الإخفاء القسري مصير آلاف المصريين.. “مدبولي” و”الحداد” و”الزهيري” نموذجا

- ‎فيحريات

قالت منظمة "حقهم" المعنية بالدفاع عن معتقلي الرأي والمختفين قسريا: إن "المادة 40 من قانون ما يسمى بمكافحة الإرهاب رقم 94 لعام 2015 ، توفر لسطات النظام الانقلابي في مصر غطاء قانونيا، لإخفاء الأفراد قسريا واحتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي لمدة تصل إلى 28 يوما".

وأضافت  لكن الاختفاء القسري لآلاف الأشخاص تجاوز الغطاء وبات يمتد لسنوات، ورصدت ووثقت استمرار إخفاء المواطن "محمد حسن مدبولي" سائق بإحدى شركات الأدوية بالمنوفية، بعد اعتقاله من أمام إدارة السياسات الدوائية في القاهرة، في أغسطس 2019.

وتابعت بأن الضحية تعرض للإخفاء القسري، مع مدير وأفراد الشركة التي يعمل بها، والذين ظهروا أمام النيابة لاحقا، ووضعوا على ذمة إحدى القضايا، ثم حكم عليهم بالسجن؛ وعلى عكس زملائه، لم يظهر "مدبولي" حتى اللحظة، وجرى قيده في القضية كهارب، وحكم عليه غيابيا بالسجن المؤبد .

وأشارت إلى أن الضحية يبلغ من العمر 43 عاما ويقيم بقرية السمان بالباجور محافظة المنوفية، وهو حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية ومتزوج وله طفله لم تره إلا لفترة قصيرة.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=696471629192173&set=a.481857153986956

ولا تتوقف آثار ظاهرة الاختفاء القسري عند ما يواجهه المُختفي من انتهاكات مفزعة وغير مُوثقة بمقر اختطافه المجهول فحسب، بل يطال كل من يهتم لأمره.

وتتنوع الآثار لدى أسر المختفين قسريا والتي قد تصل حد الموت كمدا في بعض الأحيان، ويبقي الأكثر شيوعا الصدمات النفسية العصية على التعافي، فضلا عن تعرض أحد أفراد الأسرة للاعتقال عقابا له وللأسرة على البحث عن مختفيهم القسري .

وقبل 4 أيام رصد الشهاب  لحقوق الانسان تعرض 1630 شخصا للاختفاء القسري خلال عام 2023 ليرتفع  إجمالي الذين تم ارتكاب جريمة الإخفاء القسري في حقهم منذ 2013 حتي الآن إلى 18897 شخصا.

ووثق المركز في تقريره السنوي الذي يصدره للعام الرابع على التوالي  "أحياء في الذاكرة " بالتزامن مع اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري وثق مقتل 65 مصريا خارج نطاق القانون من المختفين قسريا، وزعمت حكومة الانقلاب  بأنهم قتلوا أثناء اشتباكات مع القوات أو أنهم ماتوا إثر تعرضهم لأزمة قلبية أو ما شابه .

 

استمرار التنكيل بالحداد منذ 8 سنوات 

إلى ذلك رصدت مؤسسة " جوار " الحقوقية طرفا مما تعرض له المعتقل الشاب "محمد صلاح محمد الحداد"  والذي تم اعتقاله منذ 14 يونيو 2015  من منزله بالتل الكبير محافظة الإسماعيلية، وكان وقتها يبلغ من العمر 17 عامًا .

وذكرت أنه على مدار أكثر من 8 سنوات تعرض خلالها لصنوف من التنكيل عبر الانتهاكات المتنوعة، حيث أُخفي قسريا أول اعتقاله لمدة 10 أيام بمقر أمن الانقلاب بالإسماعيلية، ثم تم عرضه على ذمة القضية رقم 45/251 حصر إداري عسكري لسنة 2015 وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات.

وأضافت أنه أتم مدة حبسه يوم 23 يونيو 2020 ولكن لم يتم إخلاء سبيله، إذ فوجيء بتدويره وعرضه على قضية جديدة وظل معتقلا على ذمتها حتى يوم 10 يناير 2021 وحصل على إخلاء سبيل.

غير أنه لم يتم إخلاء سبيله وتم تدويره للمرة الثانية على ذمة قضية جديدة رقم 482 حصر أمن دولة عليا لسنة 2021 وهي المعتقل على ذمتها حاليا في سجن بدر 3.

وطالبت برفع الظلم الواقع عليه والإفراج عنه، ووقف العبث بالقانون وما يتعرض له من انتهاكات وجرائم لا تسقط بالتقادم وإحترام حقوق الإنسان وإطلاق الحريات .

وقالت :"محمد شبابه يفنى بين السجون، فك الله أسره وانتقم من سجانيه"

https://www.facebook.com/photo/?fbid=698947662272847&set=a.456245556543060

 

تضامن حقوقي مع والدة المختفي قسريا عبدالرحمن الزهيري

كما تضامنت "جوار" مع والدة المختفي قسريا عبدالرحمن محسن السيد المختفي قسريا منذ تاريخ 19 أغسطس 2019 والتي كتبت مؤخرا عبر حسابها على فيس بوك، تجدد المطالبة برفع الظلم الواقع عليه والكشف عن مصيره .

حيث قالت : "ياه يا حبيبي عدت أربع سنين على غيابك بعمري كله، مش قادرة أنسى لحظة نزولك على السلم وأنا برجعك وبقولك خد بطاقتك، وكأني قلبي حاسس إنك مش راجع تاني أنا لسه واقفة لحد اليوم ده مش ناسيه كلامك، وأنا بقولك متتأخرش عليّ  يا حبيبي تقولي حاضر يا أمي، لسه مشبعتش منك يا عبده  يا حبيبي يا أحن وأطيب وأنضف قلب".

وتابعت ، ابني عبد الرحمن محسن السيد عباس الزهيري، اعتقل من الشارع من منطقة الدرب الأحمر كان عمره 17 عاما، كان يدرس في الصف الثاني الثانوي، اختطف يوم الخميس 29 أغسطس 2019.

https://www.facebook.com/photo?fbid=698873432280270&set=a.456245556543060