تصدير الغاز المصري لأوروبا عن طريق الكيان الصهيوني.. هل كان الرئيس مرسي عميلا وجاسوسا؟

- ‎فيتقارير

بدلا من أن ينقذوا مصر التي أغرقوها في دوامة الفقر والديون ذهبوا لينقذوا أوروبا اقتصاديا من تداعيات تراجع تدفقات الغاز الروسي إلى القارة العجوز بفعل الحرب الأوكرانية؛ وعلى أشلاء الاقتصاد المصري المنهار كليا وأنين الفقراء قام العسكر بدعوة الاتحاد الأوروبي وكيان العدو الصهيوني، لتوقيع مذكرة تفاهم لتصدير الغاز المسروق من حقول المصريين لمدة 3 سنوات.

وقع الاتفاقية ممثلا لعصابة الانقلاب، وزير البترول في حكومة العسكر طارق الملا، ومفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي قادري سيمبسون، ووزيرة الطاقة الصهيونية كارين الحرار، وذلك في إطار بحث الاتحاد الأوروبي عن بدائل للغاز الروسي الذي جرى تخفيض إمداداته عن القارة الأوروبية بفعل العقوبات الغربية على روسيا، ومع إصرار موسكو على بيع الغاز بـ"الروبل".

وفي فرحة غامرة أعلنت الوزيرة الصهيونية التي يسرق كيانها الغاصب ثروات المصريين عبر صفحتها بـ"تويتر" أن الاتفاق لمدة 3 سنوات، قابلة للتجديد تلقائيا لمدة عامين.

 

اغتيال الرئيس

بعد أيام قليلة من اغتيال الرئيس الشهيد محمد مرسي مغشيا عليه في قاعة المحكمة في أثناء حضوره إحدى الجلسات في قضية "التخابر مع حماس" باتت هناك شكوك وشبهات أن الرئيس الشهيد، قد تعرض إلى ما يمكن تسميته بـ"الإماتة البطيئة" على يد عصابة الانقلاب.

وخلال ست سنوات من الاحتجاز، حُرم الرئيس الشهيد محمد مرسي البالغ من العمر 69 عاما من حقه الطبيعي في التواصل الخارجي الكامل مع العالم، فلم يلق أسرته طوال هذه المدة إلا ثلاث مرات بحضور رجال الأمن، وفقد تدريجيا اتصاله مع فريقه الدفاعي والهيئات القضائية التي تنظر في التهم الموجهة إليه بعد قرار عزله في أقبية زجاجية ومعدنية تعيق تفاعله السمعي والبصري داخل قاعات المحاكم، إلى حين عودته للحبس الانفرادي في سجن العقرب شديد الحراسة.

وبالتزامن مع هذا الحرمان، رفضت عصابة الانقلاب الاستجابة إلى الطلبات المتكررة من السجين وأسرته بإدخال الأطعمة المناسبة لمرضى السكر وارتفاع الضغط أو عرْضه على مستشفى خاص خارج السجن على نفقته، وهو ما أدى إلى التفاقم التدريجي في مضاعفات هذين المرضين – اللذين يحتاجان عناية خاصة – وظهور أمراض جديدة في النظر والأعصاب والعظام والأسنان.

ما لا يعرفه كثير من الناس أن نداءات الرئيس الشهيد محمد مرسي لم تكن مجرد استغاثات لنيل حقوقه القانونية في رؤية أسرته والتواصل مع دفاعه القانوني والحصول على الرعاية الطبية الملائمة لحالته، وإنما كان يحذر أيضا من محاولات أمنية لاغتياله داخل محبسه في سجن العقرب.

وفي الـ8 من أغسطس 2015 أعلن مرسي أمام الفريق القضائي المشرف على قضية "تهريب الوثائق إلى قطر" امتناعه عن تناول الطعام المقدم من إدارة السجن منذ يومي الـ21 و22 من يوليو نفس العام، لأن تناوله هذا الطعام "كان سيؤدي إلى جريمة كبرى" على حد تعبيره، ومشيرا في الوقت نفسه إلى تعرضه "لخمسة أحداث في محبسه مثلت تهديدا مباشرا على حياته" .

 

العميل العسكري..!

وفيما بعد اغتياله بالسم الإماراتي أثار تسريب بثته قناة "مكملين" الفضائية، في فبراير 2017، لوزير خارجية الانقلاب سامح شكري والدبلوماسي الصهيوني المقرب من نتنياهو، إسحاق مولخو، ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دشن نشطاء وسم "تسريب تيران وصنافير" وكان ضمن الأكثر تداولا داخل مصر.

وأكد النشطاء أن هذا التسريب لم يأت بجديد، إلا أنه يكشف بشكل جلي مدى ما وصفوه بخيانة وعمالة سلطة الانقلاب لإسرائيل، لافتين إلى أنه لم يعد هناك حجة لأنصار السفاح السيسي في استمرار دعمهم أو تبريرهم له، لأنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه خائن للوطن، وأن مصر تُحكم من تل أبيب حاليا، وفق قولهم.

ورأى بعض النشطاء أن التسريب يرد الاعتبار للرئيس محمد مرسي، الذي شن الكثيرون حملة ضارية ضده على خلفيه الجملة الدبلوماسية، التي جاءت في خطابه إلى رئيس إسرائيل السابق شيمون بيريز بـ"عزيزي بيريز" زاعمين أنه يتودد لإسرائيل.

وقال الباحث في الشأن القومي العربي، ورئيس حركة مصريين ضد الصهيونية، محمد عصمت سيف الدولة "تسريب المفاوضات المصرية الإسرائيلية حول تيران وصنافير، لا يكشف أسرارا، فكل ما تفعله أو تقرره السلطة المصرية في سيناء وأكنافها يخضع لكامب ديفيد وإذن وموافقة إسرائيل منذ زمن طويل".

وأضاف في تدوينة له على الفيسبوك "رأينا ما يكفي من انتهاكات وطنية ودستورية وقانونية واقتصادية وإنسانية تُرتكب أمامنا علانية وفي وضح النهار، فمن ذا الذي يحتاج بعد ذلك للاستماع إلى تسريبات؟ ساخرا بقوله "هي دي كامب ديفيد يا عبلة".

وذكر المحلل السياسي والكاتب الصحفي، قطب العربي "بخلاف ما أكده تسريب مكالمة سامح شكري مع المسؤول الإسرائيلي لعمالة نظام السيسي للعدو الصهيوني وخيانته لوطنه مصر، فقد كان فضح هذه الخيانة الوطنية ردا لاعتبار الرئيس البطل محمد مرسي الذي سعت أذرع الثورة المضادة لتشويه صورته، اعتمادا على رسالة خبيثة مررها بعض رجالها بين مرسي وبيريز، دون أن ينتبه لها الرئيس، فأقاموا الدنيا ضده".

واستطرد قائلا  "اليوم نرى الخيانة جهارا نهارا ليس مجرد كلمات شكلية، ولكنه تنازل عن سيادة الوطن وجزره وتعديل نصوص اتفاقيات باطلة، وفقا لرغبات الراعي الإسرائيلي، لله درك يا مرسي فبينما تقبع صامدا في زنزانتك بين 4 جدران لا تستطيع أن تسمع أو ترى أحدا، يرسل ربك من يرد غيبتك ويفضح شانئك الأبتر".