حضور إماراتي مشبوه .. مؤتمر باريس حول السودان يهمش الجيش ويدعم “حمدوك” و”حميدتي”

- ‎فيعربي ودولي

 

حاصر سودانيون مقر اجتماع عقدته الحكومة الفرنسية عن الاتحاد الأوروبي في باريس وهتفوا “بكم بكم بكم..قحاته باعوا الدم” وهي إشارة إلى قوى التغيير السودانية التي كان حضورها كثيفا في المؤتمر بغياب معلن من الحكومة السودانية بل رفض للمؤتمر بحد ذاته.


وحاصر سودانيون في مؤتمر باريس من حضر من “قحت” ورصدوا هروب الرشيد سعيد و مريم المهدي وزير الخارجية السابقة لحظة حروجهم من المؤتمر الذي ينعقد في ذكرى مرور عام على اندلاع الحرب في السودان.

 

وقال “الاتحاد الأوروبي”: إن مؤتمر باريس بشأن السودان مؤتمرا إنسانيا وليس سياسيا وأنه لا تناقض بين احترام مبدأ سيادة الدول وعقد مؤتمر إنساني زاعما أن “مؤتمر باريس يهدف لتجنب المجاعة في السودان وضمان وصول المساعدات الإنسانية..”.

وأعلن رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون أن بلاده تعهدت بأكثر من ملياري يورو للسودان في مؤتمر باريس وزعم أن باريس ستساهم بـ150 مليون يورو استجابة للأزمة الإنسانية في السودان.


وأدعى أن المساعدات المالية للسودان لا يمكن أن تُستخدم لأغراض عسكرية!

https://www.facebook.com/100089652009760/videos/451467737353934

 

وعبر فيديو مسجل رحب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي بالمؤتمر والقى فيه كلمة قائلا: “لسنا دعاة حرب ولم نشعل حرب 15 أبريل وليس لنا ولا لشعبنا أي مصلحة في استمرارها وستظل أيادينا ممدودة للسلام”!

 


في حين ترتكب مليشيا الدعم السريع إبادة جماعية بالتزامن مع مؤتمر باريس بمحاصرة قرية (عمار جديد) ريفي غرب الفاشر بولاية شمال دارفور، وبدأت بإشعال النيران من ثلاثة اتجاهات واتلاف ومنع المواطنين الأبرياء من الخروج وسط إطلاق نار كثيف تجاه المدنيين بقتلهم و نهبهم بشكل وحشي و انتقامي.

 


واعتبر رئيس الحكومة السوداني السابق عبدالله حمدوك في تصريحات صحفية أن “مؤتمر باريس خطوة في الاتجاه الصحيح لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان.”.

 

انسحاب أحد الحضور

سلطان دار مساليت سعد بحرالدين والذي حضر المؤتمر وانشحب منه بعد أن قال إن مخرجات مؤتمر باريس وتوصياته لن تحل مشكلة السودان والأهل المشردين، بل لا تسهم حتى في دفن الموتى على قارعة الطرقات.. وطالب أن تكون الجلسة أشمل، والا أنه سينسحب منها حتى لا يشارك في مثل هذه الحلول والمخرجات.


ثم قال إن الحضور لايمثل كل السودان وأنه لن يستطيع أن يكمل الجلسات حتى لايكون جزء من مؤتمر مخرجاته تؤزم قضية السودان أكثر من حلها..

 

https://www.facebook.com/taha.alameldin/videos/1543178486255212

 

وكان القيادي بتجمع المهنيين السودانيين محمد ناجي الأصم اعتذر عن المشاركة في المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان الذي يعقد في العاصمة الفرنسية باريس لأسباب كالتي ذكرها سلطان مساليت.

 

وكشف سودانيون أن ما أعلن عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن بلاده قررت شطب كامل الديون المستحقة على السودان والتي تبلغ “نحو خمسة مليارات دولار”، بهدف تحرير هذا البلد الذي يشهد انتقالا ديمقراطيا من “عبء الدين”. كما ستقدم باريس قرضا للخرطوم بقيمة 1,5 مليار دولار لمساعدتها في تسديد متأخراتها من الديون لصندوق النقد الدولي هو نفس تعهدات مؤتمر باريس سنة ٢٠٢١ وبات يكررها!


وأعلن “تجمع السودانيين الشرفاء بالخارج” رفضهم استبعاد الحكومة السودانية من المشاركة في مؤتمر باريس الذي يعد تجاهلاً غير مقبولاً لمعاناة شعبنا وتضحياته.

