وصفت ضحى عصوص وهي مزارعة زيتون من قرية بالقرب من نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وهي الآن في بريطانيا لحضور أسبوعين من التجارة العادلة للحديث عن الزراعة في فلسطين والترويج للمنتجات المحلية من الزيتون وزيته، فضلا عن الأطعمة النموذجية الأخرى مثل التمر، الحياة في قريتها خلال أعمال العنف الأخيرة بين السكان المحليين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود.

وقالت ضحى لصحيفة الجارديان إنه “بمجرد أن غادرت بورين يوم الأحد الماضي على متن عدة حافلات إلى عمان في الأردن قبل رحلة إلى لندن، انتشرت أخبار عن العنف وإطلاق النار في عدة قرى، بما في ذلك قريتي، التي تقع جنوب مدينة نابلس، وكان مركز الهجمات على حوارة المجاورة، حيث أصيب ما يقرب من 400 فلسطيني بجروح على يد المستوطنين الإسرائيليين، لكن بورين أصيبت أيضا، حيث أحرقت المنازل والسيارات وألقيت الحجارة وقتلت أو سرقت بعض ماعزنا، واستمرت الاعتداءات منذ ذلك الحين، على الرغم من أنها ولحسن الحظ ليست بنفس السوء”.

وأضافت “للأسف، هذا ليس شيئا جديدا على الرغم من أن شدتها في الأيام القليلة الماضية كانت مخيفة للغاية”.

وأوضحت “لقد عشت في بورين منذ ولادتي، قبل 61 عاما، وعملت كمزارعة لمعظم تلك السنوات في بساتين ورثتها عن والدي، بالإضافة إلى بساتين أخرى اشترتها عائلتي منذ ذلك الحين، قتل والدي في حرب الأيام الستة عام 1967 وأعيدت جثته إلى بورين لدفنها”.

وتابعت “تقع قريتي في واد، تحيط به الآن من ثلاث جهات المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية يتسهار وهار براخا وجفعات رونين، تلوح في الأفق هذه المدن الواقعة على قمة التلال، بينما تكبر وتكبر وتشكل تهديدا متزايدا”.

وأردفت “المستوطنون، وكثير منهم من أمريكا هم متطرفون، يريدون ببساطة أرضنا وحتى تدميرنا، تم إحضار هذا إلى المنزل بعد التحدث إلى ابنتي ليلة الأربعاء، أخبرتني كيف قال بتسلئيل سموتريتش، وزير الشؤون المدنية الإسرائيلي في الضفة الغربية إنه “يريد إبادة حوارة، مساء الجمعة، علمت أن الإسرائيليين وضعوا لافتات تدعو المستوطنين إلى محو البلدة”.

وأكملت “هذا ما نخشاه، أنا لا أكره إسرائيل، وأريد حل الدولتين وأنا بالتأكيد لا أكره الإسرائيليين أو اليهود، المستوطنون هم المشكلة هم غير منضبطين، مع الجيش الإسرائيلي، الذي يفترض أنه موجود لحمايتنا، وعادة ما يغض الطرف عنه”.

وواصلت “أعتني بحوالي 700 شجرة زيتون حول الوادي، لكنني وآخرين من أصحاب البساتين فقدنا حوالي 70٪ منهم في السنوات الخمس الماضية، وأخذ المستوطنون بعضها، البعض الآخر أصبح من المستحيل زراعته، هذه بساتيننا على أرض أجدادنا، ولكن علينا الحصول على تصاريح من السلطات الإسرائيلية لرعايتها وقطفها، صدق أو لا تصدق، خلال موسم قطف الزيتون في الخريف الماضي، في بعض بساتيني، أعطيت الإذن بالقطف لمدة يومين فقط عندما احتاجت إلى أسبوعين”.

وأضافت “في اليوم الذي بدأنا فيه 1 نوفمبر بدأ المستوطنون هجماتهم، في اليوم التالي ذهبت لأبحث لأجد أنهم اقتلعوا أشجارا عمرها مئات السنين، تم قطع الآخرين إلى جذوعهم مع أخذ أغصان الزيتون، وبين الحين والآخر يقود رئيس الأمن من يتسهار سيارته الضخمة إلى حقلي ليخبرني أنها تنتمي إلى شعبه أحاول أحيانا الدخول في محادثة، ولكن دون جدوى”.

وأوضحت أنه من المؤسف أن هذه الهجمات أثناء الحصاد ليست جديدة، وهذا هو الحال كل عام، على الرغم من أن المتطوعين الدوليين يأتون بانتظام للمساعدة في عملية الانتقاء، ويعملون أيضا كتواجد واق ولكن حتى هذه الأمور قد وضعت على المحك قبل سبع سنوات، رجم رجل إنكليزي مسن وكان لا بد من نقله إلى المستشفى، فيما أصيب آخرون منذ ذلك الحين.

وأشارت إلى أن هذه الاعتداءات لا تحدث فقط أثناء الحصاد، تتعرض قريتنا للنهب بشكل منتظم، وغالبا ما يتم ذلك في أمسيات السبت من قبل شبان المستوطنات، إنها رياضة بالنسبة لهم، كما تضررت مدرستنا وكليتنا الزراعية، في حين يتم التعامل مع حرق السيارات على أنه لعبة.

وهناك المزيد الذي يتعين علينا تحمله لأن لدينا أيضا كميات أقل بكثير من المياه الآن للمساعدة في رعاية أشجارنا ، تماما كما يمر المناخ بأزمة، الإسرائيليون الذين يسيطرون على 85٪ من مياهنا، يقطعون إمداداتنا بانتظام، ومع ذلك قامت إسرائيل ببناء احتياطيات المياه لمدة 30 عاما.

وتابعت “على الرغم من كل هذا، أريد أن أستمر، في ذكرى والدي الراحل، إنهم الأطفال والشباب الذين أشعر بهم بشكل خاص مستقبلهم ليس آمنا، كما أنه يؤثر عليهم نفسيا، حيث يعاني الكثيرون من مشاكل الصحة العقلية، وهناك معدل تسرب مرتفع بين الأولاد في مدرستنا الثانوية، والأمر مشابه في العديد من القرى والبلدات المجاورة الأخرى، حيث يتم طرد الفلسطينيين أو يغادرونهم ببساطة في حالة من اليأس للعيش في بلدان أخرى، ومع ذلك أشعر بالتشجيع لوجودي في بريطانيا لإخبار الناس عن منتجاتنا، ومنحهم نظرة ثاقبة على طريقتنا في الزراعة”.

واختتمت، لقد كنت ألقي محاضرات في جميع أنحاء البلاد لأخبر الناس كيف يتم الحصول على بضائعنا من مصادر أخلاقية وبيئية؟ نحن نبيع من خلال شركة بريطانية، زيتون وهي عربية للزيتون، لقد أحببت الترحيب هنا المؤسف هو أنه على الرغم من أن جسدي في بريطانيا، إلا أن عقلي عاد إلى بورين”.

 

https://www.theguardian.com/world/2023/mar/05/palestinian-farmer-israeli-settlers-west-bank-wiped-out-olive

Facebook Comments