تزايد محاولات الانتحار بسجن بدر3 .. وإدارة السجن تتجاهل استغاثة من السفير رفاعة الطهطاوي

- ‎فيحريات

عبّرت منظمات حقوقية عن قلقها حيال التعتيم المتعمد على الانتهاكات داخل سجن بدر 3،  ومن أخطر ما حذرت منه "تزايد محاولات الانتحار بشكل مقلق، فقد أقدم الطبيب الجراح سيد هيكل، وكذلك أمين الصيرفي وخالد سعيد مرسي (ابن شقيق الرئيس الراحل محمد مرسي)، والدكتور عبدالله شحاتة على محاولات انتحار متكررة نتيجة اليأس وتدهور الظروف.

وقال المنظمات في تقرير لها: إن "المهندس أسعد الشيخة حاول الانتحار ب"ابتلاع كمية كبيرة من الأدوية" عقب تدهور حالته الصحية بسبب الإضراب عن الطعام، وتم إسعافه بصعوبة وسط غياب الرعاية الطبية المناسبة.

 

وأصدرت، 13 منظمة حقوقية مصرية ودولية، بيانًا مشتركًا ضمن النداءات الحقوقية المستمرة في انتقاد سوء أوضاع الاحتجاز في سجن بدر 3.

وأعربت المنظمات عن تخوفهم مما قالوا: إنه "فرض تعتيم متعمد من قبل السلطة على ما يجري داخل السجن الذي يتعرض المحتجزون به لانتهاكات وصفها البيان بأنها إعدام بطيء عبر العزلة التامة والحرمان من العلاج والمعاملة اللا إنسانية. والذي قالت إن المحتجزين به معظمهم من المعارضين وسجناء الرأي".

وانقطعت أخبار المحتجزين في السجن تمامًا منذ أكثر من أسبوع، بعد تسريب تقارير عن محاولات انتحار وإضرابات عن الطعام، في وقت منعت فيه السلطات السجناء من حضور جلسات محاكماتهم بحجة تعذر إحضارهم، رغم أن المحكمة تقع داخل نفس المجمع الأمني، بحسب البيان الذي شملت قائمة الموقعين عليه المفوضية المصرية للحقوق والحريات ومركز النديم.

 

وتستمر داخلية السيسي بنفي البيانات التي تتناول أوضاع الاحتجاز في بدر 3، وباقي أماكن الاحتجاز، قال بيان المنظمات: إن "ما لا يقل عن 16 معتقلًا حاولوا الانتحار خلال الأسابيع الماضية، فيما اتهمت المنظمات السلطات باستخدام ظروف الاحتجاز كأداة للعقاب الجماعي، من خلال مصادرة المتعلقات الشخصية، والإبقاء على المعتقلين في زنازين ضيقة بإضاءة قوية وكاميرات مراقبة، ومنع التريّض والزيارات، معتبرة أن ذلك يرقى إلى التعذيب المحظور بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب وقواعد مانديلا".

 

 

https://www.facebook.com/ecrfeg/posts/pfbid034BKC4JoSxSi2FLiZkz9ZHFZpj6uGjNwXcTVv23Pfk3tcEWL1gRRhQDN8H7a6HDa8l

 

البلتاجي وعارف بحالة حرجة

وسقط الدكتور محمد البلتاجي مغشيًا عليه في زنزانته في واقعة ما تزال حالته الصحية بعدها مجهولة، كذلك نُقل الدكتور أحمد عارف إلى العيادة في حالة حرجة بعد انخفاض مستوى السكر في دمه إلى مستويات خطيرة، وأكد استمراره في الإضراب حتى زيارة لجنة حقوقية مستقلة.

ومن الحالات الأشد مأساوية، أقدم المعتقل خليل العقيد على محاولة انتحار بقطع شرايين يده بشكل عنيف استدعى خياطة جراحية بـ36 غرزة. كما تعرض المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان محمد أبو هريرة لتهديدات خطيرة بالتغريب إلى سجن الوادي الجديد في ظروف قد تعرض حياته للخطر.

لقد بلغ عدد المعتقلين الذين حاولوا الانتحار منذ بداية التصعيد الأخير داخل سجن بدر 3 ما لا يقل عن 16 معتقلًا، بعضهم أكثر من مرة.

وتتدهور الحالة الصحية لعدد آخر من الشخصيات السياسية البارزة مثل باسم عودة، خالد الأزهري، محمد سعد عليوة، وأسامة ياسين، دون أن يُسمح لهم بالحصول على الرعاية الطبية المناسبة أو النقل إلى مستشفيات مدنية.

ووثقت المنظمات تغييرات في القيادات المسؤولة عن إدارة سجن بدر 3، في محاولة واضحة للسيطرة على تسرب المعلومات المتعلقة بالانتهاكات الجسيمة، إلا أن هذه الخطوة لم تؤدِّ إلى تحسين أوضاع المعتقلين، بل رافقها تشديد أكبر في العزلة، ما يعزز المخاوف من أن الهدف ليس الإصلاح وإنما إحكام التعتيم والتغطية على الانتهاكات، وتؤكد المنظمات الموقعة أن تغيير الأشخاص لا يُعفي الدولة المصرية من مسؤوليتها القانونية والجنائية عن هذه الانتهاكات، بل يوضح أن الانتهاكات جزء من سياسة مؤسسية ممنهجة وليست تجاوزات فردية.

