لتلميع “الأمير المنشار”.. هكذا تتسول الأذرع الإعلامية للسيسي شيكات السفارة السعودية

- ‎فيتقارير

في العالم الغربي ذو الطبيعة الديمقراطية حيث حياة الإنسان لها قيمة، ولا تُسلب حياة معارض أو كاتب بالاستدراج إلى قنصلية بلاده وقتله وتقطيعه بالمنشار، ترفض شعوب هذا العالم وصحافته الحرة وإعلامه المحترم استقبال أو مدح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفوق ذلك يصفونه بـالمجرم الذي لا يجب أن يدنس بلادهم.

أما في مصر يخرج أشباه الإعلاميين الذين اعتادوا التسول من جيوب "طال عمره"، يحظى الأمير الشاب بترحاب رسمي من عصابة الانقلاب، وإعلامي منقطع النظير ومديح مبالغ فيه لدرجة أن أحدهم وهو محسوب على الإعلاميين ، محمد الباز، سخر جريدته للإشادة بالأمير القاتل، قائلا إنه "استرد الله من أيدي المتطرفين، في تعبير استفز عموم المسلمين".

 

الباز المستفز..!

صنعت الآلة العسكرية مسوخا في الإعلام، بعض هؤلاء يهوّن من استهداف الانقلاب للرموز الإسلامية، وقد يعتبر أن السماح بالتطاول على الذات الإلهية حرية رأي وأمرا عاديا، ويعتبر هؤلاء إلغاء سيرة عقبة بن نافع وصلاح الدين الأيوبي من الدراسة، أمورا لا تستحق كل هذا الانزعاج، أغلب هؤلاء ينظر للحرب على الإسلام بارتياح لأنه مؤيد للانقلاب.

صحيفة "الدستور" التي تدار مثل أخواتها من مكتب العقيد أحمد شعبان في المخابرات المصرية، ويرأس تحريرها الصحفي محمد الباز، في واقعة سابقة ملأت صفحتها الأولى بصورة بن سلمان وعنونت المادة الرئيسية بعنوان مستفز وفق كثيرين يقول "عقل الأمير، كيف استرد محمد بن سلمان الله من أيدي المتطرفين؟".

وكان العنوان عبارة عن مادة كتبها رئيس تحرير الصحيفة ركزت حول ما دار من نقاش بين ولي العهد السعودي ورؤساء تحرير صحف مصرية خلال زيارة سابقة للقاهرة، وتضمنت مديحا مطولا للانفتاح الذي يقوده بن سلمان في بلاده.

وهاجم مراقبون وسياسيون "الباز" وصحيفته معتبرين العنوان الذي اختاره "تطاول سافر على الذات الإلهية"، ويحتج إعلام الانقلاب بمصر بأن الغرب يكيل بمكيالين، ومثال على ذلك فإن الحكومة البريطانية عقدت صفقات سابقة بأكثر من 90 مليار دولار مع السعودية، هي الأكبر في تاريخ البلدين، مقابل استمرار الغطاء السياسي والعسكري للأمير المنشار.

وفي محاولة مفضوحة لتبرير فعلته قال الباز إنه "لن يلتفت إلى كلام المنتقدين وأن انتقادهم تحت حذائه، مشيرا إلى أنهم يحاولون ابتزازه، ولكنه لن يلتفت لابتزازهم".

وعن التجاوز في حق الذات الإلهية، زعم أن "جماعة الإخوان كانوا يتحدثون بأن الرئيس الشهيد محمد مرسي هو مرشح الله، وعندما خرج المصريون للثورة على نظام الإخوان، كانوا يتحدثون عن رغبتهم في منع الإخوان من التفرد بالعلاقة الربانية وأن الله ليس ملكا لأي جماعة، متسائلا عن الذي أعطى للمصريين التصريح للحديث عن الله".

أردف أن "المصريين معتادون الحديث مع الله، حتى إن الأمر وصل إلى معاتبتهم الله عند حدوث المصائب قائلين، ليه أنا يارب يحصل لي كدة؟ مؤكدا أنهم يقولون ذلك وهم مؤمنون كل الإيمان بالله، مستشهدا بالمطربة أم كلثوم وهي تغني القلب يعشق كل جميل، بما في الأغنية من حديث مع الرب لم ير أحد فيه تجاوزا في حق الذات الإلهية".

 

كبيرهم السفاح

ومنذ انقلاب 1952 شهدت مصر أكبر كم من الزيف والتزوير في تاريخها، وتولت في البداية إذاعة صوت العرب التي أنشأتها المخابرات الأمريكية لعبد الناصر، مهمة تخدير المصريين، ثم تبعتها باقي المنابر الإعلامية التابعة لانقلاب يوليو، حتى وصلت لحالة السيطرة الكاملة على وعي الشعب، للدرجة التي ظل الشعب فيها بأكمله تقريبا غير مدرك أن جيش عبد الناصر تم تمزيقه في سيناء، وأن جزءا من مصر أصبح تحت الاحتلال، حتى أفاقوا على تمثيلية التنحي.

هذا الإعلام الذي مسخ عقول أجيال كاملة من المصريين وأقنعهم أن الخلافة العثمانية احتلال، وأن عبد الناصر عميل السي آي إيه ، وأقنعهم أن الإخوان المسلمين ألدَّ أعداء الصهاينة، والذين كبدوا العصابات الصهيونية خسائر فادحة في حرب فلسطين، هم مجرد تجار دين وطلاب سلطة.

التضليل الإعلامي بلغ أقصى درجات التدليس حين أوعز عبد الناصر من خلال اتصالاته السرية بحكومة موشيه شاريت، بالثناء على الإخوان المسلمين حتى يظهروا كأنهم ضد قضية فلسطين كما ذكر كوبلاند في كتابه لعبة الأمم.

ودأبت عصابة السفاح المنقلب  السيسي في الهجوم على الإسلام والتطاول على الذات الإلهية، ولذلك لم تلتفت إلى الدعوى التي رفعها المحامي "حميدو جميل" وطالب فيها بالتحقيق مع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة وموقع الدستور محمد الباز، لمخالفته القانون ونص المواد 98، 161، 176 من قانون العقوبات لقيامه بإهانة الذات الإلهية وازدراء الأديان باستخدام الدين والإتجار به وتكدير السلم العام والإضرار بالسلام الاجتماعي.

وبالطبع لن يجد "الباز" من يحاسبه إذ أن السفاح السيسي نفسه تطاول مؤخرا على الذات الإلهية، بالقول إنه "مسؤول عن إحياء 100 مليون نفس، والحفاظ على كل هؤلاء ليس أمرا يسيرا".

والحقيقة أن الانقلاب قدم خدمة جليلة لمصر، فلولا الانقلاب لظل كثيرون منا يعتقد أن جيش المعونة الأمريكية الذي يقتل المصريين في الشوارع، هو خير أجناد الأرض كما كانوا يقولون لنا، ولظللنا مقتنعين أن حرب أكتوبر التي وصلت فيها دبابات العدو إلى مشارف القاهرة بعد أن أسرت 8031 جنديا وحاصرت الجيش الثالث بأكمله، نصر مجيد ولكُنا نجهل أن تلك الحرب لم تكن سوى سيناريو معد بين السادات وكيسنجر وديان؛ للوصول لاتفاق سلام يخلي سيناء.