أصبحت جرائم هتك العرض خاصة بالنسبة للأطفال عرضا مستمرا فى زمن الانقلاب الدموى فلا يكاد يمر يوم دون الكشف عن جريمة من هذه النوعية وما خفى كان أعظم .
فى هذا السياق لم تمر أيام على واقعة الاعتداء البشعة التى تعرض لها الطفل "ياسين" طفل دمنهور، الذى تعرض لاعتداء جنسى وحشى داخل مدرسته، وحكم فيها القضاء بالمؤبد على الجانى حتى تفجرت عدة جرائم تستهدف الأطفال جنسياً بتلك الصورة البشعة فى عدة أماكن تكاد تكون بنفس الطريقة أو قريبة منها، وكأن تلك الجرائم التى ينتهك فيها عرض الأطفال تأخذ شكلا نمطيا فى الحدوث.
ورغم العقوبات القانونية الرادعة بحق هاتكى أعراض الأطفال علاوة على الفضحة المشينة التى تلاحقهم أينما كانوا إلا أنه ما زال هناك من يسلكون هذا الدرب الشيطانى تقودهم فيه شهواتهم الخبيثة، وميولهم المنحرفة إلى العبث ببراءة الأطفال ويشجعهم فى ذلك أن حكومة الانقلاب تتجاهل القيام بدورها فى حماية المصريين بل وقد تسمح بافلات الكثير من المجرمين من الجرائم التى ارتكبوها.
عجوز يهتك عرض حفيده
من هذه الجرائم شهدت مدينة شبرا الخيمة واقعة مأساوية، حيث أقدم عجوز على التعدى على حفيده ٨ سنوات وهتك عرضه، واتهمت أم الطفل «ن م إ» «جد» نجلها لوالده، بالتعدى عليه وهتك عرضه.
تبين أن المتهم يدعى «إ ح م»، قام بالتعدى جنسيًا على حفيده الطفل«م ج إ» ٨ سنوات وهتك عرضه بالإكراه.
ترجع أحداث الواقعة عندما كان الطفل يذهب لزيارة جده، وفى إحدى المرات اكتشفت الأم ظهور علامات غريبة بجسد نجلها وعند سؤاله اعترف أن جده قام بالتعدى عليه وبتوقيع الكشف الطبى على الطفل فى أكثر من مستشفى، تبين أن الطفل مصاب بتهتك بالغشاء الخارجى بفتحة الشرج، وذلك إثر التعدى عليه عدة مرات.
خادم مسجد بمدينة نصر
أيضا قام خادم مسجد بمدينة نصر بهتك عرض ٣ أطفال داخل المسجد حيث تقدمت أسر ٣ أطفال أعمارهم ٦ و١٢ و١٣ سنة، ببلاغات وتضرر المبلغون من خادم مسجد لقيامه بالتعدى على أطفالهم وقالوا إنه كان يستغل تواجد الأطفال للصلاة وحفظ القرآن داخل الجامع ويستدرجهم لداخل الحمام ويتعدى عليهم.
سباك يعتدى على ابنته
تقدمت فتاة ١٦ سنة ببلاغ تتهم فيه والدها "سباك" ٤٣ سنة بالاعتداء عليها جنسيًا لمدة ١٠ أيام داخل شقتهم بمنطقة الحوامدية .
وتم توقيع الكشف الطبى على الفتاة لبيان ما بها من اعتداء والتأكد من صدق الواقعة من عدمه.
عامل يهتك عرض طفلة في بولاق الدكرور
فى منطقة بولاق الدكرور قام عامل مغسلة بهتك عرض طفلة وذلك أثناء قيام الطفلة التى تبلغ من العمر ٨ سنوات بتسليم ملابس جمعتها من العقار الذى يحرسه والدها للمغسلة بغرض تنظيفها وكيها، فقام المتهم ويعمل بالمغسلة باستدراجها والتعدى عليها جنسيًا.
وتقدم حارس العقار برفقة نجلته الطفلة ببلاغ يتهم فيه عامل مغسلة ٢٠ سنة، بالتعدى على نجلته داخل العقار محل عمله، أثناء قيامه باستلام ملابس لتنظيفها.
غير أسوياء
من جانبه قال الدكتور فتحى قناوى أستاذ علم كشف الجريمة بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن مرتكبى جرائم هتك العرض خاصة للاطفال، هم أشخاص موتورون نفسياً، وغير أسوياء اجتماعياً وأن أظهروا للدوائر الاجتماعية المحيطة بهم عكس ذلك.
وأشار "قناوي" فى تصريحات صحفية، إلى أن هؤلاء المجرمين عادة ما يخدعون من حولهم بمكانة اجتماعية مرموقة أو يتظاهرون بالسلوك القويم وأحياناً بالادب المبالغ فيه أمام الناس، عكس طبيعتهم الإجرامية وميولهم المنحرفة التى تظهر حينما يختلون بفريستهم للانقضاض عليها بعيدا عن أعين الناس، وهنا تكمن الخطورة.
وأعرب عن أسفه لأن بعد هؤلاء المجرمين عن الشبهات يجعل من السهل الوثوق بهم حتى يقع المحظور، وإذا نبهنا الضحايا بالصراخ أو غير ذلك حتى إنقاذهم من قبل من حولهم من الناس، غالبا لا تفلح تلك الطرق لعدة أسباب منها ضعف الضحايا جسديا وعقليا، أمام الجناه الذين يستخدمون كل الوسائل الشيطانية فى السيطرة عليهم، فهم فى النهاية أطفال، وأحيانا الجناة يكون قريبى الصلة من الضحايا أو أصحاب ولاية عليهم، مثل الجد الذى هتك عرض حفيده أو الأب الذى اغتصب ابنته.
حملات توعية
وأكد "قناوي" أن غالبية تلك الجرائم للأسف تكتشف بعد حدوثها مسببة فاجعة لكل من يسمع عنها، وبرغم أن الدراما عالجت تلك الجرائم عبر بعض المسلسلات إلا أن هناك دراما ساهمت فى انتشارها لاسيما دراما العنف والابتذال.
وشدد على أن الحد من تلك الجرائم يحتاج الى تكاتف مجتمعى على مستوى الدولة والأفراد، ويتمثل ذلك فى حملات توعوية تقوم بها كافة المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية، الى جانب تغليظ العقوبات على مرتكبى تلك الجرائم ولو بالاعدام لعل ذلك يكون رادعا لمن تسول له نفسه هتك عرض طفل.