العقاب الجمعي

وأشارت شهادات موثقة أن إدارة السجن تعتمد أساليب ممنهجة من العقاب الجماعي لإذلال المعتقلين، إذ جرى حرمانهم من التريض والتهوية الطبيعية، ومصادرة أغراضهم الشخصية، وإبقاؤهم لفترات طويلة في زنازين ضيقة مع إضاءة قوية وكاميرات مراقبة على مدار الساعة. هذه الظروف ليست مجرد إهمال إداري، بل هي أدوات مقصودة للإرهاق النفسي والجسدي، تنتهك بشكل صارخ الكرامة الإنسانية وتحظرها القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد مانديلا).

وأكدت أن سياسة الحرمان من العلاج الطبي، ومنع الزيارات العائلية، وتجريد الزنازين من الحاجيات الأساسية، تمثل شكلًا من أشكال التعذيب والمعاملة القاسية التي يحظرها القانون الدولي، هذا النمط من الانتهاكات يعكس نية واضحة في استخدام ظروف الاحتجاز كسلاح عقابي جماعي، ما يرقى إلى المعاملة اللاإنسانية التي تُجرّمها اتفاقية مناهضة التعذيب.

 

 

المنظمات، التي رأت أن تغيير قيادات السجن مؤخرًا لم يكن سوى محاولة للسيطرة على تسرب المعلومات دون أي تحسن فعلي في الأوضاع، أشارت إلى أن هذا يدل على أن الانتهاكات سياسة مؤسسية ممنهجة وليست تجاوزات فردية، وطالبت بفتح تحقيق مستقل وشفاف، والسماح بزيارات عائلية وقانونية، ونقل الحالات الحرجة إلى مستشفيات مدنية، مع دعوة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التدخل العاجل لوقف ما وصفته بكارثة إنسانية وشيكة داخل السجن.

رسالة الطهطاوي

وتسرّب من داخل سجن بدر 3 رسالة مناشدة مسرّبة من السفـير محمد رفاعة الطهطاوي، المضرب عن الطعام بسجن بدر (3)، يطالب فيها بتشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية للتحقيق في أوضاع المعتقلين، قال فيها: "أنا السفير محمد رفاعة الطهطاوي، المحبوس في قطاع (2) بسجن بدر (3)، والمضرب عن الطعام منذ أكثر من 45 يومًا مع 58 من زملائي، احتجاجًا على ما نتعرض له من انتهاكات وتجاوزات جسيمة وحرمان من حقوقنا الطبيعية.".

وأضاف "بعد أن قامت وزارة الداخلية بنفي وجود إضراب عن الطعام أو محاولات انتحار بين المحبوسين في القطاع، في حين أن عدد محاولات الانتحار تجاوز 16 حالة، ومنهم من حاول الانتحار داخل قاعة المحكمة أمام القاضي، كما أن كافة أفراد القطاع الـ58 مستمرون في الإضراب عن الطعام منذ 45 يومًا، وبعضهم تم نقله إلى العناية المركزة بعد تدهور وضعه الصحي.".

وأكد أنه "حتى يقف الرأي العام المحلي والدولي على حقيقة ما يحدث، فإنني أطالب بتشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية لزيارة قطاع (2) بسجن بدر (3)، ترفع تقريرها إلى المفوضية السامية ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهذا ليس انتقاصًا من سيادة مصر أو استقواءً بهيئة أجنبية، لأن الأمم المتحدة منظمة دولية تمثل الإرادة المشتركة لكل الدول الأعضاء فيها، ومصر عضو مؤسس".

وأشار إلى أهمية مطلبه قائلا: " .. ونحن، عندما نطالب بالتحقيق في التزام النظام المصري بأحكام معاهدات حقوق الإنسان، فإننا بالتأكيد نطالب الحكومة باحترام الدستور والقانون.".

وأضاف، رئيس ديوان الجمهورية الأسبق "..أتوجّه برجاء خاص إلى الدكتور محمد البرادعي، بحكم وزنه السياسي ومكانته وما هو معروف عنه من نزاهة أصيلة، بأن يتفضّل برئاسة اللجنة المقترحة وأن يشملها بدعمه ورعايته، كما أرجو أن تضم اللجنة في عضويتها كلًا من السفير شكري فؤاد، والأستاذ جورج إسحق. (وكلاهما توفي قبل سنوات) ما يدل على الحالة المعلوماتية الحرجة التي يفرض السجان تغييبها عن المعتقلين!
 

وتوجه إلى الرجل الشريف السيد عون الخصاونة، رئيس وزراء الأردن الأسبق، والقاضي بمحكمة العدل الدولية بـ لاهاي، ورئيس مؤتمر فيينا للمعاهدات الدولية، أن يتفضّل برئاسة اللجنة ودعم مطلبنا في تشكيلها، إذا حالت الظروف بين الدكتور البرادعي ورئاسة اللجنة، فما أعلمه عنه أنه من قوم لا يردّون رجاء ولو كلفهم ذلك جهدًا ومشقة عظيمة.

وواصل 30 سجيناً سياسياً في سجن “بدر3” شرق القاهرة، إضرابهم المفتوح عن الطعام، احتجاجاً على ظروف الاحتجاز القاسية، التي لا تمتّ لأي معايير قانونية أو إنسانية بصلة، ويشمل الإضراب الذي بدأ منذ 20 يونيو الماضي، ويشمل أغلبه معتقلين من كبار المسؤولين السابقين وأعضاء في هيئات معارضة للنظام، من بينهم: السفير السابق رفاعة الطهطاوي، ورجل الأعمال حسن مالك، ود.محمد البلتاجي، ود.صفوت حجازي، ود.أسامة ياسين، والمحامي أسامة مرسي نجل الرئيس الشهيد د.محمد مرسي، وآخرون ممن قضوا سنوات طويلة في السجن دون محاكمة عادلة أو إجراءات قانونية منصفة.