“المعارض” لم تحل الأزمة.. اختفاء الزيت والأرز من الأسواق مع اقتراب شهر رمضان

- ‎فيتقارير

مع اقتراب شهر رمضان المبارك يعاني المصريون من ارتفاع أسعار السلع الأساسية واختفاء بعض السلع من الأسواق خاصة الأرز وزيت الطعام ، وهو الأمر الذي يثير قلق المواطنين في ظل تجاهل حكومة الانقلاب لهذه الأزمات ومواصلة سياساتها الرامية إلى تخفيض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي وغيره من العملات الأجنبية خضوعا لاملاءات صندوق النقد الدولى بالإضافة إلى مواصلة احتجاز كميات كبيرة من السلع والمنتجات في المواني والجمارك .

يشار إلى أن أزمة اختفاء الأرز كانت قد بدأت في شهر سبتمبر الماضي، بعد إعلان حكومة الانقلاب تحديد سعر كيلو الأرز الأبيض المعبأ بـ15 جنيها، وكيلو الأرز الأبيض غير المعبأ «السائب» بـ12 جنيها.

وألزمت حكومة الانقلاب كافة المتاجر والمحال وغيرها من منافذ البيع بالإعلان عن أسعار بيع الأرز الأبيض في أماكن ظاهرة لروادها من المشترين، وقالت إنه "مع عدم الإخلال بأى عقوبة أشد منصوص عليها في أي قانون آخر، يعاقب كل من يخالف القرار بغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تجاوز 5 ملايين جنيه".

وبعد أيام من القرار، اختفت بعض أنواع الأرز من المحلات وهو ما دفع وزارة تموين الانقلاب، إلى الإعلان عن السماح لبعض السلاسل التجارية من القطاع الخاص، خاصة التى تبيع الأرز الفاخر كسر 2 و3% برفع أسعاره 10% فوق التسعير الإلزامي الذي وضعته حكومة الانقلاب، أي 16.5 جنيه بحد أقصى، وذلك قبل تعديل الأسعار وزيادتها مجددا من حكومة الانقلاب.

اللافت أن اختفاء الأرز من الأسواق جاء بالتزامن مع بدء موسم حصاد الأرز لعام 2022 والذي استمر حتى 15 ديسمبر الماضي ، ورغم أن مصر كانت تحقق الاكتفاء الذاتي من الأرز البلدي بنسبة تتجاوز 90% خلال السنوات الماضية، وبحسب وزير التموين الانقلابي علي المصيلحي، فإنه يتم زراعة 1.5 مليون فدان أرز  ننتج نحو 3.5 مليون طن أرز أبيض، في حين تستهلك مصر 3.2 مليون طن سنويا لكن السياسات الزراعية لحكومة الانقلاب قلصت هذه المساحات ما أدى إلى تراجع انتاجية الأرز .

 

زيت الطعام

أما بالنسبة للزيوت، فارتفعت أسعار زيت الخليط (القلية) 49% تقريبا خلال شهر ديسمبر الماضي فقط، حيث صعد الطن من مستويات 37 ألف جنيه إلى 55 ألف جنيه، وذلك بعد توقعات التجار والمصنعين بارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي، ليتجاوز الـ37 جنيها.

وتستهلك مصر 2.4 مليون طن زيت طعام سنويا، ولا تنتج منها سوى 5% فقط، فيما يتم استيراد 95% من احتياجات السوق.

وبعد ارتفاع الأسعار، تفاجأ عدد كبير من المواطنين باختفاء الزيت الذرة وعباد الشمس داخل السلاسل التجارية الكبرى، أبرزها كازيون وكارفور، حيث اعترفت سلسلة «كازيون ماركت» عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعدم وجود بعض أنواع الزيوت في الشركات التابعة لها، لعل أبرزها عبوات زيت الأصيل 700 ملي، مرجعة سبب ذلك إلى عدم توريد الشركات المصنعة.

 

الوزارة السبب

حول ظاهرة اختفاء الأرز، اتهم عزت عزيز، عضو شعبة الحاصلات الزراعية بغرفة القاهرة التجارية، وزارة التموين والتجارة الداخلية بحكومة الانقلاب بأنها السبب الأساسي في اختفاء الأرز من المحال نتيجة سياساتها المتخبطة وقراراتها المتناقضة .

وأكد «عزيز» في تصريحات صحفية أن أزمات الأرز لا تزال مستمرة؛ نتيجة السياسة الخطأ من وزارة تموين الانقلاب ، مشيرا إلى أن الأرز متواجد في وجه بحري والمحلات فارغة؛ بسبب حملات وزارة تموين الانقلاب على أسواق التجزئة.

وكشف أن وزارة تموين الانقلاب تحرر محاضر لتجار الجملة الذين لديهم أرز بالمخازن، لافتا إلى أن جميع المحلات والسلاسل والتجار، لديهم تخوفات من بيع الأرز.

وأشار «عزيز» إلى أن وزارة تموين الانقلاب تجمع الأرز المتواجد في الأسواق؛ لتوزيعه بنفسها بالسعر المتفق عليه مشددًا على ضرورة ترك سلعة الأرز للعرض والطلب لزيادة المعروض وانتهاء الأزمة.

وتابع ، الأرز في أسواق الجملة يباع بسعر 17 و18 جنيها، أما بالنسبة للمستهلك فيباع بسعر 19 و20 و21 جنيها لافتا إلى توافر الأرز في الأسواق بكثرة خاصة مع انتهاء موسم الحصاد منذ أيام ، لكن حملات تموين الانقلاب تدفع التجار إلى الامتناع عن بيع الأرز تجنبا للمحاضر والمخالفات التي تحررها لهم دون أسباب واضحة .

 

مشكلات الاستيراد

وبالنسبة لاختفاء الزيت وارتفاع أسعاره قال عمرو عصفور، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، إن "السبب الأساسي في اختفاء الزيت من الأسواق، هو مشكلات الاستيراد واحتجاز سلع في الموانئ".

وتوقع «عصفور» في تصريحات صحفية أن يتوفر الزيت بكميات كبيرة داخل المحلات والأسواق والسلاسل التجارية خلال الأيام القادمة موضحا أن ذلك سيتحقق اذا التزم مجلس وزراء الانقلاب بقراراته التي أعلن فيها عن السماح بخروج كميات من الزيوت والمواد الغذائية الأساسية من الجمارك، ولكن التعبئة والتغليف ستأخذ وقتا وهو ما يؤخر تغطية احتياجات بعض المحلات في الأسواق.

وأكد أن أسعار الزيوت مرتفعة بالنسبة لدخل المواطن، مشيرا إلى أن نسبة الزيادة في الأسعار وصلت إلى 100% نتيجة ارتفاع سعر الدولار.

وكشف «عصفور» أن حكومة الانقلاب تزعم أنها تعمل على تخفيف أعباء ارتفاع الأسعار على المواطنين، من خلال عدد من المبادرات والمعارض مثل أهلا رمضان وكلنا واحد وتحيا مصر، حيث يتم توفير السلع من خلالها بأسعار مناسبة بحسب زعمها ، مؤكدا أن هذه المعارض والمبادرات لن تؤثر ولن تخفض الأسعار المرتفعة في الأسواق .