شهادة عار.. وزير إسرائيلي يتباهى بمتانة علاقات تل أبيب مع الدول العربية رغم حرب غزة!

- ‎فيعربي ودولي
Israeli Prime Minister Yair Lapid meets with UAE Foreign Minister Abdullah bin Zayed in Jerusalem, on September 15, 2022. Photo by Israeli Prime Minister\ apaimages

ينتشر الغضب في أنحاء العالم ضد العدوان الصهيوني في غزة، وتترجم المظاهرات الحاشدة التي تنطلق يوميا في العديد من بقاع الكرة الأرضية دعما من أحرار العالم لغزة وأهلها ومقاومتها وحقها في الحياة، وضد الإجرام الصهيوني وقمعه وجنونه في تدمير غزة على رؤوس أهلها بعد هزيمة الكيان يوم 7 أكتوبر وما بعده أمام المقاومة في غزة والضفة الغربية.

 

ووصل التأييد إلى ذروته حين حرق طيار أمريكي نفسه أمام سفارة دولة الاحتلال بأمريكا؛ تخلصا من العار الذي شعر به، لأنه يخدم في جيش يدعم الاحتلال والقتل والإجرام الذي تمارسه إسرائيل ومن ورائها أمريكا.

 

وعلى النقيض يقف بعض الحكام والأنظمة العرب، موقفا مخزيا من الحرب، مصطفين إلى جوار المعتدي الصهيوني، وهو ما دفع أحد وزراء إسرائيل للتباهي بمتانة العلاقات الإسرائيلية مع دول عربية رغم الحرب على غزة. 

 

 أكد وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، الثلاثاء  27 فبراير 2024، أن العلاقات التجارية بين إسرائيل والدول العربية لم تتأثر بالحرب في قطاع غزة التي قد تكلف بلاده ما يصل إلى 55 مليار دولار، في حين حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد من أن خلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن يضر بأمن إسرائيل وعلاقاتها الخارجية.

 

وسمحت “اتفاقيات إبراهام” التي تم التفاوض عليها بوساطة من الولايات المتحدة والتي وُقّعت في العام 2020، بإقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب، بينما تربط معاهدتا سلام بين إسرائيل ومصر والأردن.

 

العلاقات على ما يرام

وقال نير بركات للصحفيين على هامش المؤتمر الوزاري الـ13 لمنظمة التجارة العالمية المنعقد في أبوظبي: “ليس هناك أي تغيير في العلاقات التجارية، والأمور مستقرة للغاية، أعتقد أن الزعماء يدركون أن لدينا الهدف ذاته وهو التعاون سلميا”.

 

وردا على سؤال بشأن الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها إسرائيل بسبب الحرب على غزة، قدر بركات أنها قد تتراوح بين 150 و200 مليار شيكل، أي ما بين 42 و55 مليار دولار.

 

وأكد أن هذا أمرا لا يمكن لإسرائيل تحمله على المدى المتوسط أو الطويل.

     

واعتبر بركات أن الحرب في غزة قد تساعد إسرائيل على زيادة مبيعاتها من التكنولوجيا العسكرية، مشيرا إلى أن هناك اهتماما قويا بها من العديد من الدول، من دون أن يحدد ما إذا كانت الدول العربية من بينها.

 

ويأتي ذلك التبجح الصهيوني الكاشف لعار الدول العربية، بينما تنفذ إسرائيل حرب إبادة ضد الفلسطينيين، بقتلل أكثر من 30 آلاف فلسطيني، وجرح مئات الآلاف، علاوة على فقد الآلاف تحت الأنقاض، وتجويع الفلسطينيين وإجبارهم على النزوح من مناطقهم تحت وابل القصف الصاروخي أو التجويع، بينما تقف دول العرب متفرجة، غير قادرة على التحرك لنصرة إخوانهم، فيما يهدد شيخ الحرم المكي السديس، من يرفع العلم الفلسطيني بالملاحقة الأمنية.

 

ولعل هذا الموقف التاريخي المتراخي للحكام العرب، سيمكن إسرائيل من التحكم في البلاد العربية لقرون قادمة، في ظل وأد خيار المقاومة أو حتى المقاطعة والمواجهة، ولو بالكلام.

 

وعلى الرغم من الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل منذ بداية حربها المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 إلا أنه تزايدت في الآونة الأخيرة انتقادات واشنطن لنتنياهو لأسباب بينها بالخسائر الكارثية بين المدنيين الفلسطينيين.

 

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، لابيد، في منشور بحسابه على منصة “إكس”: إن “الخلاف العلني بين نتنياهو والإدارة الأمريكية هو ضرر لأمن الدولة وضرر لعلاقات إسرائيل الخارجية، وانعدام للمسؤولية الوطنية”.

 

وفي وقت سابق الثلاثاء، حذر بايدن من فقدان حكومة اليمين المتشدد في إسرائيل الدعم الدولي، ورد نتنياهو زاعما أن موقف إسرائيل من الحرب يحظى بدعم غالبية الشعب الأمريكي.

 

وقال بايدن، في مقابلة على شبكة “إن بي سي” الأمريكية: إن “الحكومة الإسرائيلية ستخسر الدعم الدولي في حال استمرت على نهجها اليميني المتشدد الحالي”.

 

ورد نتنياهو، في كلمة بثها على حسابه في “إكس”، قائلا: “منذ بداية الحرب وأنا أقود حملة سياسية هدفها كبح الضغوط الهادفة إلى إنهاء الحرب قبل وقتها، ومن ناحية أخرى أيضا كسب الدعم لإسرائيل”.

 

وأضاف: “اليوم تم نشر استطلاع في الولايات المتحدة يُظهر أن 82% من الأمريكيين يؤيدون إسرائيل، وهذا يعني أن أربعة من كل خمسة أمريكيين يدعمون إسرائيل وليس حركة حماس، وهذا يمنحنا قوة إضافية لمواصلة الحملة حتى النصر الكامل”، على حد قوله.

 

وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن الاستطلاع الذي يستشهد به نتنياهو يركز على إسرائيل مقابل حماس، وليس إسرائيل مقابل الفلسطينيين، ومن هنا جاءت الفجوات الكبيرة نسبيا مقارنة باستطلاعات أخرى أظهرت نتائج مختلفة”.

 

عدم دخول مساعدات لغزة

في سياق موازٍ، قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: إن “قوافل المساعدات الإنسانية لم تتمكن من دخول شمال غزة منذ 23 يناير 2024، وأفاد دوجاريك، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، أن نظام الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية يحتاج إلى المزيد من نقاط الدخول إلى غزة”.

 

وأضاف: “في الوقت نفسه، هناك حاجة إلى طرق نقل أكثر أمانا وإلى تسريع عمليات عبور المساعدات عند النقاط الحدودية، بما في ذلك إلى الشمال”.

 

وذكر دوجاريك أن قوافل المساعدات الإنسانية لم تتمكن من الوصول إلى شمال غزة منذ 23 يناير 2024، ولفت إلى إعلان منظمة الأغذية العالمية أن 15 ألف طن من المواد الغذائية على أهبة الاستعداد في مصر.

 

وتعبر المواقف الإسرائيلية عن انهيار منظومة الفعل العربية، التي باتت أقرب لإسرائيل من الفلسطينيين، الذين يتركون وحدهم أمام تكنولوجيا السلاح الصهيو أمريكي بلا غطاء عربي أو حتى دواء وغذاء ، في مشهد يصيب العرب والمسلمين بعار الدنيا وخزي الآخرة، فمن يتحرك نجدة للفلسطينيين؟.