آثار إعلان حكومة الانقلاب عن انتهاء لجان الحصر من تحديد وتصنيف المناطق الخاضعة لقانون الإيجار القديم فى محافظة الجيزة انتقادات حادة من جانب المستأجرين .
وقال سكان الإيجار القديم إن تصنيفات المناطق السكنية وتحديد قيمة الإيجار على أساسها تقلب حياة آلاف الأسر التى عاشت لعقود طويلة تحت مظلة نظام إيجارى مختلف تمامًا عمّا يُراد تطبيقه اليوم رأسا على عقب.
وأعربوا عن انتقادهم لتصنيف مناطق فى بولاق الدكرور وامبابة وغيرها كمناطق متميزة وهو مصطلح يحمل معه أرقامًا جديدة وحسابات مرهقة وعبئًا ماليًا مؤكدين أن المستوى المعيشى فيها لا يستحق أن يصنف تحت مصطلح «متوسط» أو «اقتصادي» .
هاجيب منين؟
فى هذا السياق قال محمود عبدالجليل، 48 عامًا من سكان شارع ناهيا فى بولاق الدكرور: إحنا بقينا متميزين فجأة؟ دا حتى الشارع مش متسوّي!
وأضاف عبدالجليل: أنا ساكن هنا من سنة 1999، عمرنا ما كنا متميزين، فجأة الشارع بقى درجة أولى، والرصيف أصلًا مكسر، يعنى هدفع 20 ضعف وأنا لسه بدوّر على مكان أحط فيه رجلّي؟
وأشار إلى أن شقته المكونة من غرفتين وصالة كان يدفع لها إيجار 120 جنيهًا واليوم سيصل الإيجار إلى أرقام يصعب تحملها .
وتابع عبدالجليل : أنا عندى أربع أولاد.. هاجيب منين؟ لا الشقة متناسبة مع الحد الأدنى الجديد ولا الدخل يستحمل .
أروح فين؟
وقال الحاج أبو الدهب كامل، 62 سنة من سكان إمبابة : شقتى دى من يوم ما اتجوزت وأنا فيها.. أكتر من 40 سنة. الجيران بقوا عيلتى، وفجأة قالوا لى ادفع ألف جنيه حد أدنى! ألف جنيه يا عالم؟ دا أنا لسه بصلّح الماسورة اللى واقفة على كلمة .
وأضاف: الشقة كانت بـ85 جنيه.. أضربها ×20؟ يعنى هدفع إيجار أكتر من معاشى، طب أروح فين؟ .
عمارة قديمة
وقالت سلمى نجيب، 35 عامًا، مدرسة لغة عربية من سكان عزبة الهجانة : شقتى الصغيرة المطلة على شارع ضيق تمر فيه السيارات بصعوبة ومع ذلك تم تصنيفها ضمن «المناطق المتوسطة»، مؤكدة أن هذا التصنيف لا يعكس الواقع.
وأضافت سلمى نجيب :: اللى قالوا عليه فى المعايير مش موجود عندنا، العمارة قديمة، الشارع ضيق، المرافق بتقطع، أمى ساكنة معايا.. مش هقدر أدفع 10 أضعاف، أنا موظفة وعندى عيال. فين العدالة؟
وأشارت إلى أن لجنة الحصر مرت أمام العمارة دون أن تصعد موضحة أنها حينما سألتهم قالوا: (المعاينة من برّه كفاية)، رغم أن العمارة شكلها مضبوط من برّه لكن من جوّه تحتاج صيانة.
ضد الظلم
وتساءل عصام رجب، موظف أرشيف فى مستشفى حكومى، من سكان العمرانية : يعنى إيه أضرب الإيجار ×20؟ يعنى هافضل أدفع لحد إمتى؟
وقال رجب : شقتي غرفة وصالة تحت السلم، كانت بـ65 جنيهًا فقط، ومع الزيادات أصبحت أواجه عبئا ماليًا كبيرًا .
وأضاف : أنا مش ضد التطوير.. بس ضد الظلم. ليه شقة صغيرة تحاسبوها بايجار زى اللى فى الزمالك؟ .
منطقة متميزة
وقالت أمينة سعيد، 42 عامًا : أنا ساكنة فى حى إمبروزو من سنة 1980.. كل جيرانى صاروا عائلتى، فجأة شقتنا صارت منطقة متميزة والحد الأدنى 950 جنيه، وأنا مرتبى 2800! دا حرام.. هاعمل إيه ؟
وأعربت عن تخوفها من أن يطردها القانون من بيتها مع أطفالها الأربعة بعد سنوات طويلة من التضحيات مشيرة إلى أن الشارع ضيق، الكهرباء بتقطع، المياه ساعات مش شغالة.. واللجنة قالت الشقة ممتازة .
دى مش عدالة
وقال حسن شوقى عامل نجارة ، 55 عامًا، من سكان منطقة الوراق : أنا عايش من 50 سنة فى البيت دا، فجأة مبقاش لى حق أستمر بنفس الإيجار القديم.. هادفع 1200 جنيه شهريًا وأنا معاشى كله 1500! دى مش عدالة، دا عبء كبير على أى حد .
وأضاف شوقى: اللى اتبنى جديد يبقى متميز.. إحنا لسة شققنا محتاجة ترميم، حد يفهمهم؟ .
هاعمل إيه؟
وقالت فاطمة مرسى، 37 عامًا، من سكان كرداسة : أقيم مع أطفالى الثلاثة فى شقة صغيرة ضمن عمارة بدون مصعد .
وأضافت فاطمة مرسى : أول مرة أحس إن القانون بيبعدنى عن بيتى. شقتنا 70 متر بس، مصنفة مناطق متميزة والحد الأدنى 1000 جنيه .
وتابعت : أنا موظفة نصف يوم، هاعمل إيه؟ وأمى مسنة، مش هقدر أسيبها… دا إحنا هنا عايشين حياتنا من غير أى مساعدة .
احنا ضايعين
وقال مصطفى على، 29 عامًا، عامل فى محل حلاقة، العمرانية الجديدة : أنا مقيم فى شقة قديمة مكونة من غرفة وصالة، وأنا لسه متخرج، لسه بدور على شغل أفضل… فجأة شقتى صارت متميزة والحد الأدنى 900 جنيه! إزاى أقدر أدفع وأعيش؟
وأضاف : اللى ساكنين هنا أجيال، فجأة احنا لقينا ضايعين…مشددا على أن القانون لازم يكون عادل، مش يضغط على الناس .
