يصر رئيس حكومة احتلال المهزوم بنيامين نتنياهو على عرقلة المرحلة الأولى ورفض البدء في تنفيذ البروتوكول الإنساني في غزة، وزاد الطين بلة برفضه الإفراج عن 620 أسيرا فلسطينيا مقابل أن الإفراج تحقق فعليا عن 4 رفات لجثث صهاينة و6 أسرى من جيش الاحتلال.
ويوظف نتنياهو الأسرى الفلسطينيين ورقة ضغط ضد المقاومة لتقديم المزيد من التنازلات، ما يضع دون جدال الكرة في ملعب الوسطاء وبالأخص مصر بحكم موقعها وحجمها التاريخي.
إلا ان الوسطاء ومعهم السعودية والأردن يستعدون لطرح خطة مصر لإعادة إعمار غزة، ولا يبذلون جهدا لتطبيق الشق الإنساني من الاتفاق الموقع بشكل غير مباشر بين حماس والاحتلال، ما رجح تحليلات تشير إلى أن العرب قد يكونون هم من يطلبون تأجيل تنفيذ هذا الشق للضغط على حماس عبر شعب غزة لتقبل بمخططهم الحقير.
ويبدو من كلا الطرفين الاحتلال وصهاينة العرب منذ العام 1948 أنهم يسعون للقضاء على الفلسطيني وقضيته واعتبار السقوط الاخلاقي والسياسي للنتنياهو ليس جديدا.
ولفتت حماس في تصريحات حصرية وغير حصرية أن “رفض “إسرائيل” لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين انتهاك خطير لاتفاق وقف النار الذي وقعه الطرفان بوساطة الوسطاء”.
وقال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع: “الاتصالات مستمرة مع الوسطاء المصريين والقطريين بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”، مضيفا أن “المرحلة الأولى من الاتفاق بعد أيام من التعثر بفعل عدم تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن الدفعة الثامنة من الأسرى الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن “أي أفكار جديدة قابلة للنقاش لتجاوز عرقلة الاحتلال للاتفاق وبما يضمن التزامه بكامل البنود الموقعة برعاية مصرية وقطرية”.
ودعت حركة المجاهدين الفلسطينية الثلاثاء “الوسطاء بالضغط على العدو لإلزامه ببنود الصفقة فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى والالتزام بالبروتوكول الانساني”.
وقال الثلاثاء أيضا رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين رائد أبو الحمص: “نطالب الوسطاء والمشرفين على عملية التبادل التأكيد على حماية الأسرى المحررين، ووقف التحريض عليهم”.
ونشر ناشطو التواصل نقلا عن القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، “..لن يكون هناك اي حديث مع العدو عبر الوسطاء في اي خطوة قبل الافراج عن الاسرى المتفق على اطلاق سراحهم مقابل الاسرى الاسرائيليين السته وعلى الوسطاء إلزام العدو بتنفيذ الاتفاق”.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن “أي حديث مع العدو عبر الوسطاء حول أي خطوات قادمة مرهون بالإفراج عن الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم، وعددهم 620 أسيراً فلسطينياً”.
وأكد القيادي في “حماس” سهيل الهندي أن “الاحتلال أخل باتفاق وقف إطلاق النار بعدم الإفراج عن الأسرى، وتنصل من تنفيذ بنوده” مضيفا أن “حماس ترفض التهديدات، ولن تتجاوب مع الضغوط، مُطالبًا الوسطاء بلجم العدو ومُشيرًا إلى أن شروط الاحتلال الجديدة تعجيزية”.
وأوضح “الهندي” أن حماس ملتزمة بالاتفاق ما دام الاحتلال ملتزماً به، مُحملًا الاحتلال مسئولية أي اخلال به.
وبالمقابل، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “الوسطاء يواصلون جهودهم لإنقاذ “صفقة الرهائن” حيث أبلغت “إسرائيل” الوسطاء استعدادها للإفراج عن دفعة الأسرى الفلسطينيين المجمدة منذ السبت الماضي إذا سلمت حماس جثامين “الرهائن” الأربعة من دون مراسم “الإذلال”.
ورافق التأجيل إعلان من البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية منخرطة في مباحثات وقف إطلاق النار وفعليا أجرى ويتكوف اتصالات متكررة مع كل من ديرمر المستشار المقرب من نتنياهو وكذلك مع الوسطاء في مصر وقطر والذين أبلغوه أن حماس لن تبدأ المفاوضات قبل الإفراج عن الأسرى كما هو متفق عليه.
وعلى مستوى منصة إكس قال رامي شاهين @ramyshahin: “الكرة الآن في ملعب الوسطاء (مصر وقطر)، والحقيقة دي فرصة إنهم يخرجوا من عباءة الوسيط المحايد ويرجعوا لمكانهم الطبيعي في الصراع ضد عدو يصر على إهانتهم حتى وهم يمدون له يد العون”.
https://x.com/ramyshahin/status/1893456473578958932
وأضاف إبراهيم حمدان @ibm_hmdn “اثبتت المقاومة بما لا شك فيه أنها مُفاوض عنيد على الحقوق، ولولا أن الضامن العربي يضغط عليها لما تنازلت قيد أنملة عن مطالبها، لكن يا دكتورنا كما تفضلت، وضعت المقاومة الكرة في ملعب الوسطاء الضامنين عندما افرجت عن 3 من الاسرى اول أمس بعد ان اعلنت انها اوقفت ذلك بسبب عدم التزام الكيان بتعهداته، ورغم ذلك أكملت التسليم بعد تعهد الوسطاء، الان على النتن ان ينفذ المطلوب وإلا سوف يدخل بصدام مع الوسطاء العرب على الاقل.”.
https://x.com/ibm_hmdn/status/1891068166895280224
من يلعب بمن؟!
وعلق د.أيسر @aysardmمتساءلا: “من يلعب بمن …؟ الوسطاء الضامنون.. ام النتن ….. المقاومة وضعت الأطراف في المواجهة مع بعضهم …وحسنا نفذت المقاومة دفعة التسليم يوم أمس حسب جدول الإتفاق… ولكن المقاومة وضعت الوسطاء الضامنون بموقع المواجهة مع النتن والتي أعطت للمقاومة الضمان والإلتزام بذلك …”.
وأضاف “الآن المقاومة تستطيع بذلك أن تلوح بوقف التسليم أو التأخير عن دفعة تسليم دفعة الأسرى القادمة … حتى يتم تنفيذ جميع ما تم الاتفاق عليه والاستحقاقات التي لم تنفذ …المقاومة متقدمة على حكومة النتن بذلك …ولا يسع الوسطاء إلا الضغط على إسرائيل والخروج بالإعلان عن ذلك إعلاميا …”.
وأشار إلى أن “تبجح النتن باختلاق الذرائع لن يفيده شيء إلا المزيد من السقوط السياسي والأخلاقي …والوسطاء في هذه الحالة لن يستطيعوا الضغط على المقاومة…