سر القبض على حسن راتب.. تجارة الآثار أم استيلاء السيسي على باقي مشروعاته بسيناء بعد قناة المحور؟

- ‎فيتقارير

رغم أن واقعة القبض على رجل الأعمال حسن راتب واتهامه بتمويل تجارة الآثار التي يقوم بها نائب الحزب الوطني سابقا علاء حسانين هي جزء من استيلاء السلطة علي أموال رجال الأعمال لتمويل مشاريعها بعد إفلاسها، كما أنها اشتغالة واضحة كي ننسى سد النهضة مثل اشتغالات قضايا الاغتصاب الزوجي وفتيات التوكتوك وغيرها، إلا أن ربط إعلام السيسي بينه وبين الإخوان كشف تدليس السلطة.

الصحفية والناقدة الفنية حنان شومان قالت إن :"ما كتبته الصحف والمواقع عن علاء حسنين "بتاع الجن" وعجبا أنهم جميعا يكتبون أنه نائب برلمان الإخوان فالناس تعلق شوفتوا بتوع الإخوان .. كمية التدليس والجهل مرعبة علاء حسنين دخل مجلس الشعب من سنة الفين حزب وطني، وكمل والإعلام جرى وراه وعملوا منه ظاهرة والنبي يا جماعة تنسوا الإخوان.

وأضافت "مش كل جملة فساد لازم تكون إخوان ده صنيع نظام مبارك ،وإعلام الجاهلين زي الست ريهام ،أما حسن راتب برضه صناعة زمن مبارك ،وعلى فكرة فيه حرامية آثار ولهم تاريخ برضه دلوقت نجوم في عالم السياسة يعني الموضوع مستمر".

سر القبض عليه

يوم 20 يونية 2021، وخلال زيارة رجل الأعمال حسن راتب، لجامعته "سيناء" بمدينة العريش، نفى نفيا قاطعا نيته بيع الجامعة. وقال :"ما أُثير عن بيع جامعة سيناء هي محض إشاعات من أطراف تريد إثارة الأزمات، ولا يمكن التفريط فيها ولا بيعها".

https://www.facebook.com/sinaiunieg/posts/2911845192387852

لم تمر سوى 8 أيام حتى تم القبض عليه مساء 28 يونيو الماضي بدعوى اعتراف شقيق النائب السابق علاء حسانين المتهم بالتنقيب عن الآثار، أن حسن راتب يقوم بتمويل عمليات التنقيب والبحث عن الآثار بملايين الجنيهات.

خلال تحقيقات مكثفة مع راتب في نيابة زينهم، نفى كل ما نُسب له على لسان شقيق النائب حسانين ،واعتبره أكاذيب. ومع هذا استمر القبض عليه والتحقيق معه.

على الفور تراجعت أسهم بعض الشركات التي يمتلكها رجل الأعمال في سيناء مثل شركة أسمنت سيناء، التي هبطت أسهمها 8%، وبدأ المجلس الأعلى للجامعات بحث مستقبل جامعة سيناء كأن التهمة ثبتت في حق "راتب".

القبض على حسن راتب، المؤيد لنظام الانقلاب، جاء ضمن إجراءات مماثلة طالت عددا من رجال الأعمال المصريين خلال السنوات الماضية لأسباب مختلفة.

في مارس الماضي 2021 تم الضغط على حسن راتب؛ ليعلن عن بيع قناته "المحور" إلى شركة المخابرات (المتحدة للإعلام) ضمن خطة نظام عبد الفتاح السيسي لتأميم وسائل الإعلام المختلفة.

سادت بلبلة حول حقيقة البيع عقب كشف الصحفي المقرب من النظام مصطفى بكري، في تغريدة على تويتر أن قناة المحور جرى بيع 50% منها لرجل أعمال مقرب من المخابرات، و38% لشركة المخابرات و12% لشركة (نايل سات) ومدينة الإنتاج الإعلامي.

وأعلن محمد منظور عضو مجلس شيوخ الانقلاب عن حزب (مستقبل وطن) المقرب من سلطة الانقلاب :"إتمام مفاوضات شرائه قناة المحور رسميا 5 مارس 2021، فيما أشار متابعون إلى أن "منظور" مجرد واجهة لشركة المخابرات على حد وصفهم".

