تنديد واسع بالفيتو الامريكي ضد عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة

- ‎فيعربي ودولي

أثار الفيتو الاميركي ضد مشروع قرار يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ردود فعل عربية ودولية، رسمية وأهلية واسعة، حيث أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن أسفها الشديد لفشل مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين، مؤكدة أن “استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض يخالف أحكام ميثاق الأمم المتحدة..”.

 

وأضافت أنه “..يسهم في إطالة أمد الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما”.

وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، معربا عن أسفه جراء وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل.

وقال “تصريحات واشنطن الأخيرة في مجلس الأمن تظهر وقوفها إلى جانب إسرائيل”.

وصوت 12 من أعضاء مجلس الأمن بتأييد منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وامتنعت سويسرا وبريطانيا عن التصويت، وكان استخدام واشنطن لسلطة الفيتو ضد مشروع القرار كافيا لإسقاطه.

 

وكان مشروع القرار يحتاج من أجل تمريره موافقة 9 دول أعضاء في مجلس الأمن، شرط عدم اعتراض أي من الدول الخمس صاحبة “الفيتو”، وهي الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وبريطانيا.

وأكد مجلس التعاون الخليجي في بيان، استخدام الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين بأنه “خطوة للوراء في جهود تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط”.

ودعا المجتمع الدولي إلى العمل بشكل حازم وفوري لضمان الاعتراف بدولة فلسطين وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الأساسية والمشروعة وفقا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.


إدعاء صهيوامريكي

وبينما أشادت إسرائيل بالفيتو الأمريكي، وزعم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن تحقيق دولة فلسطينية يتطلب “تهدئة” في غزة التي تعاني حربا إسرائيلية مستمرة منذ أكثر من نصف عام.

 

وأضاف في مؤتمر صحافي عقده على هامش اجتماعات مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية، أن الولايات المتحدة “ملتزمة بتحقيق دولة فلسطينية عبر الوسائل الدبلوماسية مع الضمانات اللازمة لأمن إسرائيل”. وتابع أن “الوصول إلى دولة فلسطينية يتطلب تحقيق التهدئة في غزة أولا”.


الرد الجزائري

وردّت الجزائر التي كانت صاحبة المشروع بتأكيد نيّتها العودة لتقديم طلب باسم المجموعة العربية في المجلس، فيما تذرعت الولايات المتحدة بأن مثل هذا الاعتراف يتطلب وقف الحرب على غزة ومفاوضات.

وأعلن ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، عن النية بالعودة مجددا لتقديم طلب عربي لنيل فلسطين العضوية الكاملة الأممية.

 

وقال في كلمة بعد الفيتو الأمريكي : “سنعود أقوى وأكثر صخبا بدعم من شرعية الجمعية العامة والدعم الأوسع من أعضاء الأمم المتحدة، فإن هذه ليست سوى خطوة أخرى في الرحلة نحو العضوية الكاملة لفلسطين”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أمس الجمعة.

 

ودعا “أولئك الذين لم يتمكنوا من دعم قبول دولة فلسطين اليوم، أن يفعلوا ذلك في المرة المقبلة”، مذكرا بحديث سابق للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشأن أن “جهود الجزائر لن تتوقف حتى تصبح دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة”.


ردود شعبية

وعلى المستوى الأهلي، قال اللواء فايز الدويري عبر @FayezAldwairi، “امريكا تستخدم حق النقض الفيتو ضد حصول دولة فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، فيما بريطانيا وفرنسا تمتنعان عن التصويت دعماً للموقف الأمريكي، وهذه رسالة واضحة للدول العربية والإسلامية قاطبة أن الدول الغربية وفي مقدمتها دول محور الشر الثلاث لا يرتجى منها خيراً، فاعتبروا يا أولي الألباب”.

وعبر (اكس) كتب الصحفي والإعلامي قطب العربي @kotbelaraby، “معلوم مسبقا أن واشنطن ستستخدم الفيتو ضد الاعتراف بدولة فلسطين..لكنها جولة مهمة على طريق التحرير وحشد الرأي العام الدولي، وقياس مدى التطور في مواقف الدول..و في كل الأحوال فإن إقامة الدولة المستقلة ستفرضها المقاومة المدعومة شعبيا وعربيا وإسلاميا وساعتها سيكون أي قرار دولي هو تتويج لذلك “.

 

أما أستاذ العلوم السياسية ومدير المعهد المصري للدراسات د. عصام عبد الشافي فأبدى تعجبا بالقول: “من كان يتوقع أن يمر مشروع قرار الاعتراف بفلسطين دولة كاملة السيادة في الأمم المتحدة عبر بوابة مجلس الأمن .. مع كامل الاحترام: ليس له في السياسة”.

 

وأضاف “ومن كان يُراهن على أن الولايات المتحدة يمكن أن تتوقف عن استخدام الفيتو لصالح إسرائيل.. مع كامل الاحترام: ليس له في السياسة.. المقاومة هي الحل”.

 

https://twitter.com/essamashafy/status/1781127910079733775

 

ماذا تعني عضوية كاملة؟

وعما تعنيه عضوية كاملة بالأمم المتحدة قال حساب المرابطون @morabetoooon إنها تتطلب عدة أمور:

أولا: تتطلب موافقة مجلس الأمن على العضوية موافقة 9 أعضاء من الأعضاء الخمسة عشر، لكن بشرط ألا يوجد فيتو أو حق النقض. وإذا لم تقدم أي منها اعتراضا فسوف يمر القرار.

ثانيا: إذا ما تمت الموافقة في مجلس الأمن، يتم إحالة القرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت عليه بأغلبية الثلثين، وهو نصاب متوافر بحسب السلطة الفلسطينية، التي أعلنت أن هناك 137 دولة حول العالم تعترف بدولة فلسطين.

وبحسب محللين، فإن طلب فلسطين يمتلك الآن احتمالات قبول أعلى من أي وقت مضى، لأن الحكومات الغربية تبحث “النأي بنفسها” عن الحرب الصهيونية على غزة.

 

وبشكل عام، فإنه بمجرد حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة ستتحول من صفة مراقب إلى دولة تتمتع بعضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهذا يعني أن فلسطين سيكون لها صوت في الأمم المتحدة وكافة مؤسساتها، وستبدأ طريقها نحو الخروج من “شرنقة” السلطة إلى المطالبة بحقوقها كدولة بحدود معترف بها، وبهيكل قانوني يعطيها كل حقوق الدول الأخرى.. ولكن على أي حال لن يكون الطريق ممهدا بسهولة لاستقرارها والقيام بمهامها كدولة نموذجية، لعلة وجود الاحتلال على أراضيها، إلا أن الاعتراف بها كدولة كاملة العضوية سيسهل مهمتها في إزاحة الاحتلال.

 

يشار إلى أنه صدرت بيانات رسمية من دول عربية من بينها قطر والكويت ولبنان والسعودية والإمارات ومصر والأردن.