فوضى في أسواق الذهب والفضة .. تراجع حاد بعد ارتفاع جنوني وسط تخبط اقتصادي

- ‎فيتقارير

تشهد أسواق الذهب في مصر حالة غير مسبوقة من الفوضى والتقلبات الحادة، بعد موجة ارتفاعات جنونية دفعت الأسعار إلى مستويات قياسية، قبل أن تتراجع بشكل مفاجئ خلال الأيام الأخيرة، في ظل ما يصفه مراقبون بـ"تخبط السياسات الاقتصادية وتدخلات سياسية مباشرة في إدارة السوق".

فقد تراجعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء متأثرة بانخفاض الأونصة عالميًا إلى نحو 3899.5 دولارًا، بالتوازي مع تراجع الطلب المحلي واستمرار حالة الركود التي تضرب سوق الصاغة منذ أسابيع.

 

وترافق ذلك مع نقص في السيولة واختفاء ملحوظ للسبائك من بعض المحال الكبرى، ما زاد من ارتباك المتعاملين.

 

وسجّل غرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا في السوق المحلية، نحو 5200 جنيه للشراء و5250 جنيهًا للبيع، فيما بلغ عيار 24 نحو 5943 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 4500 جنيه. كما تراجع سعر الجنيه الذهب إلى نحو 42 ألف جنيه دون مصنعية، بينما استقرت الأوقية المحلية عند 186 ألف جنيه، في وقت تراجع فيه الدولار إلى 47.36 جنيهًا في البنوك و47.85 جنيهًا في سوق الذهب.

 

وقال عضو بشعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة لـ"العربي الجديد": إن "السوق يعيش حالة ترقب وجمود، بسبب التقلبات العنيفة في الأسعار خلال الشهر الجاري"، مشيرًا إلى أن كبار التجار والمصنّعين أحجموا عن البيع بكميات كبيرة، واكتفوا بتغطية السيولة اليومية فقط، فيما خفض آخرون إنتاجهم مؤقتًا بانتظار استقرار الأسعار.

 

من جهتهم، أكد موزعون في مجمع تجاري متخصص بمدينة 6 أكتوبر أن الطلب بات يتركز على المشغولات خفيفة الوزن والذهب المستعمل، بينما اختفت السبائك من العرض اليومي نتيجة ارتفاع التكلفة ونقص الخام المستورد.

 

 وأوضحوا أن الشراء تراجع منذ مطلع أكتوبر بعدما تجاوزت الأسعار مستويات غير مسبوقة منتصف الشهر، قبل أن تبدأ موجة هبوط تصحيحية أفقدت الأوقية نحو 338.8 دولارًا في أسبوع واحد — وهو أكبر تراجع أسبوعي منذ عام 2013.

 

ويتوقع خبراء أسواق المال استمرار حالة التذبذب السعري خلال الأسبوع الجاري بين 5150 و5350 جنيهًا لعيار 21، حتى صدور قرار البنك المركزي المصري المرتقب بشأن أسعار الفائدة بعد غدٍ الخميس.

 

ويرى محللون دوليون أن التراجع الحالي يمثل تصحيحًا طبيعيًا للأسواق بعد موجة مضاربات قوية، مؤكدين أن النظرة المستقبلية للذهب ما تزال متفائلة على المدى المتوسط.

 

وبحسب تحليل لشعبة الذهب على موقعها الإلكتروني، فإن الانخفاض العالمي ترافق مع تراجع في الطلب المحلي نتيجة ضعف القوة الشرائية، وتوجه بعض حائزي الذهب إلى تسييل مدخراتهم لتغطية التزامات مالية، ما زاد المعروض مؤقتًا ودفع الأسعار إلى الهبوط. ويؤكد مراقبون أن المشهد الراهن يعكس مرحلة توازن هش ومؤقت في سوق الذهب المصرية، وسط ضعف السيولة وتراجع الثقة الشرائية، وغياب رؤية واضحة بشأن اتجاه الدولار، بينما يترقب الجميع عودة المعروض من السبائك واستقرار الأسعار العالمية خلال الأسابيع المقبلة.

 

وفي الاتجاه نفسه، انخفضت أسعار الفضة اليوم الثلاثاء إلى نحو 78 جنيهًا للشراء و80 جنيهًا للبيع للفضة المحلية، فيما سجلت الفضة السويسرية عيار 999 نحو 79 جنيهًا للشراء و83 جنيهًا للبيع، لتخسر نحو 10 جنيهات من قيمتها المسجلة الأسبوع الماضي.

 

وأرجع جورج ميشيل، رئيس نقابة العاملين بالصاغة، هذا التراجع إلى انخفاض الطلب الصناعي عالميًا على الفضة، إلى جانب تراجع أسعار المعادن الثمينة عمومًا مع تحسّن طفيف في أداء الدولار.