واختفى "راتب" فترة، وقيل إنه ذهب للإمارات هاربا أو غاضبا، ثم عاد قبل عدة أشهر.

لفت الأنظار قول الصحف المصرية 29 يونيو في خبر إلقاء القبض على "راتب" توصيفه بأنه "المالك السابق لقناة المحور"، بعد أسابيع من التساؤل هل تم بيع المحور ،ومثلها صحيفة المصري اليوم أم لا؟ ولماذا ذهب راتب للإمارات ما يؤكد إجباره على بيعها عُنوة.

تنسيق مع المخابرات 

القبض على راتب جزء من لعبة تقوم بها أجهزة السلطة المصرية ؛للقبض على رجال أعمال لابتزازهم، للتبرع لصندوق تحيا مصر ،الذي يشرف عليه السفاح عبد الفتاح السيسي مباشرة.

أو لرغبة المخابرات والجيش السيطرة على مشاريعهم لابتزازهم ماليا، مثل مالك شركة "جهينة" الشهيرة، صفوان ثابت، وصاحب محلات "التوحيد والنور" المنتشرة في مصر، سيد السويركي.

لكن المدهش في حالة "راتب" أنه واجهة لشركات المخابرات في سيناء، حيث يمتلك هناك جامعة سيناء ،وشركة أسمنت سيناء ،ومدينة سما العريش ،والشركة المصرية للسياحة ،ومؤسسة سيناء للتنمية وسما للتنمية الاجتماعية ،وهو رئيس جمعية مستثمري سيناء ورئيس الاتحاد المصري للصناعات.

هو بالتالي يعمل منذ سنوات طويلة بشراكة أو تنسيق مع المخابرات، كل مشروعاته في سيناء مثل الجامعة وشركة الإسمنت والقرى السياحية وغيرها، وحتى الصالون الثقافي الشهري الذي يدعو له كبار الشخصيات ليس بعيدا عن هذا التنسيق.

ويبدو أن ما حدث لراتب "قرصة أُذن"؛ لرفضه بيع مشاريع في سيناء لأجهزة السيسي السيادية كما فعل غيره من رجال الأعمال ،وفعل هو في حالة قناة المحور.

فالإعلام المصري المُوّجه ولجان المخابرات الإلكترونية ،قامت بالتزامن مع إعلان القبض على راتب بالقيام بحملة منظمة حيث وصفته صحف ولجان إلكترونية بأنه "أتى بالمتأسلمين والمتأخونين عبر شاشته التي يتستر خلفها، إخواني الهوى والهُوية، وأحد تجار الدين.

شماعة الإخوان.. كالعادة!

كما تم وصف النائب علاء حسانين الذي قيل إن :"راتب موّله بـ 50 مليون جنيه للتنقيب عن الآثار بأنه "إخوان ونتاج برلمان الإخوان" مع أنه من فلول مبارك وعضو برلمان منذ التسعينات.

ونشرت لجان السيسي صورا للرئيس مرسي مع نائب الحزب الوطني المتهم بسرقة الآثار علاء حسانين ،وصورا لراتب مع الشيخ الشعراوي للتدليل علي أنه إسلامي.

باختصار حسن راتب صاحب قناة المحور أخذوا منه القناة عُنوة ،وهرب للإمارات ثم عاد ولأنه رفض البيع مقابل مبلغ هزيل وله استثمارات في سيناء جامعة ومصنع إسمنت وقرية سما العريش والجيش يسعى للتكويش عليها قبضوا عليه بتهمة تمويل التنقيب عن الآثار، كما زعموا أنه من الإخوا؛ حتى اتهم، كالعادة، بالتنسيق مع الإخوان.

قبض عليه الآن بدعوى تمويل عمليات التنقيب غير الشرعي عن الآثار لا يستقيم مع علاقته بالجيش والمخابرات، لكنه يعكس صراعات مراكز قوى داخل النظام، أراد أحدها تأديبه ،وقد أجبره من قبل على التخلي عن قناة المحور التي كانت تمثل مصدر قوته.

حيث يتم إلقاء القبض على بعض رجال الأعمال من وقت لآخر يأتي في إطار ابتزاز النظام لهم، من أجل إجبارهم على التبرع لتمويل مشروعات السيسي بشكل مستمر.