“اللي هيقرب منها هاشيله من على وش الأرض”، لم يكن السفيه عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، يمزح عندما نطق هذه العبارة التي نقلها حرفيا من كتالوج الطغاة، الذين تتشابه نهاياتهم حتى إنها تكاد تكون واحدة، الاختلاف في التفاصيل فقط كما يقول التاريخ.
يقول المحلل السياسي “حاتم عزام”، تعليقًا على محاولة اغتيال المستشار هشام جنينة: “بهذا الشكل البلطجي الذي لا تخفى دوافعه السياسية على أحد.. ليس ببعيد عن البلطجة التي تُمارس ضد من يفكر في الترشح لمنصب الرئاسة، يعبر عن شريعة الغاب وعصابات المافيا لا الدّول.. أي كرامة لمصري؟! وأي مشهد نصدره للعالم عن مصر؟!”.
وربما كان المستشار جنينة أوفر حظًا من رفيقه المستشار هشام بركات، الذي تم اغتياله من قبل سلطات الانقلاب بدم بارد، وجاء على لسان زوجة المستشار “جنينة” أنه أخبرها قبل الإغماء عليه بالقسم، أنه “تعرض لمحاولة اختطاف ولما استنجد بالمارة اعتدوا عليه شروعا في قتله، وهو الآن ينزف وممنوع إسعافه”.

قاتل من أيام رابعة
تقول الناشطة ندى مصطفى: “بالنسبة للناس اللي عاملة مصدومة من واقعة الاعتداء على المستشار هشام جنينة، اللي عمل كده هو نفسه المجرم اللي بدأ حكمه الفاشي بقتل وحرق أكثر من 2000 مصري في ميدان عام، وبنى 12 سجنًا عشان يعتقل فيهم 60 ألف مصري!”. وتضيف “لن تتخلص مصر من هذا الخنزير إلا بثورة حقيقية منزهة عن كل مصلحة”.
ويكمل الناشط الحقوقي مجدي كامل بالقول: “دي محاولة اغتيال، وحسب ما أنا شايف السيسي مكانش عايز يقتله، ده بيوصله رسالتين بس سيب القضية عشان أنت فضحت فسادنا لما كنت رئيس لجهاز المحاسبات..سيب سامي عنان واعتزل السياسة، وأنا رأيي أنه حيصر على استكمال المشوار ولازم كلنا ندعم هشام جنينة”.
ويرى مراقبون أن ما حدث مع المستشار هشام جنينة رسالة مفادها أن السيارة التي قامت بصدم الرجل في التجمع، ونزل منها بلطجية وضربوه بالسنج والمطاوي جاهزة تعمل حادثة ثانية في أى مكان في مصر مع أى مسئول أو شخص يقف ضد نظام السيسي، ولو لم تكن مصر محتلة بالفعل من دولة العسكر، لكان قسم الشرطة الذي يحتجز المستشار جنينة محاصرا بسيارات البث المباشر وبمئات الصحفيين.
يقول الإعلامي أحمد منصور: “إصابة هشام جنينة الوكيل القانوني للفريق سامي عنان في اعتداء بالسلاح الأبيض.. نظام السيسى يتجاوز أساليب البلطجة إلى قتل كل من يساعد مرشحا على الوقوف ضده”.
اعتقال عنان
وأثار إقدام سلطات الانقلاب على اعتقال الفريق سامي عنان، قائد أركان القوات المسلحة الأسبق، والمرشح في مسرحية الرئاسة، على خلفية اتهامه بالتزوير ومخالفة القواعد العسكرية، المخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى دخول مصر مرحلة خطيرة من الاضطراب.
واعتبر سياسيون أن نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أغلق أي باب للتغيير السلمي عن طريق صندوق الانتخابات، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات عديدة، منها التغيير الثوري، وقد يشجع على لجوء بعض الأطراف إلى العنف كوسيلة للتغيير.