الطريق إلى 25 يناير.. محطات فارقة في تاريخ الثورة

- ‎فيأخبار

تحل في الأيام المقبلة ذكرى ثورة 25 يناير، ويذكر الثوار أن مصر مرت بمجموعة من المحطات والأحداث التي مهدت للثورة، وجهزتت الشعب للحراك، حيث كانت ثورة تونس بمثابة شرارة الانطلاق التي شجعت على قيام الثورة وأن تحذو مصر حذو تونس على عكس ما كان يروج نظام المخلوع مبارك أن مصر ليست تونس.
إضراب عمال المحلة

من أبرز هذه المحطات كان إضراب عمال المحلة الكبرى الذي كان في أبريل 2008 والذي يعتبره كثيرون الشرارة الأولى لثورة 25 يناير، وقد فضت داخلية الانقلاب الإضراب وشنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف العمال وفي القاهرة تحدى الآلاف قانون الطوارئ بإعلان الإضراب العام استجابة لدعوة مجموعة من الشباب عبر الإنترنت يوم 6 إبريل.
انتخابات "عز"

كما كان للانتخابات البرلمانية التي جرى تزويرها على نطاق واسع دور كبير في تأجيج الغضب الشعبي، وقد وصل التزوير حد منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم، وفاز الحزب الوطني بـ97% من المقاعد وخلى البرلمان من المعارضة تقريبا ما دفع الخبراء لإطلاق مصطلح برلمان الصوت الواحد عليه.
وشكل 120 نائبا من المعارضة برلمانا موازيا وأقسم أعضاؤه الولاء للشعب في الشارع، وانعقدت في نفس اليوم أولى جلسات برلمان مبارك المزور، وقال وقتها المخلوع مبارك مقولته الشهيرة "خليهم يتسلوا".
ويتشابه برلمان الانقلاب في 2021 مع برلمان المخلوع مبارك في 2010، بداية من تسويد البطاقات الانتخابية وشراء الأصوات برعاية المخابرات والأمن الوطني، كما خلا كلاهما من المعارضة وأصبحا برلمان الصوت الواحد.
وقد انتخب أعضاء برلمان الانقلاب المستشار حنفي جبالي رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا، رئيسا للمجلس، بناء على اختيار المخابرات، وهو صاحب الحكم الشهير بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
تفجير "القديسين" وصفحة "خالد سعيد 

أيضا كان لتفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية في 2010 والذي راح ضحيته 20 و100 جريح، دور كبير ي إشعال الثورة، وأشارت أصابع الاتهام إلى الجهات الأمنية، وعقب الحادث دعت صفحة خالد سعيد لوقفة احتجاجية صامتة على الكورنيش، وخالد سعيد هو شاب مصري قتل على يد داخلية الانقلاب جراء التعذيب وتحول إلى أيقونة للثورة بعد إطلاق صفحة على "فيس بوك" تحمل اسم "كلنا خالد سعيد" والتي قادت الحراك في 25 يناير، وكذلك مقتل سيد بلال جراء التعذيب في الإسكندرية كان بمثابة سكب للزيت على النار.
وفي 9 يناير أطلقت صفحة كلنا خالد سعيد دعوة للنزول والتظاهر في ذكرى عيد الشرطة في 25 يناير، تنديدا بانتهاكات داخلية المخلوع مبارك، ودعم الاقتراح عدد كبير من أعضاء الصفحة الذين وصلوا إلى 250 ألف، وحدثت ثورة تونس وهرب زين العابدين بن علي وشهد الاقتراح إقبالا كبيرا ونزلت الحشود الغفيرة يوم 25 يناير وما بعدها بسبب تعاظم شعور المواطنين بالظلم وأن هناك عصابة تنهب خيرات مصر.
وقال إسلام الغمري، مسؤول الملف المصري بمركز حريات للدراسات السياسية، إن ما يحدث على الساحة السياسية في مصر الآن يشبه تماما إرهاصات ثورة 25 يناير، سواء على المستوى المعيشي للمواطن أو ما يتعلق بانسداد الأفق السياسي نتيجة تزوير الانتخابات البرلمانية وتغييب الأحزاب السياسية واعتقال الأصوات المعارضة.
أجواء الثورة

وأضاف الغمري، في مداخلة هاتفية لتليفزيون وطن، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حامي عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب محاصر الآن ولديه أيام معدودة في البيت الأبيض وربما يتم عزله قبل ذلك، كما أن حليفه نتنياهو يمر بأزمة سياسية داخلية ما يؤكد غياب الدعم الخارجي للسيسي والذي يمثل طوق نجاة له طوال السنوات الماضية.
وأوضح الغمري أن الأوضاع الداخلية مهيأة بشكل أكبر بكثير مما كانت عليه في 2011، فهناك حالة غضب شعبي كببر بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية بالإضافة إلى القبضة الأمنية لنظام السيسي وتكميم الأفواه ما يولد حالة من الانفجار والسخط الشعبي الكبير.
وأشار الغمري إلى أن الثورات تأتي بغتة كما أن الموت يأتي بغتة، وهؤلاء المستبدين يظنون أنفسهم في مأمن كبير وأن الثورات قد تجاوزها الزمن بينما تكون الثورات وحركة الشعوب أقرب مما تخيلوا، مضيفا أن سياسة القبضة الأمنية والترويع والترهيب كان لها دور كبير طوال السنوات الماضية ولكنها تؤخر الثورة ولا تمنعها إضافة إلى حاجة الشعب إلى مظلة سياسية أوسع يكون مقنع أن مرحلة الانتقال من عهد الانقلاب البشع إلى محطة آمنة وهذا يلقي بالمسؤولية على قيادات المعارضة المصرية.
ولفت الغمري إلى أن الانقلاب العسكري يخشي من ذكرى 25 يناير ويشعر بالفزع من أن ما حدث في يناير وأطاح مبارك يمكن أن يتكرر معه وحتما سيحدث، مؤكدا أن السيسي مرعوب من 25 يناير وما حدث في احتجاجات سبتمبر 2019 و2020 عقب دعوة الفنان محمد علي للتظاهر خير دليل على ذلك وأن حالة الغضب والغليان الشعبي متأججة وتحتاج إلى شرارة فقط لكي تنطلق الثورة.
وأعرب عن أمله في أن يتعلم الشعب المصري الدرس من احتجاجات سبتمبر في العامين الماضيين، وأن يكون له تحرك في 25 يناير الجاري بنفس درجة الوعي والإبداع التي حدثت في الاحتجاجات الماضية التي انطلقت في القرى والنجوع وابتعدت عن الميادين الرئيسية.      

 

https://www.youtube.com/watch?v=cvS25N6wtlI