تدمر خلايا المخ وتسبب أمراضا خطيرة.. أطفال مصر يواجهون الموت بسبب “الإندومي”

- ‎فيتقارير

«الشعرية الجاهزة»  أو «الإندومي» إحدى الأكلات التي راجت خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بين الأطفال والشباب رغم أنها تمثل خطورة شديدة على حياة الأطفال ورغم التحذيرات الطبية من خطورة مادة «جلوتامات أحادي الصوديوم» إلا أنه يتم السماح لشركات الإندومي بمواصلة عملها غير عابئة بالتحذيرات الصحية خاصة بالنسبة للأطفال.

كانت دراسات طبية أجرتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية قد كشفت أن "الشعرية الجاهزة يمكن أن تسبب للبعض أعراضا تعرف بمتلازمة المطاعم الصينية مثل؛ الصداع واحمرار الوجه والتعرق والإحساس بالشد في منطقة الوجه وتنمل وحرقة في الفم وزيادة نبض القلب وألم في الصدر وضيق تنفس وغثيان".

 

خطورة مكسبات الطعم واللون

من جانبه كشف الدكتور أحمد يونس، رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال أن "كل الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة ومكسبات لون وطعم، تؤثر على شهية الطفل، وتجعله مداوما على تناولها في حالة أقرب إلى الإدمان، بالإضافة إلى تأثيرها السام على الكبد والكلى ونمو الطفل، لافتا إلى أن السماح بتداول هذه المنتجات يمثل خطورة كبيرة على صحة الأجيال القادمة".

وأعرب «يونس» في تصريحات صحفية عن "أسفه لوجود حالة من التخبط إضافة إلى عدم وجود جهة تراقب وتشرف على سلامة الغذاء، متسائلا من المسئول عن هذه الكارثة؟ إذا كان المصنع لا يعرف إلا التراخيص والتصاريح، فلدينا جهتان تمنحان تصاريح تداول الغداء وزارة صحة الانقلاب متمثلة في معهد التغذية، ووزارة صناعة الانقلاب متمثلة في هيئة المواصفات والجودة، وأغلبهم يحصلون على تصاريح من وزارة الصناعة، دون نظر للتأثير الطبي لهذه المواد".

وانتقد انتشار أكشاك حول المدارس لبيع «الشعرية الجاهزة» قائلا "لا يوجد من يعارضهم أو يمنعهم، فهم يحصلون على رخصة من الحي، لكن هل من يقومون ببيع هذه المنتجات تم إجراء الفحوصات الطبية عليهم؟ لأنهم ليسوا كشكا لبيع سلع وإنما مكان يتم فيه إعداد الطعام وتقديمه للأطفال، وفي حال إصابة أحدهم بمرض خطير سينقله للأطفال".

وأشار «يونس» إلى أن ٥٠٪ من الأطفال، مصابون بأمراض «أميبا» ونزلات معوية، وسد شهية وفرط الحركة وأمراض أخرى تصل إلى الضغط أو السكر أو اضطرابات في الجهاز الهضمي، والكبد والكلى جراء تناولهم هذه الأطعمة التي تحوي مواد حافظة مضرة".

وطالب بضرورة الحرص على "مستقبل صحة الأجيال القادمة، بشن حملات توعية للأمهات من خطورة تناول الأكلات السريعة والمواد الحافظة والمياه الغازية، على صحة أطفالهم، تحت عنوان الوقاية خير من العلاج، وتشديد الرقابة على المصانع التي تقوم بصناعة أطعمة تحتوي على مواد حافظة، وحثهم على تقديم منتجات طبيعية تنفع الأطفال صحيا".

 

خلايا المخ

وقال الدكتور صلاح أبو رية أستاذ علوم الأغذية، بجامعة القاهرة إن "مادة «msg» «مونو صوديوم جلوتامات»، أو «أحادي جلوتامات الصوديوم» تعتبر في غاية الخطورة وتشبه في طعمها اللحم، ويتم إضافتها على وجبة الشعرية الجاهزة كمحسن للطعم، لافتا إلى أن هذه المادة لها أضرار غاية في الخطورة على صحة الأطفال، أقل من ٣ سنوات، فهي تدمر خلايا المخ وتسبب فقدان الذاكرة وتوثر على الأعصاب والقدرات العقلية والجسمانية".

وأشار «أبورية» في تصريحات صحفية إلى أن "الأثر التراكمي للمواد الضارة بالصحة المستخدمة في بعض الأغذية، داخل جسم الإنسان، مع التركيز المستخدم هو الفيصل في الإصابة بالأمراض الخطيرة، موضحا أن البسطرمة على سبيل المثال تحتوي مادة خطيرة تصيب بالسرطان، في حال تناولها يوميا أو بصورة مستمرة".

وشدد «أبورية» على أن "مسئولية وقف تناول الأطفال لمثل هذه الأغذية الخطيرة على الصحة، تقع على الأسرة، من خلال اتباع أساليب علمية ونفسية لتقليل تناول الطفل لهذه الأطعمة، مطالبا بتنمية قدرات الطفل وإقناعه إن هذه الأطعمة ستسبب له أمراضا تمنعه من ممارسة حياته الطبيعية، أو اللعبة المفضلة التي يريد لعبها، وإن لم نتمكن من المنع من التناول بصورة كاملة، فلتكن مرة واحدة في الأسبوع فقط".

ونوه إلى أن "مراكز البحوث العلمية توصلت دراساتها إلى خطورة بعض المواد المستخدمة في الشعرية الجاهزة على صحة الأطفال، لكن تحذيراتها أصبحت مثل التحذير المكتوب على علب السجائر، «التدخين ضار جدا بالصحة» ورغم هذا لا يمتنع أحد عن التدخين".

وأضاف «أبورية» "في مصر هناك أكشاك بالقرب من المدارس توفر وجبة الشعرية الجاهزة، لطلاب المدارس، الذين أصبحوا في حالة إدمان لهذه الوجبة السريعة، دون وجود حملات توعية، أو منع ترخيص هذه الأكشاك حفاظا على صحة الأجيال القادمة".

 

مواد مسرطنة

وقال الدكتور محمد حلمي استشاري التغذية العلاجية إن "خطورة الشعرية الجاهزة أو النودلز، تكمن في الإضافات والتوابل ومكسبات الطعم، وأنها تحتوي على مواد مسرطنة وأخرى شديدة الخطورة على سلامة الجهاز العصبي، مؤكدا أن هذه المواد غير مصرح بها من الجهات المعنية".

وكشف «حلمي» في تصريحات صحفية أن "الخطورة الحقيقية من هذه الأطعمة تكمن في الإفراط في استخدامها، حيث إن شأنها شأن باقي الأغذية المصنعة، والمضاف إليها مكسبات طعم طالما تم استخدامها على فترات متباعدة فهي آمنة، أما أن تتحول لأسلوب حياة، فهنا تكمن الخطورة".

ولفت إلى أن "الشعرية الجاهزة، وجبة فقيرة جدا، وتفتقد للكثير من العناصر الغذائية المهمة مثل البروتين، الفيتامينات والمعادن، مشددا على ضرورة استخدام الأندومي في أضيق الحدود، وبشرط إضافة بروتين وطبق من السلطة إلى الوجبة، حتى يمكن تعويض باقي العناصر الغذائية المهمة التي يفتقر إليها".