بعد 3 عقود من النضال.. أنور إبراهيم رئيسا لوزراء ماليزيا

- ‎فيعربي ودولي

اعتمد ملك ماليزيا السلطان عبد الله رعاية الدين المصطفى بالله شاه منذ قليل اسم داتو سيري أنور إبراهيم رئيسا لوزراء ماليزيا على رأس حكومة ائتلافية ، بعد أن فشلت جميع التكتلات السياسية في الفوز بأغلبية مطلقة تؤهلها لتشكيل حكومة منفردة.

يذكر أن الإعلان عن اسم رئيس الوزراء الماليزي العاشر جاء متأخرا عدة أيام بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية العامة في الأسبوع الماضي.
وقال مراقبون إن "أنور إبراهيم رجل عصامي من الدرجة الأولى فلم يكل وزوجته حتى بات رئيسا للوزراء في ماليزيا، وهو في ال74 عاما من عمره، يأتي وهو صانع نهضة ماليزيا الحقيقي بعهد مهاتير محمد 89 عاما، وحورب من الجميع بمن فيهم مهاتير عندما زج به في السجن عندما كان ذراعه الأيمن، واتهم باطلا باتهام مشين، وواصل الحزب الحاكم محاربته وأرجعوه للسجن مرة أخرى بعد تبرئته من الاتهام الظالم وكان مهاتير هو من طالب في 2018 بإصدار عفو عام عنه".
وبحسب وكالة الأنباء الماليزية "برناما" جاء القرار بعد أيام من إعلان إبراهيم، تشكيل تحالف مع كتل برلمانية يسيطر على أكثر من 111 مقعدا، وهو ما يكفي لتشكيل الحكومة المقبلة.

وأعلنت لجنة الانتخابات أن ائتلاف "باكاتان هارابان" متعدد الأعراق بزعامة إبراهيم فاز بـ 82 مقعدا، بينما حصل تحالف "بيريكاتان" الوطني بزعامة رئيس الوزراء السابق محي الدين ياسين على 73 مقعدا.

وخلال الأيام الماضية، تنافس إبراهيم ومحي الدين على استمالة الكتل الأخرى في البرلمان، والوصول إلى الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة، لكن الأول كسب السباق في النهاية.
وسيقود أنور إبراهيم حكومة توافقية تضم وزراء من مختلف التحالفات السياسية وتركز على التعافي الاقتصادي واستعادة زمام التطوير في ماليزيا وإجراء إصلاحات قانونية وإدارية ضرورية في البلاد.

وفي برنامجه للإصلاح رفع شعار (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت) مرددا أقوالا منها "حتى أجعل ماليزيا دولة وشعبا حرا وطليقا يفكر بالإنتاج المطلوب وعلى المستوى المطلوب إن شاء الله " و"إن العدالة هي روح البلاد، مصيبتنا أن هناك أناسا مستعدون لأن يبيعوا أنفسهم بثمن بخس،  ولقد تربيت على مثل ملايوي يقول "ميراث النمر جلده، وميراث الرجل ذكر اسمه".

مانديلا الشرق
ويعتبر مراقبون أن أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا، هو نيلسون مانديلا الشرق، وأنه أستاذ الصبر والنضال، فخلال 3 عقود، تعرض للموت مرارا معنويا ومحاولات اغتيال، بالدسائس والقضايا الملفقة من خصومه وحلفائه.
يقول إبراهيم: "لقد هاجموني بكل الصور واتهموني بأنني متشدد إسلامي، ثم بأنني متشدد أمريكي، ثم بأنني متشدد مع الـCIA، ثم متشدد مع حماس، وتم اتهامي بمشكلات جنسية، إنهم لم يتركوا شيئا لتشويه سمعتي، لكني أثق بوعي الشعوب وتفهمها لهذه اللعبة، وحتى الصينيون وغير المسلمين في داخل البلاد يفهمون ويعرفون مكانتي، وسيظهر الحق إن شاء الله" تصريح لمجلة المجتمع يناير 2014.
وتقدمت جماعة "الإخوان المسلمون" بالتهنئة لتحالف الأمل الماليزي بقيادة البروفيسور أنور إبراهيم على تحقيق المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية؛ وتكليف سلطان ماليزيا له بتشكيل الحكومة الجديدة وقيادة البلاد في المرحلة المقبلة.
وأعرب الإخوان المسلمون في بيان تمنيهم للبروفيسور أنور إبراهيم وتحالف الأمل التوفيق في مهمتهم الوطنية الجديدة، يسألون المولى عز وجل للشعب الماليزي كل رفعة وتقدم.

البروفيسور أنور
وأنور إبراهيم قائد لحزب إسلامي ماليزي "امنو" من (مواليد الـ10 من أغسطس 1947) وهو سياسي ماليزي ونائب رئيس وزراء سابق، وأسس حركة الشباب المسلم الماليزي، ولمع نجمه مطلع التسعينيات كواحد من أبرز القادة السياسيين في ماليزيا خاصة وآسيا عامة.
وشغل إبراهيم منصب نائب رئيس وزراء ماليزيا ووزير المالية في عهد رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد، وكان متوقعا له أن يخلف مهاتير في قيادة التحالف الوطني الحاكم لولا الخلاف الذي وقع بين الرجلين.

في عام 1998 أقيل أنور من جميع مناصبه السياسية واقتيد إلى السجن عقب اتهامه بتهم عدة.

وشكك المراقبون من المؤسسات والحكومات بنزاهة المحاكمة، ولكن ذلك لم يمنع الحكومة الماليزية آنذاك من المضي في الحكم.

وعلى الرغم من إمضاء أنور لمحكوميته وخروجه من السجن عام 2004 إلا أن طموحاته السياسية لم تتوقف، فبعد أشهر من العلاج في ألمانيا عاد لينضم لصفوف المعارضة الماليزية عبر حزبه الجديد «حزب عدالة الشعب».
وفي 8 مارس 2008، فاز حزب أنور إبراهيم بـ31 مقعدا من أصل 222 مقعدا في البرلمان الماليزي.

ولم يستطع أنور خوض الانتخابات حينذاك بسبب الحظر الذي فُرض عليه والذي انتهى يوم الـ15 من أبريل 2008 في احتفالية حضرها عشرات الآلاف من أنصاره، لكنه صار زعيما للمعارضة الماليزية داخل البرلمان.
وبعد سنوات من العداء، عاد أنور إبراهيم للتحالف مع مهاتير محمد، حيث وحدا صفوفهما لخوض الانتخابات التي جرت عام 2018، ونحج تحالفهما، في الإطاحة بحكومة نجيب عبد الرزاق.