شن مندوب دولة السودان الشقيق في مجلس الأمن، الحارث إدريس، ربما للمرة العاشرة، هجوما فاضحا على دولة الإمارات داخل أروقة الأمم المتحدة بصوتٍ غاضبٍ وموقفٍ جريء، تساءل أمام العالم: “كيف يُسمح لممثل دولةٍ تلطخت أياديها بدمـاء السودانيين أن يتحدث وكأنّه رسول سلام؟”.
وأكد “إدريس” أن مجرد الاستماع لمندوب أبو ظبي وكأنّ بلاده وصية على السودان هو إهانة لمجلس الأمن، واستخفافٌ بدموع الأطفال والنساء والأيتام الذين يُقتلون ويُهجّرون كل يوم بأسلحةٍ وأموالٍ إماراتية.”.
وشدد السفير الحارث إدريس: “السودان سيعوّل على “مجد البندقية” في دحر المليشيا” مؤكدا أن “السودان سيقاومُ مشروعَ التفكيك الدولي ورعاتَه الإقليميين والدوليين، وسيعتمدُ على “مجد البندقية” لردّهم بحقِّ الدفاع عن النفس بموجبِ ميثاق الأمم المتحدة”.
وقال “إدريس”: “لن يكون هناك تفاوضٌ مع هذه الميليشيا الإرهابية، ما لم تضع السلاح وتوقفْ عدوانَها على الشعب السوداني، وأنَّ ذلك سيتم بإحاطة الدولة الراعية التي تقوّي وتُناصر هذه الميليشيا.”.
واحتلت السودان الصدارة في الأمم المتحدة باجتماع في نهاية الأسبوع المنصرم بمجلس الأمن وتقرير أمام الجمعية العامة بعد عقد المجلس المتخصص في النزاعات داخل وبين الدولة اجتماعا تناول فيه الأوضاع في السودان في ظل التصعيد في مدينة الفاشر المحاصرة في شمال دارفور.
واستمع الأعضاء خلاله إلى إحاطة من مسؤوليْن أمميين قبل عقد مشاورات مغلقة يتحدث فيها المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، كما تقدم بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان تقريرها إلى الجمعية العامة.
متى يصرح مجلس الأمن بدور الإمارات القذر؟
ودعا مندوب السودان مجلس الأمن إلى التصريح علناً بالدور المخرّب الذي لعبته الإمارات في تمويل وتسليح مليشيا الدعم السريع التي ترتكب المجازر التي يوثقها خبراء الأمم المتحدة.
وقال الحارث إدريس مندوب السودان: “على مجلس الأمن إلى التحلّي بالمسؤولية الأخلاقية والسياسية، والتصريح علناً بالدور المخرّب الذي لعبته الإمارات في تمويل وتسليح المليشيا التي ترتكب المذابح بحق السودانيين وتزعزع أمن السودان والمنطقة بأسرها”.
كما عبر إدريس في مستهلّ حق الرد في جلسة مجلس الأمن اليوم حول أحداث مدينة الفاشر عن أسفه البالغ لأن يُسمح لممثل دولةٍ تلطّخت أيديها بدماء الأبرياء في السودان بأن يخاطب المجلس الموقّر وكأنها دولة حريصة على السلام أو الاستقرار، مبينا إنّ مجرد سماع هذا الممثل يتحدّث عن الأوضاع في السودان يُعدّ إهانة لمجلس الأمن واستخفافاً بدموع الأطفال اليتامى والنساء الأرامل في السودان وبمعاناة شعبٍ يُقتل ويُهجّر كل يوم بسلاحٍ وأموالٍ مصدرها بلاده.
وأكد مندوب دولة السودان الرسمي في الأمم المتحدة أن النظام في أبو ظبي لعب ولا يزال يلعب الدور الأخطر في العدوان على السودان، ذلك عبر تحريض وتزويد مليشيا الدعم السريع الإجرامية بالسلاح والمال والمعدات، وعبر حملات التضليل الإعلامي والدبلوماسي التي تسعى لتبييض وجه تلك المليشيا الإجرامية .
