تجارة المخدرات أصبحت تجارة مشروعة فى زمن الانقلاب بل ان عصابة العسكر نفسها تتولى استيراد المخدرات من الخارج وتقوم بتوزيعها على صبيانها فى الداخل ولا مانع من أن تقوم وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب من القاء القبض على بعض صغار التجار والمدمنين لخداع الشعب المصرى بأنها تقوم بدورها فى محاربة تجار هذه السموم .
ومع انتشار المخدرات فوجئ المصريون بمليارات الجنيهات تخرج من جيوب الشباب الغارقين في سموم المخدرات لتتحول في لمح البصر إلى قصور شامخة في القاهرة والجيزة وفيلات على أطراف المحافظات وشقق فارهة في قلب المراكز والقرى ما بين سيارات فاخرة وشركات وهمية ومعارض تجارية زائفة .
هكذا تكون رحلة المال الحرام من شوارع الاتجار إلى مكاتب الشهر العقاري ومن سوق السموم إلى استثمارات ظاهرها مشروع وحقيقتها جريمة مكتملة الأركان .
يشار إلى أن البيانات الرسمية كشفت أن قضايا غسل الأموال المرتبطة بالمخدرات كانت لا تتجاوز 250 مليون جنيه قبل خمس سنوات فقط ما يعني أن الرقم قفز أكثر من خمسة أضعاف ليصل إلى مليار وثلاثمائة مليون جنيه حاليا وهو ما يوضح حجم التوسع في هذه الظاهرة خلال فترة قصيرة .
وأكدت الإحصائيات ارتفاع أعداد المتعاطين بشكل ملحوظ ففي بعض المحافظات وصل معدل التعاطي بين الشباب إلى 7% بحسب تقارير رسمية ما يزيد من حجم الأموال المتدفقة ويؤكد ضرورة ضبط شبكات الغسيل قبل أن تتحول إلى إمبراطوريات اقتصادية موازية
قصر ضخم
فى هذا السياق زعمت وزارة داخلية الانقلاب أنها كشفت عن أضخم قضايا غسل أموال عرفتها السنوات الأخيرة حيث تجاوزت حصيلة المضبوطات المليار وثلاثمائة مليون جنيه في ضربات متلاحقة ضد أباطرة تجارة المخدرات وفق تعبيرها .
في إحدى قرى الدقهلية فوجئ الأهالي ببناء قصر ضخم يطل على أراض زراعية بسيطة لمزارعين محدودي الدخل.. القصر بني في عام واحد فقط وأصبح حديث الناس بعد أن ظهرت بجواره سيارات فارهة بينما مالكه معروف لدى الجميع بتاريخه في تجارة المخدرات.. هذه المفارقة تكشف كيف تتحول الأموال السوداء إلى مظاهر بذخ صادمة داخل مجتمعات ريفية بسيطة
تجارة المخدرات تواكب عمليات غسل الأموال حيق يفوم تجار هذه السموم بشراء عقارات وسيارات ومعارض تجارية لتوظيف أرباحهم الناتجة عن نشاطهم الإجرامي
غسل أموال
كما زعمت داخلية الانقلاب أنها ضبطت قضايا غسل أموال تجاوزت حصيلتها مليار وثلاثمائة مليون جنيه
هذه الأرقام تكشف كيف تتحول تجارة السموم إلى ثروات سائلة تغسل عبر شراء عقارات فاخرة وقصور وأراض زراعية في الدقهلية والمنوفية بالإضافة إلى استثمارات في معارض سيارات بمحافظات مختلفة وسيارات فارهة في القاهرة والجيزة والدقهلية والمنوفية وتنتشر آثارها وصولا إلى مراكز وقرى حيث يظهر الثراء المفاجئ في بيوت وأملاك لا تتناسب مع دخول أصحابها .
شبكات اتجار بالمخدرات
كشف بعض الدراسات أن هناك شبكات اتجار بالمخدرات في محافظات مختلفة ففي الدقهلية هناك شبكة من أربعة أشخاص غسلت ما يقارب مئتي مليون جنيه عبر شراء أراض وشقق سكنية وفي شمال سيناء تمكن عنصران إجراميان من غسل ثلاثة ملايين جنيه بتسجيل سيارات وشقق بأسماء مستعارة .
وفي الغربية أشارت الدراسات إلى أن مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص غسلت نحو مئة وسبعين مليون جنيه من تجارة المخدرات عبر أنشطة في تجارة مواد البناء ومعارض أثاث وبحسب بيانات رسمية بلغت القيمة الإجمالية للمضبوطات المالية والعقارية على مستوى الجمهورية أكثر من مليار وثلاثمائة مليون جنيه وهو رقم غير مسبوق في ملفات غسل الأموال المحلية .
وأوضحت أن تجار المخدرات يقومون بتحويل أرباح تجارة المخدرات إلى استثمارات متنوعة أبرزها شراء شقق فاخرة في القاهرة الجديدة وفيلات في الشيخ زايد إلى جانب تسجيل سيارات حديثة بأسماء أقارب لهم كما تم رصد استثمارات في محلات تجارية داخل الدقهلية والمنصورة حيث عمد أصحابها إلى إخفاء طبيعة الأموال الحقيقية .
عقارات وشقق فاخرة
ولفتت الدراسات إلى أن تجار المخدرات يعتمدون على خمس قنوات أساسية لإخفاء مصدر الأموال أولها شراء عقارات وشقق فاخرة ثانيها تسجيل سيارات حديثة ثالثها افتتاح محلات ومعارض تجارية رابعها إنشاء شركات وهمية خامسها استثمارات زراعية وصناعية صغيرة الهدف من كل ذلك هو تحويل عائدات تجارة المخدرات إلى أنشطة تبدو شرعية يصعب تتبعها .
وقالت إن البعض لجأ إلى استغلال الثغرات البنكية مثل فتح حسابات بأسماء أقارب أو استخدام شركات صورية لتحويل الأموال بين المحافظات قبل إعادة ضخها في أنشطة عقارية وذلك من أجل التحايل على الرقابة وإبعاد الشبهات عن مصادر الأموال غير المشروعة .
اقتصاد مواز
حول هذه الكارثة قال أستاذ الاقتصاد الدكتور أحمد فوزي إن خطورة غسل أموال تجارة المخدرات لا تكمن فقط في قيمة الأموال بل في قدرتها على خلق اقتصاد مواز يبتلع السوق الشرعي .
وأشار فوزى فى تصريحات صحفية إلى أن ضخ مئات الملايين في عقارات أو معارض سيارات يؤدي إلى تشويه الأسعار وإضعاف المنافسة الشريفة كما يفتح الباب لدوائر فساد يصعب السيطرة عليها على المدى الطويل .