فى زمن إنجازات السيسي .. 40% من المصريين مصابون بفقر الدم والتقزم

- ‎فيتقارير

 

مع ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية في ظل الأعباء المعيشية وسوء التغذية فى زمن الانقلاب، انتشر مرض فقر الدم “الأنيميا” عند أغلب المصريين، الذين أرهقتهم موجات التضخم المتتالية واضطرتهم إلى العزوف عن تناول اللحوم والاقتصاد في وجباتهم المعيشية قسرًا ولم يروا أثرا لانجازات السيسي الفنكوشية المزعومة .

 

كانت وزارة صحة الانقلاب قد كشفت عن أن 40% من المصريين يعانون من فقر الدم، محذرة من حجم المشكلة الكبيرة التي تحتاج إلى تكاتف مجتمعي قوي.

 

وقالت عبلة الألفي نائب وزير صحة الانقلاب إن نحو 47% من السيدات في مصر يعانين من نقص الحديد، ما يهدد بتأثيرات سلبية على التطور العقلي للجنين في مراحله المبكرة .

 

وأشارت إلى أن 30% من حالات التقزم تعود إلى سوء تغذية الأمهات خلال فترة الحمل.

 

فيما حذر تقرير للأمم المتحدة من أن نسبة من يعانون من سوء التغذية في مصر ارتفعت تدريجيًا من 4.8% عام 2002، إلى 5.2% عام 2011، ثم قفزت في 2016 إلى 6.3%، ووصلت إلى 8.5% في 2023.

 

 

جيل متقزم

من جانبه، كشف الدكتور نادر نور الدين،  أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، عن تراجع استهلاك الأسماك في مصر من ٢٦ كجم إلى ٢٠ كجم للفرد سنويا (المعدل العالمي من ٧٠-٩٠) وتراجع استهلاك اللحوم من ٤.٢ إلى ٢.١ كجم للفرد سنويا ومتوسط المعدل العالمي ٤٢ كجم للفرد سنويا بنسبة نصف فى المائة، مشيرا إلى أنه قبل التراجع كان يمثل ١٠٪ فقط من استهلاك الفرد عالميا!!!.

وخاطب نور الدين فى تصريحات صحفية حكومة الانقلاب : هل رأيتم ماذا تفعلون بالمواطن والجيل القادم بسبب ارتفاع الاسعار وانهيار الجنيه والادارة السيئة؟! محذرا من أنه سيأتى جيل متقزم يعاني من امراض سوء التغذية والانيميا!!! ومن بعدها يأتي العنف!! هل من أمل في مراجعة الاوضاع؟!.

 

ولفت إلى أن الأنيميا وغيرها من امراض الفقر مسئولية حكومة الانقلاب، موضحا أن هذه الأمراض من أهم أعراض زيادة نسب الفقر والجوع في دول ما يسمى بالاصلاح الاقتصادي على طريقة صندوق النقد الدولى والذي يتحمل الفقراء دوما  تكلفته.

 

واستنكر نورالدين تصريحات رئيس وزراء الانقلاب التى زعم فيها أن٤٠٪ من الشعب مصاب بالانيميا وأن النسبة في الأطفال ٤٣٪، موضحا أن من المعروف أن اهم أمراض الفقر هى انتشار الانيميا، والتقزم في الاطفال، واجهاض النساء، وتراجع نسب الزيادة السكانية بسبب عدم القدرة على تحمل نفقات التربية والولادة،، وكلها محققة في مصر خاصة وأن محافظات الصعيد تجاوزت نسب الفقر في بعضها نسبة ٦٥٪.

ضعيف قصير العمر

وأشار إلى أنه عادة ما يوصى خبراء الأمن الغذائي الحكومات للتعامل مع هذه الأزمة التي تهدد بجيل مستقبلي ضعيف قصير العمر وقصير القامة ضعيف الإنتاجية مع مستقبل لشعب هرم عجوز من الجيل الذي تربي في العز، بالآتي:

١-  إضافة الحديد إلى رغيف الخبز الذي يعتمد عليه الفقراء لتحسين الهيموجلوبين

٢- صرف الوجبة المدرسية لجميع المدارس، وأن تكون وجبة الافطار التي بدونها يفقد الطفل الفقير التركيز والانتباه ويميل إلى  النوم اثناء الحصص وأن تكون غنية بالحديد والبروتين وليس البسكوت وغيرها من المواد الضعيفة غذائيا والتي لا تفرق عن رغيف الخبز.

