إذا كان الحاكم سفيه جاء بالانقلاب ستكتب أكبر صحفية رسمية في البلاد أن عاصمة اليابان هي بكين، سقطة جديدة أثارت عاصفة دولية من الضحك والسخرية، عندما تصدر عنوان جريدة الأهرام الرئيسي إن بكين عاصمة اليابان، فيما رد الحساب الرسمي لليابان بالعربي رد عليه بإيموشن “يخربيت الواسطة اللي عينتكو مليتو البلد”!
وفي نهاية شهر إبريل الماضي تداول العاملون بمؤسسة الأهرام أكبر صحف الانقلاب العسكري، مستندًا موقعًا باسم نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام، عبد المحسن سلامة، يكشف عدة كوارث، من بينها أن مطبعة الأهرام تخسر قرابة 4 ملايين جنيه شهريا، فى حين تم الحجز عليها من قبِل التأمينات الاجتماعية.
وقال المستند الذي وقعه “سلامة” أن هناك تراكمًا للمديونيات والخسائر وصلت إلى مليار و693 مليون جنيه، طبقا لتقرير اللجنة المشكلة بقرار من الهيئة الوطنية للصحافة، ووجود فجوة تمويلية وصلت إلى 70 مليون جنيه شهريًا.
ويعد الجهل والكذب هو الصفة المميزة لإعلام انقلاب 30 يونيو، يقول الناشط عامر راشد:” اهو حاجة زي جريدة الأهرام والجرايد الرسمية وماسبيرو بيخسروا مليارات سنويا وعمرنا ما هنشوف حد بيطالب إنهم يتقفلوا ونستفيد بالفلوس دي في الدعم”.
وكشفت تحقيقات أجريت بعد عام من ثورة 25 يناير 2011، بشأن إهدار أموال مؤسسة الأهرام الصحفية أن قيمة الهدايا التي صرفت من ميزانية مؤسسة الأهرام خلال الفترة من عام 1984 وحتى عام 2011 تجاوزت ما يقارب 100 مليون جنيه، بدون وجه حق على نحو يمثل تسهيلا للاستيلاء على المال العام، وتربيحا للغير بدون وجه حق، وإضرارا عمديا بأموال المؤسسة.
وأكدت التحقيقات أن رؤساء مجالس إدارات مؤسسة الأهرام المتعاقبين قاموا بمنح رموز نظام المخلوع مبارك هدايا مادية وعينية باهظة الثمن تمثلت في أطقم أقلام ذهبية وساعات ذهبية ثمينة وكرافتات وأحزمة وحقائب جلدية ماركات عالمية, وأطقم ذهبية.
ومن الذين تقاضوا تلك الهدايا كان أبرزهم الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق، والدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، ومحمد سامي سعد زغلول الأمين العام لمجلس الوزراء الأسبق، ويسري الشيخ مدير مكتب رئيس مجلس الشعب الأسبق، وعلي هاشم رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير الأسبق، وأبو طالب محمود أبو طالب، وعبد الله كمال رئيس تحرير جريدة روزاليوسف الأسبق، والدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق، وسامي مهران أمين عام مجلس الشعب السابق، وأبو الوفا رشوان سكرتير المخلوع مبارك، هذا فضلا عن المخلوع مبارك نفسه.

الغريب أن مؤسسة الأهرام حققت خسائر غير مسبوقة ورغم ذلك انتهجت سياسة التوسع في الإغداق علي المحاسيب، و منها عقد الكاتب فاروق جويدة بنحو 40 ألف جنية شهريا في الثلاثين من نوفمبر 2011 ولمدة خمس سنوات نظير عموده اليومي رغم وجود عقد آخر له بالمؤسسة في العاشر من فبراير 2010 بنحو عشرة آلاف جنية شهريا ليصل إجمالي ما كان يحصل علية شهريا من المؤسسة 50 ألف جنية هذا بخلاف الحوافز السنوية وتحمل المؤسسة تكلفة علاجه السنوي بفرنسا.
ومن العقود المميزة أيضا عقد الكاتب صلاح منتصر بنحو 30 ألف جنية شهريا بالإضافة ما يحصل علية من المكافآت من قبل بعض إدارات المؤسسة مثل الإعلانات والحوافز السنوية وبدون العرض علي مجلس الإدارة أو الاعتماد من الشؤون القانونية بالمؤسسة، ومن عقود الحظوة أيضا عقد الكاتب أسامة الغزالي بنحو عشرة آلاف جنية شهريا فضلا عن كتاب آخرين مثل أسامة غيث وغيره ممن حصلوا علي عقود مميزة من مؤسسة الأهرام.
ولا تزال مؤسسات صحف العسكر – يطلق عليها القومية- تسبح في بحر من الخسائر وتخرج منه إلى محيطات من الديون وسط غياب أي “طوق نجاة” من العسكر أنفسهم أو حكومة الانقلاب مما جعل الآلاف من صحفييها وعامليها يصارعون الغرق إلى الآن.