يواصل الرئيس الأمريكى الإرهابى دونالد ترامب إشعال الحروب فى كل بقاع العالم فى الوقت الذى يرغب فى الحصول على جائزة نوبل للسلام.. ورغم أن تهديداته لفنزويلا لم تتوقف إلا أن العالم فوجى بإعلانه عن نيته لغزو نيجيريا بزعم أن المسيحيين يضطهدون فى هذا البلد.. وهكذا نصب هذا الرئيس المجنون نفسه مدافعا عن المسيحية ما يهدد بإشعال حرب صليبية جديدة ضد العالم الإسلامى
كانت تصريحات ترامب بشأن إمكانية إرسال قوات أمريكية إلى الدولة الإفريقية الكبرى نيجيريا قد أثارت تجدلاً واسعاً في العلاقات بين الولايات المتحدة ونيجيريا، في علامةٍ نادرة على توتر دبلوماسي بين الحليفين.
وقال ترامب، الذي أعاد نيجيريا إلى قائمة البلدان ذات الاهتمام الخاص بسبب ما وصفه بأنها تشهد أعمال قتل جماعي للمسيحيين إنه أمر وزارة الدفاع بتجهيز خطة تحرّك عسكري محتمل في حال لم تتخذ نيجيريا إجراءات فورية لوقف ما رأى أنه اضطهادٌ جماعي.
الاضطهاد الديني
فى المقابل ردت نيجيريا سريعا، على لسان وزير خارجيتها يوسف توغار، مؤكدة أن دستور البلاد لا يسمح بأي شكل من أشكال الاضطهاد الديني .
وشددت على أن الحرية الدينية وسيادة القانون هما من المبادئ الراسخة في الدولة الإفريقية الأكثر اكتظاظًا بالسكان.
جاءت تصريحات توغار خلال مؤتمر صحفي مشترك في برلين مع نظيره الألماني يوهان فاديفول، حيث نفى بشكل قاطع صحة الادعاءات التي رددها ترامب على منصات التواصل الاجتماعي، والتي زعم فيها أن المسيحيين يقتلون بأعداد كبيرة جدًا في نيجيريا.
وأضاف الوزير أن الحكومة النيجيرية لا يمكن أن تدعم أي اضطهاد ديني، محذرًا من محاولات تقسيم نيجيريا على أسس دينية أو قبلية، وأشار إلى تجربة السودان كمثال مأساوي على نتائج التحريض الطائفي.
صدمة في البنتاجون
تغريدات ترامب قلبت أولويات واشنطن وأحدثت صدمة داخل وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون.
فبحسب مصادر نقلتها وكالة رويترز، فوجئ مسؤولون عسكريون بأوامر الرئيس المفاجئة التي طالبتهم بـ"الاستعداد لعمل محتمل ضد نيجيريا".
أحد المسؤولين قال ساخرًا: نكتشف مثل هذه الأوامر في الوقت نفسه الذي يقرأها العالم على وسائل التواصل .
التهديدات العسكرية جاءت بعد يوم واحد فقط من إدراج إدارة ترامب نيجيريا على قائمة "الدول المثيرة للقلق بشكل خاص" في ما يتعلق بانتهاك الحريات الدينية، وهو قرار فسر بأنه استجابة لضغوط من جماعات إنجيلية نافذة في الداخل الأمريكي، وعلى رأسها القس غاري باور الذي زعم إنه من الطبيعي أن يتحرك الرئيس عندما يرى المسيحيين يُقتلون بلا رادع .
غارات جوية
ورغم أن ترامب لم يعلن عن خطة واضحة، فقد ألمح إلى إمكانية شن غارات جوية أو حتى نشر قوات برية، رغم أن نيجيريا تبعد أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر عن القاعدة العسكرية الأمريكية في جيبوتي، ما يجعل أي تدخل مباشر أمرا معقدا من الناحية اللوجستية والاستخباراتية.
من جهتها، نفت الحكومة النيجيرية أن تكون الهجمات التي تنفذها جماعات مثل بوكو حرام أو داعش-ولاية غرب إفريقيا موجهة ضد المسيحيين وحدهم، مشيرة إلى أن هذه التنظيمات تستهدف الدولة النيجيرية ككل وتقتل من جميع الطوائف .
سيناريوهات التقسيم
ويرى مراقبون أن هذه الأزمة تكشف عن التوتر المتجدد بين واشنطن وأبوجا، وتعيد إلى الواجهة سؤالا حساسا حول استخدام ملف "الاضطهاد الديني" كأداة سياسية في العلاقات الدولية. فبينما تصر نيجيريا على أن مشاكلها داخلية ومعقدة الجذور، يبدو أن إدارة ترامب تسعى لتوظيف البعد الديني في سياساتها الخارجية لكسب تأييد قواعدها اليمينية والدينية في الداخل.
وبينما تستمر نيجيريا في مواجهة تحديات أمنية واقتصادية وإنسانية ضخمة، يبقى الخطر الحقيقي كما يقول وزير خارجيتها ـ في أن يعاد إنتاج سيناريوهات التقسيم التي مزقت دولًا إفريقية أخرى تحت شعارات الدين والعرق .
خطاب شعبوي
فى هذا السياق رجحت مجلة فورين بوليسي أن السبب وراء حديث ترامب المفاجئ عن غزو نيجيريا يعود إلى دوافع انتخابية ودينية، وليس إلى استراتيجية أمنية مدروسة.
وقالت المجلة إن تغريدة نارية باتت قاب قوسين أو أدنى من إثارة أزمة دبلوماسية كبرى مشيرة إلى أنه في مطلع نوفمبر 2025، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" تهديدًا صريحًا بإرسال قوات أمريكية إلى نيجيريا، متوعدًا بـ"محو الإرهابيين الذين يضطهدون المسيحيين".
وأشارت إلى أن هذا التصريح أثار صدمة في الأوساط الدبلوماسية، خاصة أنه جاء دون تنسيق مع وزارة الخارجية أو البنتاجون.
واعتبرت المجلة أن هذا التصعيد الذي فاجأ المراقبين والخبراء والدبلوماسيين لا يعكس سياسة خارجية متماسكة، بل هو جزء من خطاب شعبوي موجه للقاعدة الإنجيلية المحافظة في الولايات المتحدة، التي ترى في ترامب مدافعًا عن المسيحية العالمية.
خطة عسكرية
ولفتت إلى أن ترامب استغل تقارير حقوقية غير مؤكدة حول اضطهاد المسيحيين في شمال نيجيريا، ليبرر تهديده العسكري محذرة من أن أي تدخل عسكري أمريكي سيكون كارثيًا في بلد منقسم سياسيًا وطائفيًا مثل نيجيريا .
كما حذرت المجلة من أن مثل هذه التصريحات قد تؤجج التطرف وتُضعف العلاقات الأمريكية الأفريقية موضحة أن هذا التصريح يمثل محاولة من ترامب لاستعادة الزخم الانتخابي تمهيدا لاستحقاق التجديد النصفي المقبل عبر قضايا رمزية، خاصة بعد تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي في ولايات الجنوب الأمريكي ذات الأغلبية الإنجيلية.
وأكدت أن ترامب لا يمتلك خطة عسكرية واضحة لغزو نيجيريا، وأن التصريح يندرج ضمن سلسلة من "التهديدات الرمزية" التي يستخدمها لتعزيز صورته كزعيم قوي، دون أن تترجم إلى سياسات فعلية.
