تساءل الكاتب الصحفي وائل قنديل، ساخرًا: أين كان الحزن النخبوي الهادر وعمليات الإبادة والتهجير القسري تطاول أكثر من 150 ألف مواطن مصري من سيناء، خلال ثلاث سنوات من الحرب السيسية/ الداعشية ضدها..
مضيفًا، في مقال له بـ"العربي الجديد"، أن كل المعطيات تنطق بأن "داعش" هو الفانوس السحري للسيسي، يحكه عند اللزوم، فيأتي المارد، يفعل له ما يريد.
مؤكدًا أن "هدايا "داعش" للسيسي، تتجاوز موقفه الخارجي، إلى مأزقه في الداخل، ذلك أنه داخل سرادقات الحزن على مأساة أقباط سيناء، يغطي النحيب على كوارث وعذابات، ليست أقل مأساوية، ويخفت الكلام عن جرائم نظام السيسي، لتسود نغمة أن "تنظيم الدولة" هو العدو للنظام وللشعب، معًا، من دون تفرقة في درجة العداء، وبما يعني، ضمنًا، أننا في لحظة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" ليصبح النظام، الذي يمارس داعشيته ضد الجميع، حليفاً للقوى السياسية، يدًا بيد، ضد الإرهاب الذي رباه النظام في مزارعه، وغذاه وسمّنه، وأطلقه يعربد، واستثمر عربداته في التفلت من جرائمه".
وختم "قنديل" مقاله مؤكدًا أنه في هذا المناخ المعبأ بألوان من الحزن التجاري، الذي يلعب فيه النظام دور النائحة المستثمرة، إلى جانب النائحة الثكلى، والنائحة المستأجرة، يحتفظ بيان يجري التوقيع عليه، صدر عن منظمات مجتمع مدني وأحزاب وشخصيات عامة، بكثير من الرجاحة والموضوعية، للعقل الجمعي، بعيداً عن الهستريا السائدة، وتختطف فريقاً بعيداً عن خط الاستواء الإنساني، فينهال بالتقريع والاتهام بالعمالة للنظام، لكل من يعبر عن حزنه لما لحق بمسيحيي سيناء، ويتعاطف معهم، وتذهب بفريق آخر إلى آخر تخوم الجنون، باسم الوطنية المزيفة، فيطالب أصحابه بتعليق المشانق لكل من يعارض السلطة. للمرة الألف: "داعش" والسلطة يد واحدة ضد الجميع.