وكيل الإمارات في السودان
وبين أن مليشيا الدعم السريع عبارة عن وكيل محلي يخضع تماماً للسيطرة الفعالة من قِبل نظام أبو ظبي، مبينا انه خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، نشرت صحيفتا وول ستريت جورنال والجارديان تقارير تكشف بعض تفاصيل العدوان الإماراتي على السودان عبر رعايتها وتسليحها للمليشيا، مبيّنةً حجم تدخلها في إشعال الحرب وتمويل الجرائم التي ارتُكبت في الفاشر ودارفور والخرطوم ومناطق أخرى من السودان.
وأشار الحارث كذلك الى تأكيدات قناة تلفزيونية ليبية أن أكثر من عشر طائرات عسكرية تم رصدها يومياً ما بين 25 و26 أكتوبر وهي تقوم برحلات بين الإمارات وشرق ليبيا وذلك قبيل هجوم المليشيا الأخير على الفاشر، حيث كانت هذه الطائرات تحمل شحنات أسلحة مرتبطة بدعم لوجستي وعسكري للمليشيا الإجرامية بالتزامن مع تفاقم حدة الهجمات في الفاشر.
وقال السفير الحارث: إن “ما تقوم به دولة الإمارات لا يمكن اعتباره سوى انتهاكٍ صارخٍ لميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية ولقرارات هذا المجلس، خاصة تلك التي تحظر دعم الجماعات المسلحة الإرهابية والخارجة عن القانون، متسائلا : كيف يُعقل أن تتحدث دولة عن السلام في هذا القاعة، بينما هي تملأ طائراتها بالذخيرة وتُرسلها إلى من يقتلون النساء والأطفال ويغتصبون الفتيات وينهبون المدن؟”.
نقاط مهمة بكلمة الحارث
– إنَّ السودان الذي وقف إلى جانب الشعب الإماراتي منذ تأسيس دولته، لن ينسى أن تلك الدولة كانت في طليعة من تَنَكَّروا لهذا الإحسان، وتآمروا على وحدة السودان واستقراره، ونَكَصوا على مبادئ الإخاء ومقابلة الإحسان بالإحسان.
– ستظل الإمارات في ذاكرة شعبنا رمزًا للخيانة السياسية والانحراف الأخلاقي، ووصمة عار لا تَمحوها كل مساحيق التجميل ولا حملات العلاقات العامة.
– إن ممثل الإمارات مكانه ليس داخل مجلس الأمن بل في صفوف الميليشيا الإجرامية التي موَّلتها بلاده، وترتكب الجرائم ضد المدنيين.
– إن شعب السودان ـ رغم كل الجراح ـ سيبقى صامدًا ومتمسّكًا بسيادته ووحدته، رافضًا كل أشكال التدخل الإماراتي ومن والاه!!، ممن يسعون لفرض أجندات استعمارية بثوب جديد.
– لن يُفلح أي مال، أو سلاح، أو ضَغْطٍ سياسي في كسر إرادة الشعب السوداني العظيم الذي واجه عبر تاريخه الاستعمار والظلم والطغيان وانتصر عليهم أجمعين.
– وأمام الغزو الإماراتي تَدُور الدوائر، فإنه لا سبيل أمامه سوى شعار: المجد للبندقية.
تقرير للجارديان البريطانية
وأكدت صحيفة الجارديان وول ستريت جورنال الإتهام بحق الإمارات من تعزيز قوات الدعم السريع بالأسلحة فاستخدمتها المليشيات في قتل المرضى داخل المستشفيات.
في 28 أكتوبر 2025، أقدمت قوات الدعم السريع (RSF) على قتل أكثر من 460 مريضًا ومرافقين لهم داخل مستشفى السعودي للولادة في مدينة الفاشر، شمال دارفور، حسب ما أكدته منظمة الصحة العالمية وشبكة الأطباء السودانيين. كما اختطفت القوات شبه الطبية 6 من العاملين في المستشفى، من بينهم أربعة أطباء وممرضة وصيدلانية.
