قال الإعلام الصهيوني: إن "خطة إدارة غزة الجديدة التي يبدو أنه اقترحها ترامب تشمل أن يتولى توني بلير حكم غزة أو إدارة اليوم التالي في غزة، بعد الحرب الأخيرة، وتتضمن إنشاء "سلطة انتقالية دولية لغزة" (GITA) بإشراف مجلس الأمن، وتضم ممثلين دوليين من بينهم شخصيات إسلامية، وقد يُفهم أن الإمارات قد تكون من الدول الداعمة لهذه الفكرة، حيث توني بلير يعمل مستشارا مقربا من محمد بن زايد آل نهيان حاكم أبوظبي".
وهناك ما يسمى "معهد بلير" أجرى استطلاعا أخيرا أظهر أن سكان غزة يعتبرون الإمارات النموذج الأفضل لحكمهم بنسبة 27%، مما يعزز فكرة أن بلير استلهم النموذج الإماراتي في خطته أو العكس.
وكان ل"توني بلير" تعاون استشاري محدود مع الحكومة المصرية في فترات سابقة، خصوصاً في عهد عبد الفتاح السيسي، حيث أشاد بلير بالسيسي في أكثر من مناسبة، واعتبره قائداً يربط مصر بالعالم الحديث بطريقة صحيحة، كما قال في مؤتمر شرم الشيخ عام 2015.
و في لقاءات رسمية، عبّر بلير عن تقديره لجهود السيسي في تعزيز التسامح، خاصة بعد افتتاح أكبر مسجد وكنيسة في الشرق الأوسط!
وكان ل"بلير" دور بتقديم استشارات سياسية وتنموية عبر مؤسسته "معهد بلير للتغيير العالمي"، التي تعمل في عدة دول، منها مصر، وفي 2014، زار مصر بصفته مبعوثاً للجنة الرباعية الدولية للسلام، وأشاد بدور مصر في وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
بلير يُنظر إليه كخبير دولي يقدم المشورة، وليس كصانع قرار داخل مصر.
وترأس توني بلير مجلس وزراء بريطانيا من 1997 إلى 2007. ضمن انتمائه ل"حزب العمال البريطاني" واشتهر بدوره في دعم الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، مما أثار جدلاً واسعاً حول سياساته الخارجية.
أما معهد توني بلير للتغيير العالمي (TBI) فيعتبر مؤسسة غير ربحية أسسها بلير عام 2017، تعمل على تقديم الاستشارات السياسية والتنموية للحكومات.
وللمعهد مكتب نشط في دبي، ويعمل على مشاريع إقليمية تشمل تقديم المشورة للحكومات بشأن الاستراتيجية والتنفيذ، مع التركيز على التكنولوجيا.
وانتشر توني بلير على عدة مستويات في الشرق الأوسط حيث عمل مبعوثاً للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط بعد خروجه من رئاسة الوزراء، وشارك افريقيا في مشاريع تنموية في رواندا وسيراليون، وقدم ل"أوكرانيا": قدّم دعماً استشارياً للحكومة الأوكرانية في مجالات الإصلاح السياسي والاقتصادي.
وبدأ توني بلير تقديم استشارات لمصر في عام 2014، بعد تولي السيسي الحكم، وفقاً لتقارير صحفية أبرزها من الجارديان البريطانية، قالت: إنه "استمر في زيارة مصر بشكل متكرر، حيث قام بـ 14 زيارة على الأقل منذ يوليو 2013، بعضها بعد تركه منصب مبعوث اللجنة الرباعية".
وفي ملف الإصلاح الاقتصادي عمل بلير مع فريق تموله الإمارات لتقديم استشارات حول خطة الإصلاح الاقتصادي في مصر.
وقال متابعون: إن "السيسي عمل برأي بلير بشأن مستجدات أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، كما ناقش مبادرات إنسانية في أفريقيا، واقترح مساهمة مصر فيها لتعزيز نفوذها الإقليمي".
ملف السلام
وبحسب مصادر دبلوماسية، بلير أبدى اهتماماً بإطلاق مبادرات شخصية في الشرق الأوسط وأفريقيا تتعلق بهذه القضايا، بعيداً عن ملف السلام التقليدي، مضيفا أنه "إذا أردت، يمكنني أن أستعرض لك كيف أثرت هذه الاستشارات على السياسات المصرية أو كيف ينظر إليها الإعلام الدولي".
وفي مؤسسات International Crisis Group، وهي منظمة مستقلة لتحليل النزاعات، ولم يكن بلير رئيساً لها إلا أن المنظمة تعتبر "بلير" بإدارة الأزمات.
وبعد تركه منصب رئيس الوزراء، تولى دور المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، حيث تعامل مع أزمات مثل غزة، العراق، وأفغانستان.
أسس معهد توني بلير للتغيير العالمي (TBI)، الذي يقدم استشارات للحكومات في ملفات مثل الحوكمة، الاقتصاد، والأزمات.
وضمن دوره في إدارة أزمة غزة اقترح بلير خطة لإنشاء هيئة دولية مؤقتة لإدارة غزة بعد الحرب، تُعرف باسم GITA (السلطة الدولية المؤقتة لغزة)، وقد حصل على دعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصياغة هذه الخطة.
وعلق الصحفي نظام المهداوي @NezamMahdawi "إن صحّ ما نشرته هآرتس، فإن أمريكا تُعِدّ لمسرحية جديدة، عنوانها تنصيب توني بلير رئيسًا لحكومة في #غزة… ملايين العرب يحملون له ثأرًا مفتوحًا؛ فهو الصهيوني المتجذّر الذي دمّر #العراق، وغرس الخطط الشيطانية التي استهدفت الأمة، فكانت بصماته في كل نكبة وحرب ومؤامرة.
وأضاف، "غزة ليست بغداد، وليست لندن، غزة أرض المرابطين، ومهد الصامدين، فيها خيرة من أنجبتهم الأمة، تجارتهم مع الله، ولا يخشون دولة عظمى ولا صغرى، وإن دخل بلير غزة، فمقاومتها في انتظاره، ولن يخرج منها إلا محمولًا في تابوت.