 


وكشف استنكاره “هذه المهزلة الدبلوماسية التي لن تزيد الأمور إلا تعقيداً وتأزيماً للأوضاع” مشيرا إلى أن “السلام والاستقرار في السودان لن يتحقق إلا من خلال الحوار الوطني الشامل بمشاركة جميع الأطراف المعنية دون تدخل خارجي”.

 


وجدد التجمع “التأكيد على أن السبيل الوحيد لتقديم المساعدة الإنسانية للسودان يجب أن يكون عبر القنوات الرسمية للدولة السودانية”.

 


واعتبر التجمع في بيانات منشورة عبر منصات التواصل الاجتماعي رفضه بشدة أي محاولة لتمثيل الشعب السوداني من قبل “قحت” لأنها شريكة لميليشيا الدعم السريع المتمردة!

 

وأيده حزب المؤتمر الوطني السوداني وقال إن ” مؤتمر باريس المزمع عقده اليوم تحت دعوى” تنسيق المساعدات الإنسانية” مستبعدين دعوة حكومة السودان كحلقة أخرى من حلقات ذلك التآمر”.

 

ودعا الحزب الذي كان يرأسه الرئيس السابق عمر البشير الشعب السوداني لمزيد من التماسك والوحدة والاصطفاف خلف القوات المسلحة وإنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة حتى النصر على المليشيا المتمردة.

 

وجدد الحزب إشاداته بشعب السودان “وقواه السياسية والاجتماعية والثقافية وشبابه وشيوخه ونساءه وهم يقدمون أروع ملاحم الصمود الأسطوري في دحر التمرد بقيادة قواته المسلحة”.


الإمارات موجودة؟!

واستغرب الباحث السوداني أمجد فريد عبر (اكس) حضور الإمارات للمؤتمر وعبر قال @Amjedfarid: “شاركت اليوم في سمنار المجتمع المدني السوداني الذي انعقد في باريس بالتوازي مع مؤتمر الوضع الانساني الذي انعقد في باريس. جاء الاجتماع بدعوة من الاتحاد الاوروبي والحكومتين الفرنسية والالمانية وناقش اجندة تتمحور حول كيفية وقف الحرب، ومقومات الانتقال المطلوبة ومطلوبات اعادة الاعمار بعد الحرب. انعقد السمنار بشكل مغلق وحسب قواعد شاتام هاوس. ولكن بالنسبة لمشاركتي جاءت في النقاط الاتية:

١- المجتمع الدولي يثير قضية وصول الاغاثات الانسانية. وهي بالفعل معضلة من الطرفين ولكن هناك على الصعيد الاخر تقصير من المجتمع الدولي في توفير الاغاثة ذات نفسها. العام الماضي كانت نسبة تغطية الحوجة الانسانية هي ٢٠٪ من مجموع المحتاجين. (٥ مليون تم وصولهم باي نوع من انواع الاحتياجات من ٢٤.٧ مليون محتاج). هذا التقصير غير مقبول لان المساعدة الانسانية ليس فعل خيري بل هي التزام قانوني على المجتمع الدولي، بالاشارة بالتحديد الي المسئولية عن الحماية الواقعة على المجتمع الدولي.

 

 

٢- من اجل ايقاف الحرب، هناك حوجة لتحديد اطرافها بوضوح. وهذه الاطراف تتضمن الجيش وتتضمن الدعم السريع والاسلاميين ولكنها تتضمن ايضا #الامارات العربية المتحدة. الامارات ظلت تقدم دعم مادي وسلاح ودعم سياسي للدعم السريع منذ اليوم الاول للحرب، ولا يمكن مقارنتها بايران واوكرانيا او غيرها من الدول التي يشتري منها الجيش السلاح. الامارات طرف في الحرب وينبغي التعامل معها على هذا الاساس.

 

٣- ينبغي تحديد المعوقات التي تصنع الأزمة الانسانية بوضوح من اجل التصدي لها، المعوقات البيروقراطية التي يقوم بها الجيش من جانب، ولكن هناك استراتيجية تجويع متعمد تقوم بها قوات الدعم السريع، وليس عبر منع مرور الاغاثة فحسب ولكن ذلك يشمل نهب مخازن صندوق الغذاء العالمي عدة مرات، وتخريب المزارع واستخدام الطعام كسلاح والية للتجنيد!