 

٣- مضاعفة الدعم الغذائي لمحافظات الفقر والاهتمام بصرف الانواع الغنية في البروتين مثل البقول من فول وعدس وفاصوليا جافة ولوبيا جافة، والتحول إلى صرف زيت فول الصويا الذي يحتوى على ٤٠٪ بروتين بدلا من عباد الشمس الفقير وكذا العسل الاسود وذلك مع السلع التموينية.

 

٤- تحضير عبوات خاصة من الأسماك  والدواجن تصرف في المنافذ التموينية للمجمعات لحاملي البطاقات التموينية والمستحقين للدعم.

 

٥- ان نطبق المبدأ الاممى بأن دعم الغذاء هو آخر مايرفع من الدعم.

 

٦- صرف حصص من فيتامينات في المدارس خاصة فيتامين ب وسي والحديد واليود وفيتامين أ.

 

٧- توفير مظلة اجتماعية للفقراء اثناء الاصلاح الاقتصادي وليس هناك ما يمنع من تأجيل القرارات التي تمس الفقراء حتى تنصلح صحة المواطنين.

 

٨- الرعاية الصحية للسيدات الحوامل في الريف والعشوائيات والمناطق الشعبية وصرف ما يلزم لهن للحفاظ على صحة الام وصحة الجنين.

 

 

القوة الشرائية

 

وقال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن هناك ضعفا في القوة الشرائية للحوم وغيرها بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وسوء الحالة الاقتصادية للمواطنين، موضحا أن الارتفاع الجنونى فى الأسعار جعل الناس تقلل في الاستهلاك لجميع  السلع وعلى رأسها اللحوم.

وأكد أبو صدام في تصريحات صحفية أن الحالة المادية والأعباء،المعيشية جعلت المواطن يضطر للاقتصاد في أكله، وتساءل ايه اللي هيخلى المواطن يشترى لحمة وصل سعرها لـ500 جنيه للكيلو ؟ ،

 

بدائل رخيصة

وقال الدكتور حسن حسونة،  أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث،  إن الناحية الاقتصادية، تؤثر بشكل كبير على المتاح من الوجبات الغذائية لكل مواطن ولكل الأسر، مشيرا إلى أن المصادر الغنية بالحديد موجودة بكثرة في اللحوم الحمراء، والدجاج، وكذلك الأسماك مقارنة بغيرها من المصادر النباتية.

 

وأضاف حسونة في تصريحات صحفية أن هناك اتفاقيات مع منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي، من أجل إطلاق مشروع يعمل على تدعيم خبز التموين بالحديد .

 

وأوضح أنه على مستوى الأفراد يمكن للأشخاص الاستعانة ببدائل غذائية يمكن تناولها لتوفير الحديد،  منها أعضاء الحيوانات كالطحال فهو يحتوي على 40% من الحديد، والكبدة تحتوي على 8 مليجرام حديد،  والكلاوي تحتوي على 6.7حديد، بالإضافة إلى القلب، مشيرا إلى أن تلك الأعضاء أسعارها مقبولة مقارنة باللحوم.

وأشار حسونة إلى ان الإنسان بحاجة إلى 8 مليجرام حديد يوميا، موضحا أن هناك مصادر نباتية رخيصة مثل السبانخ، والبقول كالفول واللوبيا والفاصوليا، ولكن ما يختلف في المصادر النباتية أنه يلزم  إضافة فيتامين c لها حتى يتم تسهيل امتصاص عنصر الحديد، كالبقدونس الذي يعد اكبر مصدر لفيتامين سي، وكذلك الفلفل الحار والبارد، والجوافة والليمون، والبرتقال جميعها يمكننا تناولها مع الوجبات التي تحتوي على حديد ذي مصدر نباتي.

وحذر من الاعتماد على المبادرات التي أطلقتها وزارة صحة الانقلاب لأنها تحتاج لوقت طويل حتى تأتي بنتائجها، مشيرا الى أنه عند المسح الصحي وجدوا فقر دم وتقزم نتيجة سوء التغذية، وهو ما يستوجب من الأفراد البحث عن بدائل رخيصة تناسب قدرتهم الشرائية.