بعد سيطرة اثيوبيا على حقوقنا فى نهر النيل..ازمة مياه خانقة تهدد المحاصيل الزراعية بمحافظات الجمهورية

- ‎فيتقارير

 

 

 

مع افتتاح سد النهضة الاثيوبى رسميا واحتجاز كميات كبيرة من مياه النيل أصبحت محافظات الجمهورية تشكو من نقص المياه ما يهدد المحاصيل وينذر بتبوير الأراضى  الزراعية خاصة أن الفلاحين يشتكون من تراجع المحاصيل بينما الأسر تعجز عن الحصول على مياه نظيفة تكفي احتياجاتها الأساسية

أزمة المياه أصبحت حديث القرى والمراكز في المحافظات بعدما تحولت من مشكلة موسمية إلى معاناة يومية يعايشها المواطنون في الريف والمدينة على حد سواء

وشكا الأهالي من نقص الإمدادات وتراجع جودة المياه خاصة في القرى الزراعية التي تعتمد بشكل أساسي على الترع والمصارف لري المحاصيل

وحذروا حكومة الانقلاب من أن أزمة المياه لا تحتمل التأجيل مطالبين بإصلاح شبكات الري المتهالكة وتوسيع مشروعات الصرف الصحي وإدخال نظم ري حديثة في القرى الزراعية مع تشديد الرقابة على التلوث الناتج عن المصانع والمبيدات.

وشدد الأهالي على أن استمرار الأزمة بهذا الشكل قد يدفع المزارعين إلى ترك أراضيهم والهجرة إلى المدن وهو ما يهدد مستقبل الزراعة التي تمثل مصدر الغذاء الرئيسي للبلاد.

وأكدوا أن أزمة المياه تهدد حياتهم اليومية وأمنهم الغذائي مطالبين مسئولي الانقلاب بسرعة التدخل لإصلاح شبكات الري ومواجهة التلوث وتوفير بدائل آمنة للفلاحين حتى لا يخسروا أرزاقهم

 

محصول القمح

 

حول الأزمة أكد محمود حسن فلاح من قرية قلة مركز طامية بمحافظة الفيوم أن محصول القمح هذا العام في طريقه للفشل بسبب ندرة المياه في الترع قائلاً إن الأرض عطشى والفلاح عاجز عن سقايتها

وأضاف حسن أن بعض المزارعين فكروا في ترك الزراعة والبحث عن عمل آخر .

وكشف أحمد عبدالعاطي سائق من قرية كومسة بالفيوم أن المشكلة وصلت إلى حياة الناس اليومية مؤكدا أن الأهالي يضطرون لشراء المياه من صهاريج تجوب القرى بأسعار باهظة بينما يعجز البسطاء عن توفيرها

 

تخزين المياه

 

وقالت فاطمة محمد ربة منزل من قرية المنزلة التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية إن المياه تنقطع ساعات طويلة وتعود بضغط ضعيف مما يجبرها على تخزين المياه في جِرار وأوانٍ قديمة لتلبية احتياجات أسرتها .

وأشارت إلى أن الصيف هذا العام أصبح أكثر قسوة مع هذه الأزمة

وأشار سامي عبدالسلام نجار من قرية المطرية بميت غمر إلى تأثير الأزمة على زراعة الأرز الذي تشتهر به القرية حيث لجأ بعض الفلاحين لحفر آبار سطحية لا تضمن سلامة المياه .

وأوضح أنه رغم إن الأهالي يعلمون بخطورة هذه الخطوة لكنهم مضطرون لإنقاذ محاصيلهم

وقال محمد بدوي موظف من ميت غمر إن مياه الشرب نفسها باتت مشوبة بطعم غريب أحياناً نتيجة اختلاطها بالصرف مؤكداً أن أبناءه يعانون من مشكلات صحية متكررة بسبب تلوث المياه

 

الفلاح بين نارين

 

وأكد حسن عبدالمجيد فلاح من قرية كفر الدوار مركز دمنهور بمحافظة البحيرة أن محصول الذرة تراجع بشكل غير مسبوق .

وقال عبدالمجيد إن الفلاح أصبح بين نارين إما أن يدفع تكاليف مضاعفة لشراء مياه من خارج القرية أو يخسر محصوله بالكامل.

وأشار مصطفى إبراهيم بائع خضار من نفس القرية إلى أن قلة المعروض من الخضروات رفعت الأسعار في الأسواق بشكل واضح

وقال إن المواطن محدود الدخل لم يعد قادراً على شراء ما يكفيه من خضار يومي

 

المدارس

 

وأكدت منى عبدالحكيم معلمة من قرية الدلنجات ان المدارس تعاني من انقطاع المياه مما يربك العملية التعليمية بسبب المشاكل المترتبة على هذا الانقطاع .

وأشارت إلى أن التلاميذ أحياناً يضطرون لمغادرة الفصول مبكراً بسبب غياب المياه في دورات المياه

 

معيشة صعبة

 

وقال عبدالنبي السيد حداد من مركز بلبيس بمحافظة الشرقية إن الأزمة طالت حتى ورشة الحدادة الخاصة به مؤكدا إنه يحتاج لاستخدام المياه بشكل دائم لكنه صار يجلب جراكن المياه من قرى مجاورة .

وأضاف السيد أن المعيشة باتت أكثر صعوبة مع غلاء الأسعار

وأكد عادل عبدالعال فلاح من قرية روافع العيساوية بمركز المنشاة محافظة سوهاج أن محصول القصب لم يعد كما كان فالمياه لا تصل في مواعيدها والأرض جفت على غير العادة .

وقال عبدالعال إن الأهالي يطالبون حكومة الانقلاب بسرعة التدخل قبل ضياع الموسم .

وكشف ربيع عبدالحافظ مدرس من مركز منفلوط محافظة أسيوط أن مياه الشرب تصل أحياناً ملوثة بالصدأ أو الطمي مشيراً إلى أن الأهالي يضطرون لغلي المياه يومياً قبل شربها وهو أمر مرهق .