عاد من صفيحة المخلفات أو من فريزر المخابرات العسكرية لا يهم.. إنه الإعلامي المزور توفيق عكاشة، المطرود من برلمان الدم المغضوب عليه لمدة عامين، وهو أيضًا من سارع باستضافة السفير الصهيوني في بيته الريفي وأطعمه بط وأوز وملوخية بالزبدة الفلاحي، ويستعد عكاشة أو “العكش” كما يحلو للنشطاء تسميته، للظهور مجددا بعد غياب دام عامين، وذلك قبيل أيام من بدء مسرحية انتخاب السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أواخر الشهر الجاري.
وقالت صفحة قناة الفراعين على فيسبوك: إن عكاشة سيظهر في برنامج بعنوان “كلام جديد” 14 مارس الجاري، وأضافت أن نجله إبراهيم الطالب بالسنة الرابعة في كلية الإعلام سيتولى مهمة تصوير وإخراج هذه الحلقات لتكون جاهزة للعرض، وليس معروفًا ما إذا كان عكاشة سيظهر عبر قناة الفراعين المتوقفة عن البث، جراء مديونيات لم تسدد لمدينة الإنتاج الإعلامي، أم سيظهر من خلال قناة أخرى.

قنبلة دخان!
ويعد عكاشة أحد أبرز الأذرع الإعلامية للسفيه السيسي، ولعب دورا لافتا في التحريض على جماعة الإخوان والانقلاب على د. محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، منتصف عام 2013، وفي 2 مارس 2016، أسقط برلمان الدم، عضوية عكاشة على خلفية استضافته السفير الصهيوني بمنزله في القاهرة، لكن تقارير أشارت إلى تجاوزه الخطوط الحمراء في ما يتعلق بعلاقاته بالأجهزة السيادية.
وقالت مصادر مطلعة إن مدير مكتب السفيه السيسي، اللواء عباس كامل، هو الذي أدار معركة الإطاحة بعكاشة، ليس من البرلمان فقط، ولكن من الحياة السياسية بشكل عام، وإن كامل هو الذي أعطى الضوء الأخضر لأجهزة سيادية بالسماح لعكاشة بلقاء السفير الصهيوني، ليتم بعد ذلك مهاجمته إعلاميًا.
وتقول المصادر إنه “كانت هناك أجهزة تستخدم عكاشة خلال مرحلة حكم الرئيس مرسي، إلا أنه تصوّر بذلك أنه أكبر من هذه الأجهزة وأنهم لا يقدرون عليه”، وتابعت أن “عكاشة حاول أن يلعب لعبة كبيرة مع عباس كامل، عندما خرج في وسائل الإعلام وهاجمه بشدة، وقال علانية إنه هو من يدير الإعلام، وإنه سيكون سببًا في إفشال السيسي”.
وفي وقت سابق قضت محكمة جنح مدينة نصر بحبس عكاشة، سنة مع دفعه لـ5 آلاف جنيه كفالة بتهمة تزوير شهادة الدكتوراه، وربط ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بين عودة عكاشة، وحاجة العسكر لدفع الناخبين للتصويت في الانتخابات الرئاسية أيام 26 و27 و28 من الشهر الجاري، خاصة البسطاء والفقراء من مشاهدي عكاشة.
ويخشى العسكر من تأثير دعوات المقاطعة، وغياب طوابير الناخبين أمام لجان الاقتراع؛ ما يعني فضح شعبية السفيه السيسي التي لا توجد إلا في شاشات الفضائيات فقط، وتحول السباق الانتخابي المحسوم سلفا وفق مراقبين إلى مسرحية هزلية.
حيلة عباس كامل
اشتهر عن “عباس كامل” بأنه المُحرك للآلات الإعلامية يُمهد لقرارات الانقلاب، ويغتال المعارضين واحدًا تلو الآخر، يتعامل مع الإعلاميين بمنطق الإله، يرفع من يشاء، ويُقصي من يشاء، وقتما يشاء، أبرزهم كان “عكاشة”، الذي كان له هو الآخر دورًا لا يُنكر في الدعاية للسفيه السيسي في أوساط العامة والطبقة الأمية، كما تواترت الأنباء عن قرب عكاشة من المصادر الاستخباراتيه، وأكد بنفسه تلك المعلومات مُفتخرًا ذات مرة.
واليوم قرر كامل عودة عكاشة للاستفادة من شريحة جمهوره “الجاهل” للرقص أمام اللجان وإنقاذا للسفيه السيسي، بعدما أسقط في السابق عضوية برلمان الدم عن عكاشة، في هجوم شرس عليه من إعلاميين محسوبين على المخابرات الحربية، وفي مقدمتهم خالد صلاح، الذي شن حملة واسعة لإسقاط عضوية ما وصفه بـ”نائب التطبيع”، عبر فضائية “النهار”، وموقعيه الإلكترونيين “اليوم السابع”، و”برلماني”، وهو ما يؤكد أن قرار الإسقاط جاء بأمر من المخابرات العسكرية، تلقفته الأذرع الإعلامية.
وعُرف عن عكاشة قربه من الأجهزة الاستخبارية، خصوصًا خلال فترة المرحلة الانتقالية الأولى، وعهد الرئيس المنتخب محمد مرسي، وكان يعلن ذلك صراحة من دون خجل، إلا أنه شعر بتعمد إقصائه عن المشهد لصالح آخرين، فيما يرى أنه قدّم تضحيات للعسكر أكثر منهم، ما جعله يشعر بالغضب، وظهر ذلك في أدائه تحت قبة البرلمان.
وسُجن عكاشة لمدة أسبوع، على خلفية حكم صادر بحقه قبل الانتخابات الأخيرة، في ما بدا تحذيرا له من عباس كامل الذي عوّل على جماهيرية عكاشة في وقت سابق، وقدرته على إقناع وحشد البسطاء، ونزولهم الشارع في الانقلاب على الرئيس مرسي، والعودة مرة أخرى لحشد نفس الجمهور أمام اللجان لتأييد السفيه السيسي.