هل باعه السيسى ؟ .. ماذا وراء تصريح أن فتح معبر رفح ينذر بحدوث صدام مع أمريكا؟!

- ‎فيتقارير

أعلن محافظ شمال سيناء، خالد مجاور، مباشرةً أن "الجهة المصرية لم تغلق الجانب الكندي من معبر رفح، بل يتم إغلاقه من الجانب الفلسطيني/ الإسرائيلي فقط".

وألمح "مجاور" إلى أن "فتح المعبر بالقوة ستؤدي لحرب مع أمريكا" قائلا: "مصر لا تُغامر بعلاقتها مع أمريكا، و" لن تدخل في حرب معها" بسبب قرار بشأن معبر رفح مضيفا، "مين يقدر يقول لأ لأمريكا".

وسبق أن طالبت أمريكا بضمانات أمنية وتنظيم إداري للممر، لكنها لم تهدد بحرب أو إجراءات عسكرية مقابل رفض فتحه، واعتبرت جهات حكومية في الانقلاب أن فتح المعبر بالقوة = مواجهة أمريكية هي تصريحات غير رسمية ومسيّسة، نفتها مصر.

وبحسب السابق، كانت تصريحات المسؤولين المصريين واضحة: مصر تتخذ قراراتها باتزان سياسي، وليست مهددة من قِبل الولايات المتحدة بسبب موضوع المعبر، وأن الضغط الأمريكي مركّز على فتح المعبر ضمن شروط وضوابط، لم يصل إلى مربع التهديد أو المواجهة العسكرية.

وفي أول رد رسمي من السيسي على إغلاق مصر المعبر جاء عبر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية يوم 9 فبراير 2024، كرد على تصريح للرئيس الأمريكي بايدن بأن السيسي (المكسيكي) كان مترددًا في فتح المعبر.

وقال بيان السيسي: "أنها فتحت معبر رفح من جانبها منذ اللحظة الأولى دون قيود أو شروط…" مضيفا أن "العراقيل كانت ناتجة عن قصف الإسرائيلية للجانب الفلسطيني من المعبر، وليس لأي قرار مصري.". وأن "مصر ظلت تضغط بهدف إدخال مساعدات إنسانية وتفعيل التعاون مع الولايات المتحدة".

وضغطت الولايات المتحدة عدة مرات على مصر و"إسرائيل" للسماح بفتح المعبر لتمر شاحنات إغاثة أو لإخراج رعايا أمريكيين، لكن لم يُشار يومًا إلى أن فتح المعبر يشكل مبررًا لحرب مع أمريكا.

وعادة ما يظهر متحدثون غير رسميون ومنهم اللواء سمير فرج الذي يظهر بشكل متكرر في وسائل الإعلام، ويتناول مواضيع عدة مثل: السيادة المصرية على معبر رفح، والحراك الأمريكي في المنطقة، ودوره في المناورات العسكرية والسياسية، وله تصريح أن "التحكم في رفح من الجانب المصري هو سيادة مصرية محفوظة، وأي إدارة من طرف آخر (حتى إن كانت مدنيّة أمريكية) يجب أن تشمل مشاركة السلطة الفلسطينية" بحسب موقع الاستقلال.

وفي مقابلة نقلتها صحيفة The National في أغسطس 2024، قال اللواء سمير فرج إن مصر سترفض أية "وضع حقيقي" يُفرض عليها من قبل إسرائيل عند معبر رفح أو ممّر فيلادلفيا، ورفض إرسال قوات إسرائيلية إلى الحدود المصرية، مهددًا بنشر "لواء مدرع" على الأرض المصرية كرد فعل إذا لم تنسحب "إسرائيل".

وأضاف أن الاحتلال "الإسرائيلي" للقطاع ووضع قواته هناك يعد انتهاكًا مباشرًا لاتفاقيات المصالحة مع مصر في 1979 و2005 و2014، وأنه قد يدفع مصر إلى اتخاذ خطوات عسكرية للدفاع عن سيادتها، رغم نفيه رغبتها في الانجرار لحرب شاملة.

وفي مقابلة على قناة الجزيرة (فبراير 2024)، قال "فرج": إن "إسرائيل "عدو استراتيجي" لمصر، وأن كل تحركاتها المسلحّة في معبر رفح تهدد أمن مصر القومي، مشيرًا إلى موقف مصر المعروف ضد أي تواجد عسكري "إسرائيلي" على حدودها، وهو تصريح يحمل نوعًا من التحذير، لكنه لا يعبر عن تهديد مباشر بحرب .

ورغم أن اتفاقية السلام أو كامب ديفيد تعطي مصر الحق في إدارة معبر رفح من الجانب المصري دون تدخل من الكيان، وتوجب أيضا عدم احتلال الكيان لمحور فلادلفيا او التوغل العسكري على الحدود المصرية إلا أن تعليق اللواء أ.ح سمير فرج على القافلة التي منعتها السلطات في مطار القاهرة وفي الاسماعيلية كان "أن الهدف الحقيقي وراء قافلة الصمود هو إفشال احتفالات 30 يونيو"!!