كان مستشفى السعودي للولادة المستشفى الجزئي الوحيد العامل في الفاشر، الذي كان يعاني حصارًا منذ أكثر من 500 يوم بسبب النزاع المسلح، تعرض المستشفى لهجمات عدة، ففي 26 أكتوبر قتل أحد ممرضيه وأصيب ثلاثة آخرين في هجوم جديد.
ونقلت عن تقارير من شبكة الأطباء السودانيين وصفت أن قوات الدعم السريع قامت “بـقتل بدم بارد” لكل من وجدته داخل المستشفى، وحولت المؤسسات الطبية في المدينة إلى “مسالخ بشرية”.
وأفاد شهود عيان للصحفية البريطانية أن المقاتلين اقتحموا البيوت في المدينة، ضربوا الناس وأطلقوا النار عليهم في الشوارع، ما أدى لمـقتل نساء وأطفال وحالات قتل في أثناء محاولات الفرار.
ورصد مختصون في جامعة ييل لتحليل صور الأقمار الصناعية ظهور مجموعات من الأجسام البيضاء الطويلة بالقرب من جدران الفاشر الترابية، وقد تتطابق أبعادها وطبيعتها مع جـثـث بشرية، مع بقع حمراء يعتقد أنها دماء، ما يؤكد وقوع عمليات قتل جماعي.
وأكدت أنه بعد السيطرة على الفاشر، استمرت قوات الدعم السريع في ممارسة استراتيجية الأرض المحروقة في المدينة.
وشهدت المدينة مجاعة في مخيم زمزم للنازحين العام الماضي، وقتل الآلاف عند الاستيلاء على المخيم، وكان هناك تحذير من أن الاستيلاء على الفاشر سيكون نسخة مكررة من الجرائم التي شهدتها الجنينة في 2023.
وأدانت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية هذه المجازر، محذرة من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، وتحدثت عن العنف الجماعي وعمليات القتل المتسلسلة والبحث المنهجي عن المدنيين حتى أثناء محاولتهم الفرار.
وتحدث الناجون من الفاشر عن تجريدهم من مقتنياتهم وابتزازهم، كما أبلغت نساء عن حالات اعتـداء جنسـي أثناء نزوحهم. هناك توقعات بأن كثيرين ماتوا في الصحراء وهم يحاولون الوصول إلى المخيمات.
اعتراف حميدتي
وعلى سبيل التقليل من أثر المذابح، اعترف قائد مليشيات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو(حميدتي) أنه عمل تجاوزات على إيد الجيش بتاعه في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.
وقال “حميدتي”: ” السيطرة على الفاشر كانت “لحظة تاريخية” و”نقطة تحول لوحدة السودان سلمًا أو حربًا” مؤكدا وقوع التجاوزات ضد المدنيين وقال: إن “الحرب فُرضت عليهم مش اختيارهم” وأعلن عن تشكيل لجنة تحقيق رسمية لمراجعة الأحداث ومحاسبة المسؤولين
أكد التزام قواته بحماية المدنيين والسماح بحركة المساعدات الإنسانية.
وتعد الفاشر آخر معقل رئيسي للجيش في دارفور، ومكان وجود مقار لوكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وده معناه إن الأحداث ليها تداعيات إنسانية كبيرة.
تعليقات نشطاء
وإضافة إلى ما أكّده مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل من قبل فريق تحليل النزاعات من استمرار القتل الجماعي في الفاشر خلال الفترة من 26-28 من أكتوبر الحالي وذلك بالمستشفى السعودي مستعينة بصور الأقمار الصناعية، أكدت كذلك لجان شبابية بالفاشر أنه في 28 أكتوبر جميع المرضى بالمستشفى السعودي وأجنحة الدرجة الأولى والجامعة ومكتب وزارة الداخلية تم تصفيتهم وبطرق فظيعة من قِبل مليشيا الدعم السريع.
