استنكر تقرير لمنظمة المفوضية المصرية لحقوق الإنسان حكم محكمة الجنايات بالإسكندرية، ببراءة علي ياسر لمعي ضابط شرطة ورفض الدعوى المدنية، والمتهم بقتل المواطن حفيظ حوية عبد ربه أبو بكر الشهير بمحفوظ فرحات.
وقالت المنظمة: إنه “بحسب تقرير الصفة التشريحية، فإن الضابط قد أطلق الأعيرة النارية من سلاحه، والذي أدى إلى إصابة المجني عليه بستة طلقات”.
وبرأت جنايات الإسكندرية، الثلاثاء الماضي، ضابط الشرطة ياسر على لمعي، الذي قتل الشاب فرحات أبو الشاردة المحفوظي، رميا بالرصاص، إثر مشادة كلامية وقعت بينهما بمتجر لبيع المواد الغذائية في مدينة سيدي براني غربي محافظة مطروح.
وفي 11 يوليو 2023، أطلق ضابط الشرطة “علي لمعي” النار على فرحات المحفوظي، في سيدي براني في مطروح، وأرداه قتيلا، لعدم امتثاله للتفتيش على في أحد الأكمنة الأمنية، وهو ما أثار غضب سكان المدينة الحدودية، وتظاهروا أمام قسم الشرطة، وقُتل خلال المظاهرات أحد أمناء الشرطة.
ورغم ادعاء الداخلية أن “المحفوظي” حاول دهس ضابط الشرطة بسيارته قبل إطلاق النار عليه، إلا أن فيديوهات مسربة من كاميرات المراقبة، أظهرت عكس ذلك، إذ لم يحاول القتيل التعرض لضابط الشرطة أو إيذائه قبل إطلاق النار عليه.
وأُحيل ضابط الشرطة للمحاكمة، ولكن بتهمة ضرب أفضى إلى موت، وهو الاتهام الذي رفضه محامي الضحية، وطالب بتعديلها إلى قتل عمد، ولم تمتثل المحكمة إلى طلبات الدفاع.
ويبدو أنه إمعانا فى ظلم وقهر الشعب، لم يُحاكم الضابط على الأقل بتهمة ضرب أفضى إلى موت، وإنما برأت محكمة جنايات الإسكندرية الضابط علي لمعي بحجة الدفاع عن النفس، حيث قالت المحكمة إن المتهم استخدم حقه الشرعي في الدفاع عن النفس.
وتواجد المتهم بمنطقة مكان الحادث كان من واجب وظيفته لضبط المتهمين القائمين على الهجرة الغير شرعية والإتجار بالبشر، ما يسقط عنه المسئولية الجنائية وإن ما تقدم فإن المحكمة تقضي عملا بنص المادة 304 فقرة 1 ببراءة المتهم مما نسب إليه، بحسب المحكمة.
وانحيازا منها، لم تتطرق المحكمة إلي تساؤل عن متى يتم استخدام حق الدفاع عن النفس، حيث إنه تبين من مقاطع كاميرات المراقبة عدم صدق أقوال المتهم بعدم امتثال القتيل للتفتيش بأحد الأكمنة الأمنيىة، وأنه حاول دهس ضابط الشرطة قبل إطلاق النار عليه.
وأظهرت الفيديوهات المسربة من كاميرات المراقبة، عكس ذلك، إذ لم يحاول القتيل التعرض لضابط الشرطة أو إيذائه قبل إطلاق النار عليه، فما حدث هو أن ضابط الشرطة أطلق 6 طلقات نارية عليه فأصابه بأماكن متفرقة من جسده، بالإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية،أودت بحياته فورا.
وقال التقرير الحقوقي: إن “ضابط الشرطة أطق النار على القتيل بأماكن معينة بجسده متعمدا قتله، فلو كان هذا دفاعا عن النفس كان أطلق على النار علي قدمه لإعاقة حركته، ولكن الضابط أطلق النار عليه متعمدا قتله وليس دفاعا عن النفس”.
المفوضية المصرية للحقوق والحريات
https://x.com/ECRF_ORG/status/1806281663929790545