وفي تصريحات متتالية لخارجية السيسي في أبريل ومايو 2024 أصدرت بيانات رسمية تحذر من العواقب الكارثية لأي هجوم "إسرائيلي" بري على رفح (أبريل–مايو 2024)، مشيرة إلى تهديد السلام الإقليمي واستهداف المدنيين والمساعدات الإنسانية.

وحذر (السيسي) كذلك من أن أي غزو لإسرائيل لرفح سيؤدي إلى "عواقب كارثية" على الأمن الإقليمي والمساعدات الإنسانية.

ونشر مراقبون منهم خليل العناني Khalil Al-Anani مداخلة اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء واللي قال فيها (مفيش حاجة اسمها اني افتح المعبر بالعافية واخش في حرب مع امريكا) واضاف (مين ده اللي يقدر يقول لأمريكا لا؟).

https://www.facebook.com/watch/?v=768267828992695

ولفت مصطفى أحمد Mostafa Ahmed Abdelazem إلى أن "مجاور"، كان مدير مخابرات عسكرية قبل محافظ شمال سيناء.
 

وقال امين Amin El-Banna : "الذي يحكم مصر هم مجموعة من العملاء الجبناء لا يهمهم إلا إرضاء أمريكا وعدم إغضاب الصهاينة.

وأضاف أحمد حمزة "أنتم خونة وتديرون عزبة ولو أنكم جئتم بإرادة شعبية وليس انقلابا وعليكم فواتير مستحقة لأمريكا وإسرائيل لأدخلتم المساعدات اسفوخس".

وأشار عبدو Abdou Abou Baraa Bassit للواء "أنت جبان ، لما كان الرئيس مرسي رحمة الله عليه لم يحسب هذه الحسابات الجبانة وفتح المعبر من الجانب المصري وادخل المساعدات الإنسانية إلى غزة".

ولم يكتفِ النظام الانقلابي بقيادة عبد الفتاح السيسي بإغلاق معبر رفح لأكثر من عام تقريبًا ومنع تدفق المساعدات إلى القطاع، بل مضى في ملاحقة أي محاولة لدعم الفلسطينيين من داخل مصر.

وبات من يسعى لتقديم المساعدات الغذائية أو جمع التبرعات يواجه خطر الملاحقة القضائية، ما أفضى إلى شلل كامل في المبادرات المجتمعية، التي كانت تمثل متنفسًا للناشطين وأملًا للفلسطينيين.

وكتب أحمد موسى الإعلامي الذي يوصف بأنه “لسان النظام المصري” عبر حسابه على منصة "إكس" مديحا في البلطجية الذين اعتدوا على الناشطين قائلا: “كل التحية للمصريين المحترمين المحبين لوطنهم والمدافعين عن تراب مصر  والذين أعطوا قافلة المرتزقة درسا في معنى الرجولة واحترام القوانين ، ومنع المشاركين ممن جاءوا لمصر من عدة دول عربية وأجنبية لإحداث فوضى في سيناء وتنفيذ مخططهم المشبوه والذى تزامن مع العدوان الصهيوني على إيران ، تحركات هذه العناصر المشبوهة منظمة بعناية وهناك تمويل هائل لهم تمثل في تذاكر الطيران وحجز الفنادق والاتوبيسات والسيارات والإعاشة اليومية ملايين الدولارات للإعداد والتجهيز لهذه القافلة التي تخدم في الأساس مخطط نتنياهو ، لم يكن هناك دعم لغزة ولم يتحدثوا عن غزة بل كان هدفهم وضع مصر تحت الضغط وتحويل مواقع التواصل الاجتماعي الى عويل وبكاء وسباب في الشعب المصري والاعتداء على رجال الأمن، زاعما أنه  وشاركت مجموعات من الطابور الخامس داخل مصر وتنظيم الإخوان "الإرهابي" وأبواقهم وأذرعهم فى قنواتهم المعادية ، في حملات الترويج لأكاذيب واستهداف للدولة المصرية، حسنا ما قام به أهل مصر في التعامل مع تلك العناصر المشبوهة التي رفضت احترام القانون وحاولوا فرض مطالبهم بالقوة وعدم امتثالهم للضوابط التي وضعتها مصر في التعامل مع الوفود التي تطلب الذهاب الى سيناء ، شكرااااا لشعب مصر الذى أحبط المخطط الخبيث ووجه صفعة للمشاركين في قافلة دعم نتنياهو ..شكراااا أهالي الإسماعيلية وكل من شارك في الدفاع عن مصر “.!!