وهاجمت حسابات سعودية الدور الإماراتي القذر والمكشوف في السودان وقال العتيبي @TSATSA1397 “هذا هو منجم جبل عامر للذهب غرب #الفاشر، وهو سبب هذه الحروب والمجازر في #السودان من عام 1999م ويعتبر من أكبر مناجم الذهب في أفريقيا ووصل إنتاج الذهب فيه عام ٢٠٢٣ الى ٥٠ طناً سنوياً ويتميز عنها أنه سطحي وتركيز الذهب فيه عالي ومنطقة دارفور بصفه عامة غنية بالمعادن، وهذا هو السبب في الأزمات والصراعات التي تتخذ صبغة عرقية لكنها في الأصل صراعات على الموارد”.
https://twitter.com/TSATSA1397/status/1983495714748383743
دعوات لمقاطعة كيان الإمارات
ونشر الصحفي اليمني أنيس منصور دعوات تناقلها أيضا آخرون لمقاطعة كيان الإمارات الصهيونية وعبر @anesmansory قال: “حان الوقت لتسليط الضوء على العلاقة بين مانشستر سيتي وتمويل الجرائـم في السودان، منصور بن زايد، المسؤول الإماراتي البارز وشقيق رئيس الدولة الأمير محمد ، هو الممول المباشر لمليــشيا الجنجويد (قوات الدعــم السـريع) التي تـقتل في أهلنا بالفاشر وبارا والنهود…الخ.. منصور يمتلك استثمارات ضخمة في أوروبا، أبرزها ملكية نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، الأوروبيون حساسين جدًا تجاه سمعة أنديتهم، ويتأثروا بشدة بأي إدانات أخلاقية موجه لها.
وأضاف، خلونا نخاطب جماهير مانشستر سيتي مباشرة ونوريهم أنو ناديهم عبارة عن مؤسسة لغسيل الأموال الملوثة بدمـاء الشعب السوداني،
ومن بين المقاطعة في مصر ذكر حساب @UrFav_User_ أن قوة أبو عوف إماراتية بعد استحواذ الشركات الإماراتية عليها وقال: “إخواتنا من مُحبي القهوة المؤمنين بجدوى المقاطعة و لو بشكل رمزي لنشر الوعي بين الناس عن مجرمين الحرب و مهندسين الإبادة ..
تمتلك شركة الأغذية الإماراتية (Agthia Group) التابعة للمجموعة القابضة ADQ التابعة لحكومة أبو ظبي حوالي 80٪ من أسهم (أبو عوف)، اكتب عن المقاطعة حتى لو بشكل رمزي
https://twitter.com/UrFav_User_/status/1983294244375663059
معايرة إماراتية
وعاير إماراتيون ضمن ذباب إلكتروني السعوديين والإماراتييين، وقال د.منير المواري @muniralmaweri: “وقفت الإمارات إلى جانبهم يوم هاجمهم العالم في ملف خاشقجي، وكذلك يوم استنجدوا بها في حرب اليمن، انظر إلى ما يُسمّى بذباب “اعتدال” ينسبون كل ما يحدث في السودان إلى الإمارات، يسمونه «الدعم السريع الإماراتي الإرهابي» ويزعمون أن الإمارات تقتل السودانيين عبر الدعم السريع. ويستعملون عبارة «الإبادة الجماعية من قبل دولة الإمارات!»،
وادعى أن “هذه الاتهامات ليست من ذباب الكيزان، ولا من اليمني الإخواني أنيس منصور، وإنما من إعلام وغنم اعتدال، تخيّلوا أن الذباب السعودي يلتقون مع الإخوان في هدف واحد هو الإساءة للإمارات العربية المتحدة!”.
https://x.com/muniralmaweri/status/1983284032499593538
ووصف الصحفي نظام المهداوي @NezamMahdawi المشهد بقوله “..أنت الآن في سيرك سياسي تصبح الفرجة فيه ممتعة..
#السعودية تدافع عن الجيش السوداني وتدين وتستنكر جرائم الدعم السريع في #السودان المدعومة من #الإمارات.. الإماراتيون الذين يزعمون أن لا شأن لهم في التطهير العرقي في السودان استشاطوا غضباً وبدأوا يعايرون السعوديين بأنهم وقفوا معهم بعد اغتيال خاشقجي.. لا تنسى السعودي والإماراتي واحد ولا تنسى خليجنا واحد.”.
https://twitter.com/NezamMahdawi/status/1983488229484511269
