كانوا هناك.. أهوال وبطولات يحكيها شهود عيان في محطة مصر

- ‎فيسوشيال

لا تتكرر كثيرا أن يكون شاهد العيان حاضرا في حادث ببشاعة وهول ما حدث صباح اليوم الأربعاء في محطة مصر، فمنهم من حمل الجثث وآخر أطفأ النار التي نشبت في أجساد البشر وثالث ساعد الإطفائيين في عملهم، وآخرون ميزوا الرضا بقضاء الله وقدره، بعدما سعت بهم أقدارهم بعيدا أو انتظروا أحد أقاربهم فوجدوه.

وشهدت محطة مصر برمسيس، كارثة أسفرت عن مقتل 20 مواطنا، على الأقل، وإصابة 40 آخرين، وارتفع عدد الضحايا، نتيحة وجود إصابات بالغة في صفوف المصابين.

ومن أول الشهود العيان، محمد إبراهيم، مقيم بشبرا مصر، الذي هب بمجرد أن سمع صوت صراخ وشاهد تصاعد أدخنة خلال مروره لعمله فأسرع للمكان وشاهد عددا كبيرا من الجثث بالمكان وحالة من الفزع، وقام برفقة فرق طبية خاصة بالتأمين الصحي بالمحطة بمحاولة إسعاف المصابين قبل أن تأتي سيارات الإسعاف.

أين ابنتي؟

وكتب محمد النجار “Mohammed Alnaggar” على حسابه على الفيسبوك عن “شيء مهول .. هول فعلا من الأهوال .. نحن نسير على الرصيف رقم 5 لمغادرة محطة مصر .. صوت عال جدا.. جدا ظننت أنه صوت موتور جرار سيسكته السائق، وإذا بانفجار فظيع فتنتشر النيران أسفل هنجر المحطة، المسافرون يعكسوا اتجاههم وبدلا من الاتجاه للخروج يصبح للخلف ويلتقي الجمعان والكل يريد الهروب من الموت حرقًا”.

وتابع: لم نستطع مقاومة دفع أول شاب لنا فسقطت أرضا وبجواري آية ابنتي والأرجل والمسافرون يتساقطون فوقنا بلا رحمة ،. وفي خضم هذا الهول تمتد لنا يد شاب أسأل الله أن يزيده صحة وإيمان فيرفعنا عن الأرض فله كل الشكر والعرفان”.

وعن العون الذي قام به المواطنون أشار “النجار” إلى أن الشباب حاولوا مد يد المساعدة “وليمتد بصرنا نحو الرصيف المجاور لنرى شاب آخر استطاع ان يفكر بروية في فتح ماسورة المياه الأرضية التي يتزود منها القطارات ولا ادري من أين أتى بجركل بلاستيك مفتوح يملأه بالماء ويكيله على من شبت بهم النيران ، هاذان الرجلان يستحقان وسامان على صدريهما .. تحية شكر وتقدير لشباب مصر المؤمن المسلم، ويا حسرتاه على كل من حاول النجاة على أشلاء الآخرين”.

بعد هذا اليوم العصيب كتب “والحمد والشكر لله عز وجل أن وهبنا الحياة مرة ثانية ، يارب لك الحمد ولك الشكر حمد الشاكرين ، أما ما يفتت الأكباد فكونك ترى أناسا يموتون تفحما وانت عاجز عن مد يد العون لهم .. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحمهم ويحسن إليهم ويسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة وسائر موتى المسلمين يارب العالمين ..”.

وليدي مرضي

وانتشرت صورته على مواقع التواصل الإجتماعي بعدما أنقذ وليد مرضي، عامل وبائع في الشركة الوطنية لقطارات النوم، المواطنين إثر اصطدام الجرار رقم 2302 بالرصيف رقم 6 بمحطة مصر صباح اليوم، وقال: “كنت واقف شغال في مكاني على الرصيف، فجأة سمعت صوت انفجار عال، ولقيت الناس بتجري والنار ماسكة فيهم”.

وأضاف: “كان فيه واحدة ست وبنتها أجسادهم تعرَّت بسبب الحريق، فجبت بطاطين ولفيتهم بها وأبعدتهم عن الرصيف، ووجدت جثث مواطنين على الأرض، وماقدرتش أعمل لهم أي حاجة”، متابعًا: “زملائي كانوا بيطفُّوا معايا الناس، والإنسان الطبيعي لما يبقى في موقف زي ده لازم يعمل كده، ده أقل واجب”.

وأشار إلى أنه بدافع ذاتي لم يفكر سوى في إطفاء الناس من واجب الإنسانية، “بعد ما طفِّيت الناس كنت أُرهقت وتعبان وأعصابي مش قادر أتلَم عليها من المناظر اللي شُفتها قدامي”.

كنا محبوسين

وكتب المواطن “إسلام عبدالعزيز” على حسابه على فيسبوك “الحمد لله الذي نجاني ، احنا بجد بنفر من قدر الله الى قدر الله ….الانفجار في رمسيس كان 9.30 و القطر بتاعي وصل في نفس المعاد بالظبط و كان في الرصيف اللي جنبي على طول ،و قعدنا محبوسين ما بين القطر و المحطة حوالي نص ساعة وسط اصوات الانفجارات و صريخ الاطفال و النساء و كمان الرجال ،خلاصة الامر ( و لا تدري نفس ماذا تكسب غدا و لا تدري نفس باي ارض تموت)..اللهم احسن خاتمتنا و احفظ بلادنا و ارحم من مات و اشفي كل مصاب..”.

حملت الجثث

وفي فيديو على مواقع التواصل شرح المواطن اشرف الزندحى كيف حمل الجثث بين النار وقال: “أنا شيلت ٤٤ جثة بإيدي والإسعاف وصلت بعد ساعة كارثة بكل المقاييس – لا حول ولا قوة الا بالله

 

أجساد مذابة

وكتب طلال على يس عن شهادته على الحادث “…كانت ابنتى فى القطار داخل محطة رمسيس تنتظر حركة عجلاته متلهفة لوصوله إلى البحيرة فقد غابت عنا اسابيع…..يعلو صوت انفجار القطار المجاور على كل الاصوات… ألسنة النيران اذابت كل الضحكات وبدلتها بخوف وفزع.. انقطعت شبكة الاتصالات كاد قلبى يتوقف إلى أن سمعت صوتها….الحمد لله حمدا يليق بجلاله عادت ابنتى…..لكن ابناءا اخرون لم يعودوا.. اللهم احفظ أبنائنا.. وصب الصبر على قلوب فجعت.. “لازم نحس ببعض وده أقل واجب”.. بطل إنقاذ ضحايا القطار معقبًا على الحادث”.

ماذا لو؟!

وكشف “ZI-D-aN” أو أشرف زيدان أنه بفضل الله لم يكن هناك وكتب على تويتر “كنت رايح الشركه انهرده الصبح وزعلان إني ملحقتش القطر بتاع 8 وأني رحت مواصلات يدوبك وصلت الشركه الساعه 10 شفت الخبر بتاع الحادثه”.

وكشف حسام أو “عميد صيدلة” عن حدث مشابه “انا كنت هناك من يومين بالظبط ..او اقل من ٤٨ ساعه ..الفرق بيني وبين اللي حصل النهاردة ٤٨ ساعه او اقل !!!! ..انا كنت هناك في نفس المكان ونفس نفق ٤ اللي قدام الانفجار بالظبط ..كان فرق موتي ساعات بس ..الله يرحم موتانا ..الله يرحم الجميع من البلد دي”.