وفاة ابنها، ووالد ريان في حالة صدمة، ويرفض التحدث إلى أي شخص.

"رسالتي للعالم هي أننا نريد فقط أن نعيش في أمان وسلام، السلام والأمان للأطفال".