بثت قناة “مكملين” الفضائية، في وقت سابق من هذا الشهر، تسريبات مسجلة لجريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تكشف محادثات لضابط من المخابرات الحربية، يوجه إعلاميين وفنانين مصريين، وبين إنه إذا أصر الفريق أحمد شفيق على الترشح للرئاسة سيجرى “لعن أسلافه”.
وطلب ضابط المخابرات من إعلاميين تحضير تسجيلات قديمة لشفيق تظهر تواصله مع جماعة الإخوان تمهيدا لبثها إذا إصر على الترشح، كما طلب من فنانات إجراء مداخلات لإعلان دعم السفيه السيسي لانتخابات الرئاسة القادمة.
وأعلنت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن رئيس وزراء مصر الأسبق، أحمد شفيق، انسحب مجبرا من مسرحية الرئاسة في 2018.
وفي إحدى تلك المكالمات، حذّر ضابط يدعى أشرف الخولي، أحد مذيعي التليفزيون من مهاجمة شفيق في برنامجه لأن الحكومة “ما زالت تجري محادثات” معه.
ولفت إلى أن تسجيل الضابط يقول: “إذا قرر (شفيق) أن يكون معنا، فهو أحد القادة السابقين للقوات المسلحة، هل فهمت؟”. ولكن إذا لم يفعل ذلك، “سنلعن أسلافه”.
الثالثة عنان
يبدو أن فشل مسار تعديلات دستور الانقلاب، وتمديد فترة الرئاسة أمام السفيه السيسي، دفع سلطات الانقلاب إلى قبول إجراء مسرحية الانتخابات الرئاسية في 2018، لكن بعدما أفرغها من أي مضمون، لتصبح في جوهرها عملية استفتاء على ترشيح السفيه السيسي.
ولا يبدو سامي عنان، رجل المخلوع مبارك البارز ورئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، بعيدًا عن الصراع الدائر بين الجنرالات، فالرجل الذي سعى جاهدًا إلى الترشّح لمسرحية انتخابات الرئاسة، واجه هجومًا شرسًا من القنوات الفضائيّة الموالية لانقلاب السيسي، وتهديدات بـ”فتح ملفاته القديمة”.
وتظهر شواهد عدة من العداء المكتوم بين السفيه السيسي وعنان، أبرزها عدم دعوة الأخير إلى أي من احتفالات القوات المسلحة، منذ تولي السفيه السيسي حقيبة وزارة الدفاع، على الرغم من دعوته لوزير الدفاع الأسبق حسين طنطاوي، بالإضافة إلى مسارعة السفيه السيسي للتأكيد على أنّ القوات المسلحة لا تدعم أيّ مرشح للرئاسة، صباح إعلان عنان عزمه خوض سباق الرئاسة.
ولم تتأخر بعض الصفحات الداعمة لعنان، على مواقع التواصل الاجتماعي، في الهجوم على السيسي، واتهامه بالضلوع في كوارث عدّة منذ اندلاع ثورة يناير، بصفته رئيساً أسبق لجهاز المخابرات الحربية، على غرار كشوف العذريّة، والتعذيب داخل المتحف المصري، وتفجير خطوط الغاز والعمليات النوعية داخل سيناء.
بدوره، لم يتأخّر السفيه السيسي في الردّ عبر أذرعه الإعلامية، متهماً عنان بأنّه “المرشّح المستتر لجماعة الإخوان في انتخابات الرئاسة، والمسئول الأول مع طنطاوي عن وصولهم إلى حكم مصر”!
