لماذا يقلق دور الجماعة الإسلامية بلبنان في حرب غزة دول الثورة المضادة .. كيف يعملون على إضعافها؟

- ‎فيتقارير
 
 

بالتزامن مع الخشية من موجة ثانية من موجات الربيع العربي وعودة التيار الإسلامي لواجهة الحراك الاحتجاجي، بدأت تظهر حالة قلق من جانب هذه العواصم من قوة الجماعة الإسلامية السنية في لبنان، بسبب فكرها العائد لجماعة الإخوان المسلمين.

 

هذا القلق ظهر مبكرا من كل الحركات الإسلامية السنية، وخاصة حركة حماس باعتبار أن مرجعيتها جماعة الإخوان المسلمين، وتسربت أنباء عن رغبة أنظمة التطبيع في هزيمة حماس وانهاء حكمها لغزة وانتصار الاحتلال الصهيوني، خشية أن يؤدي خروجها منتصرة لبعث الروح في ربيع عربي جديد بنكهة إسلامية.

 

عواصم عربية تطبيعية “إبراهيمية” أبرزها القاهرة وأبو ظبي والرياض، تحركت في توقيت واحد للهجوم على حماس وشيطنة المقاومة واتهامها بسرقة المساعدات في غزة، وركز إعلام هذه الدول على الهجوم علي حماس والتيارات السنية، مثل الجماعة الإسلامية في لبنان.

 

وزاد القلق أن حركة إسلامية أخري مسلحة – بخلاف حماس-محسوبة على جماعة الإخوان ظهرت بقوة ضد الاحتلال في حرب غزة هي “قوات الفجر” التابعة للجماعة الإسلامية في لبنان، وسط مخاوف أنظمة التطبيع من دور كبير للحركة السنية في لبنان، ينتقل لعواصم خليجية.

 

وأثارت مشاركة الجماعة الإسلامية في لبنان مع حزب الله في العمليات العسكرية إسنادا لغزة في جبهة جنوب لبنان، حفيظة عدة دول عربية وأجهزة الاستخبارات الغربية خشية أن يعم خيار الجماعة المقاوم الطائفة السنية في لبنان، بحسب تحليل لموقع “ the cradle” 4 أبريل 2024.

 

وحاول تقرير مصور للتلفزيون الألماني (DW) 27 مارس 2024 التركيز على أن الجماعة الإسلامية في لبنان تسعى بشتى الطرق لتكون مرجعية أهل السنة، لكن تيارات سنية أخرى موالية لحكومات التطبيع ترفض ذلك.

https://twitter.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9%20dw&src=typed_query&f=top

في 15 فبراير 2024، قال سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل: “إذا لمست أن سنّة لبنان يميلون نحو التطرف ساعتها أنا أتدخل” وفق صحف لبنانية.

وذلك في إشارة إلى أنه حصل على ضوء أخضر من أنظمة التطبيع الخليجية للعودة لقيادة سنة لبنان بدل الجماعة الإسلامية، بسبب القلق السعودي والإماراتي منها باعتبارها “إخوان”.

 

ويقول محللون: إن “الجماعة الإسلامية، ومنذ تأسيسها الرسمي في ستينيات القرن الماضي، كانت من المؤسسين الفاعلين للمقاومة الإسلامية في لبنان، لكن الإعلام لا يركز على دور المقاومة السنية”.

 

أوضحوا أن الجماعة الإسلامية، كانت الجناح اللبناني لحركة الإخوان المسلمين، وأنه وإن خفت دورها في المشهد السياسي الداخلي، فقد ظل دورها في المقاومة حاضرا في كل تصعيد عسكري تشهده جبهة جنوب لبنان.

 

شيطنة حماس خشية تكرار الربيع العربي

ويقول ‏مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية، الكاتب عريب الرنتاوي: إن “السبب وراء الهجوم على حركة المقاومة الإسلامية حماس وشيطنتها، هي ومن يقف معها من حركات المقاومة يعود إلى الخوف من ظهور موجة ثانية من موجات الربيع العربي”.

 

ونشر الرنتاوي تغريدة في حسابه الشخصي عبر منصة إكس قال فيها: إن “الخشية من موجة ثانية من موجات الربيع العربي وعودة الإسلام السياسي إلى واجهة الحراك الاحتجاجي، هما ما يدفعان عواصم عربية إبراهيمية بالأساس لتكثيف الهجوم على حماس، وشيطنة المقاومة والانقضاض على الإخوان المسلمين.

 

وأضاف مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية، أنه بعد أشهر ستة من الصمت المريب ينفجر هذا المحور بشكل فاجر في وجه المقاومة، ولا يجد إعلامه الأصفر من مطايا أشد وقاحة في الهجوم على المقاومة وحماس من بقايا “فتح” ورموز سلطة متهافتة في رام الله.

 

وأوضح الرنتاوي، أن “الإعلام لا يتردد في تحميل المقاومة وزر الكارثة في غزة وتبرئة الفاشيين الجدد في تل أبيب، جوقة تتحرك بإمرة قائد أوركسترا واحد”، على حد وصفه.

وحرضت وسائل إعلام أردنية وخليجية خلال الأيام الماضية على المظاهرات التي يشهدها محيط السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمّان منذ 11 يوما.