مع دخول العدوان الإسرائيلي على لبنان يومه التاسع، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الاثنين بتحركات عسكرية قرب الحدود اللبنانية، ما يشير إلى نيته بدء عملية الغزو البري للبنان، ضاربا بعرض الحائط المساعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، والتحذيرات العربية والدولية من مخاطر الشروع بهذه العملية.
أكدت مراسلة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارة عنيفة جداً على الضاحية الجنوبية لبيروت سُمع صداها خارج العاصمة
قالت وزارة الصحة اللبنانية، إن 95 شهيدا و43 جريحا حصيلة الغارات الإسرائيلية على محافظة الجنوب.
ومع تصديق المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، في وقت متأخر من ليل الاثنين – الثلاثاء، على المرحلة التالية من العمليات العسكرية في لبنان، وتوسيع جيش الاحتلال من قصفه لقرى وبلدات في الجنوب اللبناني، فضلا عن تجمع حوالي 100 مركبة عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية، بحسب ما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي رصدتها شبكة سي أن أن الأميركية. قال مصدر نيابي في حزب الله لـ”العربي الجديد”: “سنكون بالمرصاد لأي غزو إسرائيلي بري، نحن حاضرون ومستعدّون وما بدأ الأمين العام حسن نصر الله به سنكمله وفق الآلية نفسها وسبق أن بحثنا هذا السيناريو”، مضيفا أن “الكلمة ستبقى دائماً للميدان والمقاومة لا تزال تملك كل القدرات ولا سيما العسكرية”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن اليوم الاثنين، المطلة ومسغاف عام وكفار جلعادي قرب الحدود اللبنانية مناطقَ عسكرية مغلقة ما يرجح نيته بدء غزو بري في لبنان. ونقلت “الأناضول” عن شهود عيان أنهم سمعوا أصوات تحرك آليات إسرائيلية من جهة “آبل القمح” مقابل بلدة الوزاني الحدودية جنوبي لبنان. في حين قال سكان محليون ومصدر أمني لـ”رويترز”، إن الجيش اللبناني انسحب من عدة مواقع على الحدود الجنوبية، غير أن مصدراً في الجيش اللبناني أكّد لـ”العربي الجديد”، أن “الجيش لم يخلِ نقاط مراقبة هو يقوم بإعادة تمركز يخرج فيها من نقاط صغيرة إلى مراكز أكبر”.
وأعلنت الخارجية الأميركية، اليوم الاثنين، أن إسرائيل “تنفّذ حاليا” عمليات محدودة تستهدف حزب الله داخل الأراضي اللبنانية. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين “هذا ما أبلغوني به، بأنهم ينفّذون حاليا عمليات محدودة تستهدف بنى تحتية تابعة لحزب الله قرب الحدود”.
وأفادت وسائل إعلام عبرية هذه الليلة، أن دائرة القصف المدفعي لجيش الاحتلال الإسرائيلي بدأت تتسع، ليشمل المزيد من المناطق على الحدود اللبنانية. وبالإضافة إلى ذلك، تطلق الدبابات النار على أهداف على الجانب اللبناني من الحدود. فيما أوعزت الجبهة الداخلية الإسرائيلية لسكان كريات شمونة والجيل الأعلى البقاء قرب الملاجئ والأماكن المحمية، تزامناً مع تصعيد الاحتلال في المنطقة الحدودية مع لبنان.
ونقل موقع “واينت” العبري عن ضابط كبير في جيش الاحتلال، لم يسمّه، تعليقاً على الغزو البري للبنان قوله إن “الجنود يدركون أنه لا يوجد خيار، وهذا هو الشعور السائد بين القادة أيضاً، فلا توجد طريقة أخرى لإعادة السكان إلى منازلهم سوى إخراج حزب الله فعلياً من المنطقة الحدودية، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بتوغل بري”.
من جهته، قال الناطق باسم قوات اليونيفيل أندريا تيننتي “، إن الغزو البري يشكل مصدر قلق خطير، ولكننا لا نرى حتى الآن أي تحركات داخل الأراضي اللبنانية، مضيفاً: “ليس لدينا معلومات عن تحرك الجيش اللبناني من مواقعه أو إخلائها ونسمع ذلك فقط في الإعلام”. وقال تيننتي “ما زلنا موجودين على الأرض ونعمل مع الأطراف لتهدئة التوتر المتزايد”.