حرب مع الكيان

وعبر منصات التواصل اليوم تقود اللجان تحذيرا من أن مصر ليست في استعداد للحرب مع الكيان، يقول "فراج الألفي": "حملة ممنهجة أمام سفارات مصر بالخارج لتوريط مصر في حرب مع دولة الكيان الإسرائيلي بسبب غزة والمعابر طيب هو مفيش غير معبر رفح ولا مفيش غير الجيش المصري يا أهل الوقفات أمام السفارات المصرية إحنا المصريين غير مستعدين للحرب مع دولة إسرائيل الآن وال حضر الجن يصرفه حماس تضرب وتخطف وتصنع بطولات والجيش المصري يدخل في حرب ونتورط مع الأمريكان وإسرائيل والبترول والغاز يرتفع لعنان السماء..".

https://www.facebook.com/fraj.alalfy/posts/pfbid0oc7kFKpjkwmtCkQuBh4Y2mL7BUbqhaJj3QapoKpuy2Q3MtuAGA85sNupzzqTeKeal

وعلى مثل هؤلاء كتب محمد إبراهيم Mohamed Ibrahim Abo Zead "يعني فتح معبر رفح … تساوي حرب أمريكا .. ده كلام خطير من رجل مسؤول في الدولة.. ".

وأضاف "إننا لا نملك سيادة معبر رفح  دي كارثة بكل المقاييس .. فكل الكلام اللي فات من إن المعبر خاضع للسيادة المصرية و أنه لا إملاءات خارجيه يصبح ذر رماد و إنه كان كذب و تسكين للناس و تمرير المحرقة و المجاعة اللي بتحصل و تواطئ متعمد".

وتابع، "فرجل الدولة هذا بكلامه يؤكد إن القيادة السياسية و العسكرية راضخة لأمريكا و زفتائيل و إنها لا تريد أي خرق في هذا الجانب.. إزاي و إخواتك و أهلك جعانيين علي بعد أمتار منك و بيتقتلوا و بيذبحوا.. طب انتم و خايفين علي البدلة و الكرسي …سيبوها و احنا لا عيش لنا مع هذا الذل و الانحطاط .. لم أجد أكثر بجاحه و لا ضياع مروءة و نخوة من هذا القزم… و لا أدري بأي لسانٍ أو قم كتب هذه الكلمات أو لَفَظها.. أخزاك الله و من لَقنَكَ و من سارَ مَسيرَك".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=713854781469786&set=a.121105640744706

https://www.facebook.com/photo/?fbid=4112163239101614&set=gm.3156702308018535&idorvanity=693586890996768

https://www.facebook.com/photo/?fbid=122147774162603206&set=a.122104399898603206

وسخر حسن الحسنات  من تصريح مجاور قائلا: #حصحص_الحق #وظهرت_الحقيقة قال اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء : – * ندير الأمور بمنتهى الشجاعة والعقل، لن نفتح معبر رفح بالعافية ونضيع مصر بإدخالها في حرب مع أمريكا"، مستدركا "في حين قال ال سي سي أنه لم يغلق معبر رفح دقيقة واحدة.. وقال نفس الكلام مدبولي رئيس الوزراء المصري أن مصر لم تغلق معبر رفح وانه مفتوح على طول.. من الصادق ومن الكاذب منهم. وحتى يعلم العرب من الخائن ومن يشارك بإبادة الشعب الفلsطيني.".

اعتقال الداعين للتضامن

وظهر خلال الأسبوع الفائت 20 فتاة أمام نيابة أمن الدولة العليا، على ذمة قضايا تتعلق بجمع التبرعات لدعم قطاع غزة مع استمرار اختفاء فتيات وشبان ممن شاركوا في مبادرات تطوعية لمساندة الفلسطينيين، خاصة عبر توفير وجبات غذائية عبر ما عُرف بـ"تكايا غزة"، في مشهد يعكس حجم التضييق على العمل الإنساني والتضامني.

وهو ما بحسب حقوقيين "أدى إلى توقف العديد من الأنشطة الخيرية التي كانت تقدم وجبات يومية للفلسطينيين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023"، بحسب منصة جوار.

وبحسب منظمات حقوقية، بلغ عدد المعتقلين على ذمة قضايا أمن الدولة منذ أكتوبر الماضي نحو 173 شخصًا، جُلّهم اعتُقل بسبب مواقف علنية داعمة لفلسطين.

وتشمل الحالات متظاهرين تم توقيفهم خلال فعاليات نُظمت في القاهرة والإسكندرية، وفي محيط الجامع الأزهر، إضافة إلى أطفال وشباب رفعوا لافتات تطالب بفتح معبر رفح أمام المساعدات.

وتداول ناشطون أخيرا فيديو يظهر اقتحام مقر أمن الدولة في حلوان، ردا على اعتقال الداعمين لغزة وإغلاق معبر رفح من الجانب المصري مع استمرار منع دخول المساعدات الإغاثية لسكان القطاع المحاصرين.