يعد مسجد اليوسفي في مدينة أسيوط ذو قيمة تاريخية ومعمارية الفريدة، وبسبب رفض تسجيله كأثر إسلامي لعدم توفر الاعتمادات المالية، سلمته إدارة الأوقاف في أسيوط التي يرأس وزارتها أوس الأزهري لمقاول لتنفيذ "تجديد شامل" انتهى بهدمه فعليًا.
ويعود تاريخ بناء مسجد اليوسفي لأكثر من 400 عام، وتجديده كان في عصر الخديوي توفيق، يحتوي على أعمدة رومانية وفرعونية من الجرانيت الأحمر، قال آثاريون إنها جمعت من معابد فرعونية يرجح أنها معبد أخناتون.
وزارة الآثار رفضت التسجيل، ليس بسبب عدم الأثرية، بل لعدم توفر الاعتمادات المالية اللازمة للصيانة والترميم.
وقال الأهالي: إن "إدارة الآثار بأسيوط أعدت تقريرا لتسجيله ضمن الآثار الإسلامية، إلا أنه تم الرفض لعدم توفر اعتمادات مالية بحسب أهلي المنطقة، وبناءً عليه قامت الأوقاف باستلام المسجد والتي قامت بتسليم المسجد إلى مقاول فهدمه".
ويقع اليوسفي في منطقة العتبة الزرقاء بحي غرب أسيوط ،ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1618م (1027هـ)، أي أكثر من 400 سنة، وويُعد من المساجد القليلة التي حافظت على طرازها المعماري القديم ويتميز بوجود أعمدة من الجرانيت الأحمر، بعضها رومانية وفرعونية، يُرجح أنها أُخذت من معابد قديمة، منها ما يُنسب إلى معبد أخناتون.
قرار الهدم أثار جدلًا واسعًا بين الأثريين وسكان المنطقة، الذين اعتبروا المسجد جزءًا من الهوية التاريخية لأسيوط.
وعبّر الأهالي عن غضبهم وحزنهم، خاصة أن المسجد لم يكن يعاني من تصدعات خطيرة، ووصف الأهالي ما حدث بأنه "جريمة ثقافية" بحق التراث المصري والإسلامي بشكل خاص لاسيما الموجود في أسيوط وإلى الآن لم تدفع الوزارة (الأوقاف) إلى بناء مسجد يحل محل المسجد التاريخي
واعتبر آثاريون أن هدم مسجد اليوسفي يُعد مثالًا مؤلمًا على فشل التنسيق بين وزارتي الأوقاف والآثار، وعلى كيف يمكن أن تؤدي البيروقراطية وقلة التمويل إلى ضياع تراث معماري فريد، المسجد لم يكن مجرد مكان للعبادة، بل شاهد على تداخل الحضارات المصرية القديمة والإسلامية، وقد فُقد إلى الأبد.
وطالب بعض الأثريين إلى التحقيق في "إعدام لتراث لا يُعوّض بداية من التعرف على أسباب رفض التسجيل، ومحاسبة المسؤولين عن قرار الهدم.
وقال أمير Amir Elsaraf على فيسبوك "في أسيوط تم هدم مسجد اليوسفي ذو التاريخ المزدوج؛ دار العبادة ذاتها منشأة منذ 1618 ميلادية وكانت مطمورة واكتشفت سنة 1911 ميلادية، جلب بناة المسجد مواد الإنشاء من أعمدة الجرانيت وغيرها قبل 400 سنة من معبد أخناتون المفقود في أسيوط.
كيف تُهدم منشأة بهذه الأهمية؟ وإذا كان الأهالي في المنطقة يريدون دار عبادة لماذا لا يبتنون مسجدًا جديدًا وتخصص هذه المنشأة كمزار؟.
