“المونيتور”: السيسي يستجدي البرازيل لدعمه في أزمة سد النهضة

- ‎فيتقارير

نشر موقع "المونيتور" تقريرا سلط خلاله الضوء على محاولات سلطات الانقلاب كسب دعم البرازيل في أزمة سد النهضة الإثيوبي الكبير من خلال الاستفادة من انضمام البرازيل في يونيو إلى العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي.

وبحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" ناقش عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب مع نائب الرئيس البرازيلي هاميلتون موراو، خلال زيارته للقاهرة في 28 سبتمبر، آخر التطورات بشأن أزمة سد النهضة، بما في ذلك البيان الأخير الصادر عن رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ودعا البيان الصادر في 15 سبتمبر جميع أطراف أزمة سد النهضة – مصر وإثيوبيا والسودان – "إلى التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا بشأن ملء وتشغيل السد في غضون فترة زمنية معقولة".

وخلال اجتماعه مع السيسي، عبر موراو عن تفهم بلاده لموقف مصر من أزمة سد النهضة، حيث أن مياه نهر النيل مهمة للأمن المائي والغذائي في مصر.

وأضاف التقرير أنه، بالنسبة لمصر، يبدو من المهم تأمين الدعم البرازيلي لأزمة سد النهضة، بعد أن انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 يونيو ألبانيا والبرازيل والجابون وغانا والإمارات العربية المتحدة للانضمام إلى العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، لفترة عامين بدءا من 1 يناير 2022.

 

محاولة استمالة القوى الدولية

ويرى مراقبون أن "الانقلاب يحاول استمالة القوى الدولية المؤثرة في مجلس الأمن تحسبا للجوء إليه مجددا في حال تفاقمت أزمة سد النهضة".

وأكد سفير الانقلاب بالبرازيل، وائل أبو المجد، في تصريح صحفي يوم 28 سبتمبر "أهمية التنسيق البرازيلي المصري في الفترة الحالية فيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية، وخاصة فيما يتعلق بالجسد، في ضوء عضوية البرازيل غير الدائمة في مجلس الأمن عامي 2022 و 2023".

وتحاول سلطات الانقلاب أيضا تأمين الدعم البرازيلي من خلال توطيد العلاقات التجارية والاقتصادية، وقال أبو المجد في 28 سبتمبر "إن حجم التبادل التجاري بين البلدين يتراوح سنويا بين 2.5 و 3 مليارات دولار".

وأشار إلى أن "هناك فرصا عظيمة وإمكانات هائلة لإقامة شراكة اقتصادية حقيقية بين مصر والبرازيل ومشاريع مشتركة للاستفادة من نقاط القوة لكل منهما، وبهذا تصبح مصر بوابة البرازيل إلى المنطقة العربية وأفريقيا، وتصبح البرازيل بوابة مصر إلى أسواق أميركا اللاتينية".

واستطرد أبو المجد قائلا "إن العلاقات التجارية المصرية البرازيلية تعتمد إلى حد كبير على القطاع الزراعي".

وقد وافق البلدان خلال زيارة موراو للقاهرة في 28 سبتمبر على فتح مكتب إقليمي للغرفة التجارية العربية البرازيلية في القاهرة.

وقالت وزيرة التجارة والصناعة في حكومة السيسي، نيفين جامع، في كلمة لها خلال افتتاح مكتب الغرفة بالقاهرة يوم 29 سبتمبر "إن افتتاح المكتب الإقليمي للغرفة التجارية العربية البرازيلية بالقاهرة، سوف يلعب دورا محوريا في خدمة المصالح المشتركة لرجال الأعمال المصريين والبرازيليين، ودعم التعاون التجاري وتسهيل حركة السلع والخدمات بين البلدين".

وفي نفس اليوم ، اتفقت مصر والبرازيل أيضا على تسيير رحلات جوية مباشرة بين القاهرة وساو باولو لتسهيل حركة التجارة بين البلدين.

وتسعى سلطات الانقلاب أيضا إلى تعزيز التعاون مع البرازيل في المجال العسكري، وفي 28 سبتمبر، اتفق وزير الدفاع الفريق محمد زكي مع موراو على زيادة مجالات التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة للبلدين.

 

حرص سوداني أيضا

وفي الوقت نفسه ، حرص السودان أيضا على التقارب مع البرازيل من خلال التعاون الاقتصادي، وخلال اجتماع عقد في مارس الماضي مع السفيرة البرازيلية لدى السودان باتريشيا ماريا ، قال وزير الاستثمار السوداني الهادي محمد إبراهيم  إن "السودان مفتوح لكافة المستثمرين البرازيليين للاستفادة من الخبرة البرازيلية في الزراعة والثروة الحيوانية والطيران وتكنولوجيا المعلومات".

ويسعى السودان أيضا إلى تعزيز علاقاته مع البرازيل من خلال الرياضة وكرة القدم، وكان وزير الشباب والرياضة السوداني يوسف آدم الضحي قد اتفق مع ماريا في مارس على المشاركة في إنتاج فيلم يتحدث عن شغف السودانيين والبرازيليين بكرة القدم.

كما تحركت إثيوبيا نحو التقارب مع البرازيل، وفي مايو، عقدت القمة السياسية الإثيوبية – البرازيلية المشتركة الثانية بمشاركة وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية، رضوان حسين، ونظيره البرازيلي كينيث دا نوبريغا.

وقال حسين آنذاك إن "إثيوبيا على استعداد للعمل مع البرازيل في مختلف المجالات، وخاصة في مجال التعاون في القطاع الزراعي".

كما أكد نوبريجا أن بلاده مستعدة للاستثمار في الزراعة الحديثة وقطاعات تجهيز المنتجات الزراعية في إثيوبيا.

وقال محمد نصر علام، وزير الري المصري السابق، في حديث لـلمونيتور إن "مصر تحاول الاستفادة من تجربة اللجوء إلى مجلس الأمن، ولهذا السبب فهي تحاول الفوز بأي دولة ذات نفوذ في المجلس".

وأضاف علام إن "مستقبل أزمة سد النهضة ليس واضحا بعد، وسط مخاوف قد تنزلق الأزمة إلى تصعيد عسكري، لذا فمن الأهمية بمكان أن نعمل من أجل كسب تأييد القوى المؤثرة في مجلس الأمن، والتي قد تضطر إلى التدخل في الأزمة آنذاك".

وأشار إلى أن "انضمام البرازيل إلى مجلس الأمن يولي مصر أهمية كبيرة، وبالتالي فإن دعم البرازيل لأزمة سد النهضة يمنح القاهرة قوة في المجلس".

وأشار علام إلى أن "هناك تاريخا من العلاقات بين مصر والبرازيل، مما يمنح البلدين فرصة واضحة لتوطيد العلاقات، وخاصة في المجالين التجاري والاقتصادي".

وأضاف أن "الأزمة الحالية بين مصر وإثيوبيا تدفع أديس أبابا إلى تعزيز التقارب مع أي طرف دولي يقف إلى جانب مصر".

وخلص علام إلى التالي "في المرحلة المقبلة، سوف تحاول أثيوبيا ومصر والسودان تعزيز العلاقات مع أي دولة ذات نفوذ بشكل عام وداخل مجلس الأمن بشكل خاص".

 

https://www.al-monitor.com/originals/2021/10/egypt-seeks-brazils-support-nile-dam-dispute