“الحرام”.. هندوسي يتزوج مسلمة على مذهب بن زايد في الإمارات!

- ‎فيعربي ودولي

في أعقاب نصب السلطات الإماراتية على طريق سريع بإمارة أبو ظبي تمثالاً ضخما لبوذا على جانب الطريق، أعلن عن خطوةٍ تحدث لأول مرّة في البلاد، وقفزت سلطات الإمارات على قوانين الزواج في الإسلام، التي تنصّ على أنه يحق للرجل المسلم الزواج بغير المسلمة، ولكن لا يحق للمرأة المسلمة الزواج برجل غير مسلم؛ حيث أصدرت الإمارات، شهادة ميلاد لطفلة من أب هندوسي وأم مسلمة.

وتزوج “كيران بابو” من “سانام سابو صديق” في ولاية كيرالا الهندية عام 2016، وكلاهما من المغتربين الهنود المقيمين في الإمارات، وجاء الزوجان إلى الإمارات عام 2017، ولم يواجها أية مشكلة في استصدار التأشيرات، إلا أنهما فوجئا بوضع غير متوقع عندما ولدت طفلتهما في يوليو الماضي.

قوانين الإسلام

وتُرك “بابو” دون أي خيار لأن الطفلة لم يكن لديها أي وثائق قانونية، وحاول قبل أشهر إخراج الطفلة مستغلاً العفو الذي صدر قبل أشهر عن المخالفين الراغبين في مغادرة الإمارات، لكن الطفلة حُرمت من الحصول على تصريح مغادرة لأنه لم يكن هناك بيانات أو رقم تسجيل لإثبات ولادتها.

وأشارت إلى أن أسرة الطفلة تلقت في 14 أبريل الجاري من السلطات الإماراتية، شهادة ميلاد باسم الطفلة أنامتا أكيلين كيران، في حالة هي الأولى من نوعها يتم فيها تعديل القاعدة، بحسب والد الطفلة، وهي المرة الأولى التي يتم إصدار هذه الشهادة، ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة الجديدة للإمارات انتقاداتٍ وردود فعل ساخطة تجاهها؛ نظراً لأنها تتجاوز قوانين الإسلام الخاصة بالزواج.

وبعد أن أغلقت حكومة الإمارات “مركز الفردوس” لرعاية المسلمين الجدد بالشارقة، الذي يدعو غير المسلمين للإسلام بأسلوب حضاري، وأسلم بسبه عشرات آلاف الوافدين الذي يشكلون غالبية سكان الدولة، وضعت أبوظبي حجر الأساس لبناء أول معبد هندوسي في الشرق الأوسط على مساحة 55 ألف متر مربع.

وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”، فإن تدشين المعبد جرى بحفل رسمي شارك فيه مسؤولو الدولة من أعلى المستويات؛ بينهم وزير التغيير المناخي والبيئة، ووزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، إلى جانب الرئيس الروحي لمنظمة “BAPS” الهندوسية، ماهانتسوامي مهراج، وسفير الهند لدى الإمارات، نفديب سينغ سوري.

القرار أثار غضبا في وسائل التواصل الاجتماعي عبّر عنه العديد من النشطاء الخليجيين تحت هاشتاج #بناء_معبد_هندوسي_في_أبوظبي، في غياب تام للصوت الإماراتي الشعبي المعارض، حيث تفرض الدولة رقابة شديدة على منصات التواصل.

أقدم مسجد

إشادة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، خلال زيارته للإمارات ببناء المعبد، ووصفه له بأنه “شهادة على التسامح” طرح العديد من الإشكالات حول مفهوم التسامح الذي تسعى أبوظبي لترويجه، والذي أشاد به ناريندرا عضو حزب “بهاراتيا جناتا” الهندوسي المتطرف، الذي هدم أتباعه أقدم مسجد في القارة الهندية.

فاطمة العاجي، الباحثة الحقوقية في مركز “هولندا للدراسات الدولية” بمدينة أمستردام، أشارت إلى أنه لا يمكن لعاقل أيا كان على وجه الأرض أن يقول إنه ضد التسامح، فكل الأديان السماوية جاءت بمنهجية التسامح باعتبارها أقصر الطرق للوصول إلى الخلاص.

واستدركت العاجي: “لكن أن يُستخدم التسامح دعاية للعلاقات العامة، ووسيلة للمتاجرة بحقوق الآخرين وبيع من لا يملك لمن لا يستحق فهذا هو التحايل على المصطلح”.

وتابعت قائلة: إن “بناء معبد للهندوس في بلد لا يوجد في مواطنيه هندوسي واحد أمر يمكن أن يفهَم على أنه مجاملة للشريحة الكبرى من الأجانب في الإمارات؛ حيث يصل عددهم إلى 2.6 مليون نسمة، أو 30% من سكان الدولة، لكن كيف يمكن أن نفهم في المقابل هدم الهندوس لمسجد البابري الذي هو أقدم مسجد في القارة الهندية، حيث يعيش 200 مليون مسلم هم أكثر من ربع سكان الهند الذين يشكلون 17٪ من سكان العالم؟”.

وتساءلت العاجي: “هل حاولت أبوظبي أن تطلب من الطرف المقابل أن يكون على نفس المستوى من التسامح المزعوم؟ الجواب لا يحتاج إلى الكثير من البحث في أرشيف الأخبار، فالتسامح الإماراتي والمصري والسعودي وصل إلى حد بيع حقوق الفلسطينيين في القدس، وحق العودة، والدولة المستقلة على أراضي 1967، فيما يتم تسريبه يوما بعد يوم فيما يعرف بصفقة القرن”.

وتابعت تساؤلاتها: “إذا كانت فلسطين قضية العرب والمسلمين المركزية يُتنازل عنها بهذه الطريقة المشينة، فهل ستطالب أبوظبي بحقوق مسلمي الهند وهي تجامل الهندوس على أراضيها؟”، مضيفة: “أستطيع أن أقول بكل ثقة إن هذا الذي يتم ترويجه ليس تسامحا؛ بل هو ذل وانكسار، وقد يحصل على تمجيد اليمين المتطرف في الغرب”.

مسجد بابري

يشار إلى أن مسجد “بابري” بُني في القرن الـ16 الميلادي بمدينة أيودهيا بولاية أوتار براديش شمالي الهند، وتعرّض للهدم عام 1992 من قبل متطرفين هندوس يزعمون أنه بُني فوق موقع ولد فيه “راما” الذي يعدونه إلهًا، وسمح رئيس الوزراء الأسبق، راجيف غاندي، في نوفمبر 1984، للهندوس بوضع حجر أساس لمعبد هندوسي في ساحة مسجد بابري، وتبع ذلك حكم صادر من إحدى المحاكم سمح بفتح أبواب المسجد للهندوس، وإقامة شعائرهم التعبدية فيه.

ويؤكد حزب رئيس الوزراء الهندي “بهاراتيا جاناتا” التزامه ببناء معبد مكان المسجد، وقد استغل هذا الموضوع لاستقطاب أصوات الهندوس لصالحه في الاستحقاقات الانتخابية، وفي نوفمبر 2010، اتهم تقرير حكومي سُرّب للبرلمان زعماء من المعارضة الهندوسية بأداء دور في تدمير مسجد بابري، وجاء فيه أن زعماء “بهاراتيا جاناتا” أدوا دورًا في التخطيط لتدمير المسجد.