بلومبرج: ترامب لن ينقذ ديكتاتوره المفضل السيسي بعد الآن لهذه الأسباب

- ‎فيتقارير

يواجه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي عدة تحديات داخلية وخارجية، لكنه لا يستطيع الاعتماد على أمريكا لحلها، حيث نشرت شبكة “بلومبرج” الأمريكية مقالا يقول إن المنقلب عبد الفتاح السيسي، الدكتاتور المفضل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يستطيع الاعتماد بعد الآن على واشنطن لإنقاذه من مشكلاته.

وفي المقال الذي حمل عنوان “السيسي يعاني من تحول مذهل في الأقدار”، يرى الكاتب “بوبي غوش” أن المنقلب السيسي يواجه عدة تحديات في الوقت الحالي بعد أن مثّل العام الماضي أفضل عام في حكمه.

وكان السيسي يتمتع بدعم حماسي لأهم حلفاء مصر الأجانب وهما: الولايات المتحدة والسعودية، حيث قال عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يقوم “بعمل عظيم”.

ومثل معظم المنطقة، تعاني مصر الآن من جائحة فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط، وعلى الرغم من المساعدة الجديدة المقدمة من صندوق النقد الدولي، سيستمر اقتصادها في التعثر، برأي الكاتب، إذ تباطأ النشاط التجاري، الذي كان بطيئًا بالفعل قبل تفشي الوباء، بشكل أخطر وأوسع.

ويضيف الكاتب أن “يأس” الحكومة المصرية من الموقف الاقتصادي يتضح جليا من خلال جهودها لاستئناف السياحة، رغم التوقعات باستمرار تصاعد حالات الإصابة بالفيروس.

وبالإضافة إلى التحديات الداخلية يقول الكاتب: إن السيسي يواجه الآن زوجًا من تحديات السياسة الخارجية أيضا على حدود مصر، ربما يكونان السبب في أن يكون عام 2020 أصعب أعوام حكمه: فهو يدعم الجانب الخاسر في الحرب الأهلية في ليبيا، بينما تفشل مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا مما ينهى الآمال في حل هذا النزاع المرير حول المياه.

ومما يزيد الطين بلة، كما يرى الكاتب، هو أن المنقلب السيسي لا يستطيع أن يتوقع مساعدة تذكر من “معجبه” في البيت الأبيض، حيث يمثل انهيار المفاوضات بشأن سد النهضة فشل الوساطة الأمريكية، بعدما حاولت وزارة الخزانة الأمريكية التوسط بالمفاوضات، ومن غير المرجح أن يولي ترامب الأمر الكثير من الاهتمام في ظل مشكلاته الداخلية المتعددة ووسط حملة إعادة انتخابه.

وبالنسبة للشأن الليبي، يبدو أن الرئيس الأمريكي توصل إلى تفاهم مع تركيا التي تدعم الجانب الآخر في الحرب الأهلية.

مواطنون ليبيون يرفضون التدخل المصري في ليبيا

ولا يمكن للسيسي أن يأمل في الكثير من النجاح مع المملكة العربية السعودية، فعلى الرغم من أن السعوديين توسطوا في اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا عام 2018، إلا أن السعوديين لم يكن لهم أي تأثير يذكر على مفاوضات سد النهضة، كما أن العلاقات السعودية التركية تعد “معادية” بشكل علني، وبالتالي فمن المستبعد أن تقوم الرياض بأي دور في تخفيف المواجهة بين القاهرة وأنقرة بشأن ليبيا، وفق الكاتب.

ورغم أن مصر ليست بلا أصدقاء في ليبيا، فليس من الواضح ما إذا كان داعمو اللواء المتقاعد خليفة حفتر الآخرين، لا سيما الإمارات العربية المتحدة وروسيا، سيعززون من دعمهم له في حال اقتحمت قوات حكومة الوفاق الليبية، بمساعدة الأتراك، الميناء الاستراتيجي سرت.

وكان قائد الانقلاب السيسي قد زعم أن سرت هي “خط أحمر”، مما يشير إلى أن مصر ربما تتدخل بشكل مباشر في حال وصول قوات الوفاق وتركيا إليها. وربما يستجيب الإماراتيون، الذين لا يقلون عداءً لتركيا عن السعوديين، لضغط الموقف؛ بينما لا تستطيع روسيا استعداء الأتراك في ليبيا، فهي متحالفة معهم في سوريا، وفق تحليل الكاتب.

ويرى الكاتب أنه ربما يضطر السيسي قريبا إلى اتخاذ قرار مصيري بشأن ليبيا، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبدو أنه بدأ في مشروع طموح لبناء الدولة في ليبيا، والحكومة في طرابلس حريصة على تعزيز انتصارها على قوات حفتر، واقتراح السيسي بوقف إطلاق النار قوبل “بالازدراء” من كل من تركيا وحكومة الوفاق، بحسب تعبير الكاتب.

لكن الأمور ليست على نفس الوتيرة الديناميكية في الجنوب، برأي الكاتب، وذلك رغم استعراض العضلات من قبل مسئولين مصريين والتنبؤات بنشوب حرب على مياه النيل، ولكن في حال تنفيذ إثيوبيا تهديدها بملء السد، فسيكون السيسي تحت ضغط للانتقام.

وكما لو أن هذين التحديين على صعيد السياسة الخارجية لم يكونا مرهقين بما يكفي للرئيس المصري، يلوح في الأفق تحد ثالث من الشمال، وهو ضم إسرائيل المقترح لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية.

ومصر في زمن المنقلب العميل السيسي تتمتع بعلاقات وثيقة مع إسرائيل، ومنها على سبيل المثال صفقة الغاز الطبيعي بقيمة 15 مليار دولار بين البلدين، والتي يرى الكاتب أنها أمل مصر في أن تصبح موردا رئيسيا للطاقة لأوروبا.

القاهرة لا تعارض قرار الضم، وبالتالي فإذا قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا في خطة لا تحظى بشعبية لدى المصريين، فقد يُطلب من السيسي الرد بشيء أكثر جوهرية من بيان للرفض شديد اللهجة.

وبالتالي، وفي ظل هذه الظروف كلها، يقول الكاتب إن احتمال أن يشغل السيسي منصب رئيس مصر حتى عام 2030 ربما يبدو وكأنه لعنة وليس نعمة.