باحث فرنسي يُفسر حقد السيسي على الإخوان

- ‎فيتقارير

يثير السلوك العدائي من قِبل عسكر الانقلاب ودولة الإمارات ضد جماعة الإخوان المسلمين، العديد من التساؤلات حول الأسباب المُحركة لهذه الحالة من العداء الذي تمت ترجمته سياسيًا وماليًا وإعلاميًا، وتزداد الحيرة أكثر للمهتمين بهذا الملف عند العلم أن تصنيف خطر الإخوان لدى الإمارات يفوق خطر النووي الإيراني، وفقًا لمراكز دراسات أمريكية!.

ولأنه “إذا خاصم فجر” و”إذا عاهد غدر”، جعل ذلك الباحث الفرنسي ستيفن لاكروا، المتخصص في الشأن العربي، يبحث في دموية عداوة السفيه عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، ويربط تلك الخصومة بشركائه الإماراتيين الداعمين له في الإجرام.

وقال « لاكروا»، وفقًا لحواره المطول مع موقع “لوريان 21″: إن جميع سياسات الإمارات وكل تحركاتها بالمنطقة، بداية من دعم الثورات المضادة للربيع العربي وانتهاء بحصار قطر، تهدف جميعها إلى هدف واحد يسعى إليه “عيال زايد”، وهو القضاء على الإسلام السياسي وإقامة منطقة عربية محصنة ضد ثورات الربيع العربي.

ومجددًا يعود الحديث عن الدور الإماراتي في إعداد الانقلاب العسكري الذي قاده السفيه عبد الفتاح السيسي، عندما كان قائدًا للجيش في مصر، ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي وتنفيذه ودعمه؛ وذلك في وقت تشارك فيه أبو ظبي في حصار قطر، فضلا عن أدوار مشبوهة لها في اليمن وليبيا ولبنان، ومن قبلهم سوريا.

عداوة الإخوان

وبحسب الباحث، يقوم مشروع الإمارات سياسيًا بالمنطقة على أساس “حرب لا هوادة فيها على الإسلام السياسي، وقودها حقد خاص وشديد على حركة الإخوان المسلمين التي ينصبها رجل أبو ظبي ولي العهد محمد بن زايد عدوا له، بينما يقوم المشروع اقتصاديًا على تحويل الشرق الأوسط إلى سوق كبيرة تتاجر فيها بحرية”.

ورغم أن السعودية متحالفة مع الإمارات في الأزمة مع قطر وفي الحرب اليمنية، فإن الدوافع مختلفة، إذ يرى الكاتب أن السعودية مهووسة بإيران وتحارب ضد توسعها، ولكن الإمارات تشاركها في ذلك على سبيل المجاراة لا القناعة، وبالمقابل تجاريها السعودية في الأزمة مع قطر.

واعتبر الباحث أن الصراع الحقيقي هو بين قطر والإمارات “المتشابهتين في كل شيء”، بسبب الخيار السياسي الذي تنتهجه كل منهما، إذ أن المشروع الإماراتي على النقيض من المشروع القطري، يقوم على القضاء المبرم على حركة الإخوان، خلافًا للسياسة القطرية في المنطقة العربية.

ويرى مراقبون أن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت الربيع العربي وصعود الإخوان في مصر، وهذا ما شكل كابوسًا مفزعًا لمحمد بن زايد، ولأغلب أنظمة الخليج؛ لأن مصر ليست حدثًا عابرًا، وصعود الإخوان كان سيترك انعكاسًا إصلاحيًا وديمقراطيا هائلا على كل المنطقة العربية.

الطعنة الإماراتية

الكلام عن عداوة عسكر الانقلاب لجماعة الإخوان، مرتبط بالحديث عن تدخل أبو ظبي لدعم الانقلاب في مصر، وهو ما عاد للواجهة بعد تصريحات أدلى بها وزير الدولة لشئون الدفاع القطري خالد العطية، وأشار فيها إلى دور الإمارات في إفشال جهود جرت بعد وقوع الانقلاب مباشرة، وكانت تهدف إلى حل الأزمة بطرق سياسية حقنًا للدماء.

العطية لفت، في حوار مع برنامج “الحقيقة” الذي بثّه تلفزيون قطر الرسمي، نوفمبر الماضي، إلى وجود تحركات آنذاك للتفاوض على فض اعتصامات مؤيدي الرئيس المنتخب محمد مرسي، وترتيب المشهد السياسي، وتجنب إراقة الدماء، مشيرًا إلى دور إماراتي كبير في إفشال هذه الجهود.

من جانبه أكد الدكتور عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الدكتور هشام قنديل، خيانة الإمارات، لافتا إلى أن وزير الدفاع القطري أخبره بأن “الشاطر ثار في وجه ويليام بيرنز وعبد الله بن زايد، وقال لهما إن مصر كانت تسير في طريق الديمقراطية قبل أن تدعموا هذا الانقلاب”، وهو ما أكده العطية في مقابلته.

وأكد “دراج” أن العطية أخبره بأن “الشاطر ثار على الوزير الإماراتي تحديداً، وقال له إن الإمارات كانت دائمًا تؤكد دعمها لرغبة المصريين ولمسيرة مصر الديمقراطية، وها أنتم تدعمون انقلابًا عسكريًا على خيار الشعب المصري”.