المأزوم في ورطة.. واشنطن ولندن تعاقبان ماكرون وباريس لا تجد إلا الانسحاب

- ‎فيعربي ودولي

ما زالت الصفعات تتوالي علي وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الحلفاء الغربيين وأقرب الجيران، آخرها صفعة من سويسرا التي ألغت صفقة طائرات فرنسية واستبدلها بـ"إف 35" أمريكية و ماكرون يحتج ويلغي لقاء مع الرئيس السويسري، وألغت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي محادثات مع نظيرها البريطاني بن والاس، كان مقررا الأسبوع الماضي، وسط خلاف ناجم عن اتفاق أمني جديد بين بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا.

وأكد اللورد ريكيتس، السفير البريطاني السابق لدى فرنسا والذي كان من المقرر أن يشارك في المحادثات التي كانت ستستمر ليومين، أن الاجتماع قد تأجل إلى موعد لاحق.

وباريس غاضبة بعد أن وقعت أستراليا على اتفاقية "أوكوس" لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، انسحبت على إثرها من عقد كبير مع فرنسا لتصنيع غواصات تقليدية تعمل بالديزل والكهرباء.

وعلق رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قائلا "إن فرنسا ليس لديها ما يستدعي القلق بشأن الصفقة".

وأضاف في حديثه على متن رحلة جوية إلى نيويورك، حيث شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن "العلاقات الأنجلو- فرنسية لا يمكن محوها".

وقال للصحفيين "حبنا لفرنسا لا يمكن استئصاله".

وعلى صعيد الإلغاءات، ألغت فرنسا زيارة كانت مقررة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاء الرئيس السويسري إلا أن ماكرون قطع الاتصالات احتجاجا على إلغاء سويسرا صفقة شراء طائرات الرافال واستبدلتها بصفقة شراء طائرات أمريكية مقاتلة.
وأعلنت صحيفة لوماتان الفرنسية أن "الرئيس الفرنسي ماكرون أجل زيارة مقررة لسويسرا في نوفمبر القادم بسبب قرار سويسرا بإلغاء صفقة مقاتلات رافال".
وقدرت صفقة شراء طائرات رافال الفرنسية بقيمة تتجاوز 6 مليارات دولار، تضاف إلى 37 مليار يورو خسرتها باريس من إلغاء صفقة الغواصات مع أستراليا.

الانتخابات الفرنسية
وقال مسؤولون أمريكيون لواشنطن بوست إن "الخلاف مع باريس سببه سياسات ماكرون الداخلية الذي يسعى لإعادة انتخابه وبايدن يضغط لإجراء مكالمة هاتفية معه لإنهاء المشاحنات بين البلدين".
وقال مسربون إن "ولي عهد أبوظبي المعروف بتمويل الحملات الانتخابية لعدد من زعماء العالم الأوروبي أمر بوقف تمويل حملة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون للانتخابات القادمة.

اتفاق أمني
واتفاقية أوكوس التي تم التوصل إليها مؤخرا، والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة لمواجهة نفوذ الصين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، أنهت صفقة بقيمة 37 مليار دولار وقعتها أستراليا في عام 2016 مع فرنسا لبناء 12 غواصة تقليدية.

ووصف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان الاتفاقية بأنها "طعنة في الظهر وتشكل سلوكا غير مقبول بين الحلفاء والشركاء".

وفي خطوة غير مسبوقة تقريبا بين الحلفاء، أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باستدعاء سفيري بلاده في واشنطن وكانبيرا.

ودافعت أستراليا عن دورها في الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسط إدانة فرنسية.


تعليق الناشطين
ورغم أن عدم إتمام صفقة الرفال من قبل السويسريين علاوة على دخولها على خط المخاصمة إلى أنها تعني أن "طائرات الرفال التي حصلت عليها مصر حولها علامات استفهام كبيرة ،وتوصف بأنها اهدار للمال العام، بحسب الصحفي صلاح بديوي.
أما د. إسماعيل علي فذكر بأنه منذ عام قال ماكرون "الإسلام يعيش أزمة"، وقاد حملة كراهية أثيمة ضد المسلمين. وأوضح أنه "ومن يومها تتداعى الأزمات على فرنسا  وماكرون تحاصره المشكلات داخليا وخارجيا، حتى انهالت عليه الصفعات الأخيرة من الثلاثي الأمريكي البريطاني الأسترالي، ولحقت بهم سويسرا {وما يعلم جنود ربك إلا هو}".
وعلقت الإعلامية والمذيعة بقناة الجزيرة خديجة بن قنة قائلة "لم يتوقع ماكرون من الجارة الصغيرة سويسرا أن تفعل به ما فعله الأمريكان والأستراليون من إلغاء لصفقة شراء طائرات الرافال الفرنسية لصالح طائرات F35 الأمريكية، يعني صاروا أربعة الآن في صف الخصوم أمريكا وأستراليا وبريطانيا وسويسرا".
وكتب الخبير في الشأن التركي د.سعيدالحاج  "كان ماكرون يُمنّي النفس بأن يصبح قائد أوروبا بعد خروج ميركل من المشهد".

لكنه يواجه بمشاكل واحتجاجات داخلية، واعتراضات وخلافات في الاتحاد الأوروبي  والآن يوجه له الثلاثي الأمريكي – البريطاني -الأسترالي صفعة إضافية".