بعد زيارة نتنياهو للولايات المتحدة.. القضية الفلسطينية ليس لها مستقبل في وجود رئيس إرهابي يحكم أمريكا

- ‎فيتقارير

 

 

 

كشفت الزيارة التي قام بها رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وتباحث فيها مع الرئيس الأمريكي المتطرف دونالد ترامب أن القضية الفلسطينية لن يكون لها مستقبل في ظل إدارة رئيس إرهابي يحكم الولايات المتحدة الأمريكية .

وأكد خبراء ومحللون سياسيون أن ترامب لن يقوم بأي خطوة لتحريك المياه الراكدة في القضية الفلسطينية، موضحين أن كل ما يهمه ويسعى إليه هو التطبيع بين دولة الاحتلال وبين السعودية وليس أكثر من ذلك .

وقال الخبراء : “رغم أن السعودية قالت في السابق إنها لن تقوم بالتطبيع إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية، إلا أننا بدأنا نستمع الآن إلى خطاب مغاير يتمثل في أن التطبيع يمكن أن يحدث إذا كان هناك مفاوضات تؤدي لقيام الدولة الفلسطينية، وحذروا من أن هذه المفاوضات لن تؤدي إلى شيء، وهو ما سوف يقود إلى سياسة الباب الدوار مع إسرائيل، مؤكدين أن التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية تشكّل تهديدًا مباشرًا لحل الدولتين، وتفرض تحديات جديدة على الدول العربية والمجتمع الدولي “.

وكشف الخبراء أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن تحمل أبعادًا استراتيجية خطيرة، خاصة فيما يتعلق بجهوده للحصول على اعتراف أمريكي بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، على غرار ما حدث في عام 2018 عندما اعترف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.

وقالوا: إنه “بينما يسعى نتنياهو إلى تحقيق إنجازات سياسية تعزز موقفه الداخلي، تبدو القضية الفلسطينية أمام مفترق طرق خطير يتطلب تحركات دبلوماسية عاجلة للحيلولة دون تكريس واقع جديد على الأرض يخدم المصالح الإسرائيلية على حساب الحقوق الفلسطينية”.

 

كانت زيارة رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأمريكية قد جاءت في توقيت بالغ الحساسية، حيث التقي نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليكون أول زعيم أجنبي يجتمع به بعد فوزه بولاية ثانية وفي تجاهل تام لمذكرة الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو من محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة .

وتصدرت مباحثات ترامب – نتنياهو ملفات ساخنة وعلى رأسها الهدنة في قطاع غزة، والتطبيع مع الدول العربية، والملف النووي الإيراني، بالإضافة إلى مخططات ضم الضفة الغربية، التي تسعى إسرائيل إلى فرضها كأمر واقع بدعم أمريكي.

 

تضامن عربي

 

من جانبه طالب  المحلل السياسي عمرو حسين بضرورة وجود موقف عربي موحد وقوي لمواجهة هذه المخططات، مؤكدًا أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية يجب أن تواجه بتضامن عربي واسع وإجراءات حاسمة لمنع تنفيذ هذا المشروع الإسرائيلي، الذي يهدد الاستقرار الإقليمي وفرص السلام العادل في المنطقة.

وحذر حسين في تصريحات صحفية، من أن تحركات نتنياهو وترامب تأتي ضمن مخطط صهيونى يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية نهائيًا.

وأشار إلى أن تصريحات ترامب بشأن “صغر مساحة إسرائيل” بمثابة ضوء أخضر لنتنياهو للمضي قدمًا في توسيع حدود إسرائيل، ليس فقط في الضفة الغربية، ولكن أيضًا في لبنان وسوريا.

وأوضح حسين أن هذه الرؤية تتماشى مع تصريحات بتسلئيل سموتريتش، التي تحدث فيها عن امتداد “محافظة القدس” حتى دمشق، ما يعكس نوايا اليمين الإسرائيلي، لإنهاء حل الدولتين وتقويض أي فرص للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

الضفة الغربية

 

وأكد خبير الشؤون الأمريكية الإسرائيلية الدكتور حسين الديك، أن حكومة نتنياهو الحالية تسعى، بالتنسيق مع اليمين الأمريكي، إلى فرض سيادتها على المستوطنات في الضفة الغربية، خاصة المناطق المصنفة “C”، والتي تشكل نحو 62% من مساحة الضفة الغربية.

وقال الديك في تصريحات صحفية: إن “الكنيست الإسرائيلي بدأ في تمرير تشريعات جديدة تسهّل فرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات، وإلغاء القانون الأردني الذي كان معمولًا به هناك، بما يسمح للمستوطنين الإسرائيليين بالتملك في الضفة الغربية”.

واختتم أن هذه التحركات تعكس التحالف الوثيق بين اليمين الإسرائيلي واليمين الأمريكي، حيث سعى نتنياهو من خلال زيارته إلى الولايات المتحدة إلى تأمين دعم إضافي لمشاريعه السياسية، وقد تستخدم إدارة ترامب هذا الملف لتعزيز موقفها بين الدوائر الداعمة لإسرائيل.

 

التطبيع

 

 

وأكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور جمال سلامة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف يركز في ولايته الثانية على تبعات القضية الفلسطينية وليس أساسها ولاسيما قضية التطبيع.

وقال سلامة في تصريحات صحفية: “سوف يحاول ترامب أن يجر السعودية وبعض الدول الخليجية إلى ما يسميه بالسلام الأبراهيمي، ولكنه لن يخرج من القضية الفلسطينية وحتى صفقة القرن غير محددة الملامح “.

وأضاف: صفقة القرن ليس لها أي ملامح وأي دولة فلسطينية وغزة مدمرة بالكامل والضفة الغربية مقطعة الأوصال وفيها 550 ألف مستوطن صهيوني ويطمح نتنياهو إلى المزيد وهذا أيضا توافق أمريكي إسرائيلي وترامب قال إن إسرائيل دولة صغيرة وأنه يريد توسيعها .

وتابع سلامة: القضية الفلسطينية لن يكون لها مستقبل في ظل إدارة ترامب، متسائلا ما هو الجديد الذي يمكن أن يحرك المياه الراكدة في القضية الفلسطينية، خاصة ان الثمرة الكبرى لهذا السلام الذي يتحدث عنه ترامب هو التطبيع مع السعودية وليس أكثر من ذلك .

وأكمل: السعودية قالت في السابق إنها لن تقوم بالتطبيع إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية والآن بدأنا نستمع إلى خطاب مغاير وأن التطبيع يمكن أن يحدث إذا كان هناك مسار أو مفاوضات تؤدي لقيام الدولة الفلسطينية، وهو ما يعني أنه ربما يكون البديل الدخول في مفاوضات وأن هذا قد يكفي، ولن تؤدي هذه المفاوضات إلى شيء وهو ما سوف تقودنا إلى سياسة الباب الدوار مع إسرائيل .